الثلاثاء، 11 يونيو 2013

محبة السكون ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الخامس ) ـ الجزءالاول .

الميمر الخامس ( 9 )
محبـــــة الســــــكون

+ الــــذي هــــو كامـــل في القــــــــامة و فيــــــــــــــــه اشــــــــــتياق إلى الله ،
   هــــــــــــــــذا بعد خروجه من العالم لا ينبغي أن يقيم كثــــــــيراً في المجمـع ،
   بل إذا ما تعــلم ترتيب و تصـرف الإخــوة و طقس هذا الاسكيم و نوع تواضعـــه ،
   يفرز نفسـه في قلايتـه منفـرداً لئــلا يقتني عــادة الخلـــطة مـــع كثـــــــيرين ،
   ما خلا مفاوضة شيخ واحد مشهود له بحسن السيرة و معرفة عمل الســكون ،
   و معه فقط يتحدث لكي يتعلم تدبير الوحدة، و لا يتفاوض أبداً مع أي إنسان آخر.

+ ليس أن الإنسان :
  إن لم يتطهر بالكمال لا يحس بالخيرات الروحانية و بدلائل الحيــاة الجديـدة ،
  بل إنه يـوماً بعــــــد يــــوم ، حسـبما يقهــر الآلام ، يــرى إشـارات الطهارة ،
  و كل ألم يغلبه يشـــرق الصـــلاح الموضـــــوع قبــــــــاله في الحــــــــــال ،
  و بمقدار ما يتطهر من الخطايا هكذا ينعتق الضمير من رباطات التفكير فيها ،
  و على هذا الحــــد يشــــــــــرق شــــــــعاع المعــــرفة في قلبــــــــــــه .

     و طهارة النفس هي :

                          التعري من الاهتمامات الجسدانية و من الهذيذ بالأفكار اللحمية .

+ الذين هم بطبيعتهم ودعاء و هادئون و ذوو حركات نيِّرة مفرزة ،
   معلوم أنه سهل عليهم (انسكاب) الدمــــوع ؛ 
       لأنه حيث يوجـــد تواضــــــع القــــــــلب بإفراز ،
   لا يقدر الإنسان أن يمسك نفسه عن الدموع ،
  فمن غير أن يريد يفيضها القلب على الدوام من الحزن الحار ،
  و انكسار القلب الذي فيه .

+ هذه الأنواع الثلاثة يقتنيها الإنسان من الســـكون :
    حب الله ، الدهش بأسراره ، و تواضع القلب . و ليس حزن أحرّ من حب الله .
    يا رب أهلني أن أشرب من هذا الينبوع .

  و لكن الذي ما له سكون فهو :
                                           ما يعرف و لا واحـــــــــــدة من هذه الثلاثة أنواع ،
                                                   و لو كانــــــــــــت له فضــائل كثـــــــيرة ،
                                        فـــــــــلا حـــــــــــــب الله يقدر أن يعرف ما هــو ، 
                                            و لا      معــــــرفة الروح مــــــــــــــــــــــا هي ،
                                          و لا     التواضع الحقيقي الذي من القــــــــلب .


و أنا أشهد لكم بالحق أنكم إن كنتم عادمين من السكون ،
و لو أنكم بكل أعمال الرهبنة تتعلقون بجفون عيونكم ،
فما تقدرون أن تؤهَّلوا للاقتراب من هذه الأسرار ،




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق