الميمر الرابع ( 10 )
الأعمـــال و التواضـــــع
+ الأعمال و التواضع تجعل الإنســان إلهــــــاً عـــلى الأرض .
و طوبى للإنسـان الذي
يعـــــــــرف ضعفـــــــــــــــــــــــه ،
لأن هذه المعــرفة تكون له أساً و بدءاً لكل صلاح و فضيلة .
+ محــــب
الأعمال ليس هو الذي لا يحب راحــــــة الجسد،
بــــل هو الذي لا يحب مفاوضات الجسد و محادثاته .
كذلك ليس كل من كانت أعماله قليلة هو محب للراحة ،
و لا كل من كانت أتعابه كثيرة هو محب للأعمال .
فثمة من تكون أعماله قليلة و لكــــن نفسه مملــــوءة حـــــزناً ،
و الأعمال
التي عدمها بالجسد بسبب ضعفه و انحطاطه ،
يوفيهـــــا بعمل القلب و بالانقبــــــاض مـــــع نفســـــه ،
إذ يلجم أفكــــــاره لئلا تثواثب على نفســه آلام الجسد .
و ثمة من يعمـــل كثيــــراً حســـب القــوة التي في جســــده ،
و من وقت لآخر يضيع أعماله بانحلال الراحة و بالطياشة في كذا و كذا ،
و بسبب ذلك لا ينتج فيه من أعماله شيء من المنفعــة ،
كما
و ينشـــــأ فيــــــــه الافتخــــــار مــــن وقت لآخــــر .
+ إعلم أن
الآباء العارفين :
لم يضعـــوا قوانين محــــــــدودة على أعمـال الجســــــد ،
لكل منازل و رتب الإخوة السكان في الهدوء بالتســـــاوي ،
بل أذنـــــوا لكـــــل واحــــــــــــــد أن يتدبر حسب مقداره ،
و حسب مزاج جسده و موضع سكنه ، و حـســـب سنه .
كمــــا أن أعمال الجســد من دون حفــــــظ العقــل ،
هـــــــي بطـــن مقفــــرة و ثـــــــدي ناشفة ،
و لا
توصل الإنســــــــــــان إلـــــى مخــــافة اللــــه ،
حــــتى و لو
كــان الجسد عمـــالاً للمواهب الإلهية .
+ كما أن
المواد الدهنيــــــــــــــــــــــة تــزيد اشتعال النار ،
هكـــذا طراوة (أي دسومة) الأطعمة تنمى ألم الشهوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق