الميمر الرابع ( 2 )
ضبط الفكر مقابل الأفكار الرديئة
في معنى الأفكار الرديئة التي تقاتل معنا
بقلوبنا :
+ لا يمكــــــــن للآلام
أن تدخـــل الضمــــير الذي
فيـــــه الهــــمّ بالله ،
لأن به فقط يكــون مَحـــق الآلام و اضمحـــلالها .
أما البطالة و الراحة فتتـــــــولد منهـــــــا طياشـــــة الأفكــــــــــــار ،
و من الطياشــــــــة تكـــــــــون ســــلطـة
الأفكار على القـــــــــــلب ،
و بالأكــــــــــــــــــثر إذا اشتركت
معها الحرارة المتحركة من الجسم ،
بألم الدغدغات الصعبــــة
و التنـــــازل معهــــــــا .
+ أما فضيلة العقل التامة فهي مداومة تذكار
الله .
و ما
هي مداومة ذكــر الله عند القديسين ؟
هي
طاعتهــــــم لــه بحفظ وصــــاياه .
فإذا كان هذا الـــــــرأي و العـــزم للإنســــان ،
فإذا
ملك في نفســك الهذيذ بالله و الهــمّ به ،
اعلم
أنك :
قد قربت أن تسـتريح من الجهاد المتعب و
الحرب مع الآلام ؛
لأن المفاوضــــة بالله هي كمال الضمير .
في
حركة أفكار الزنا :
+ كل أفكار تجذبك إلى السكــــــــــــــون ، إعلم أنها تدعـوك
إلى العفـة .
و كل أفكار تجذبك إلى المفاوضة (معها) ، إعلم أنها
تدعوك إلى النجس ،
كمثل
الطير إلى اللقط الذي على الفـخ ، فهكذا هي أســـباب الآلام .
و المبتعد عن العالم هو الذي يبغض المفاوضة مع الأفكــــــــــــــــــــــار ،
لأن الـــذي يحـــــب الأفكـــار معلوم أيضاً إنه يحب العمـــل
بها ،
لأن
مـــــن يبغـــــض شـــيئاً لا يُقاتل به بضمـــــــــــــــــــــيره ،
كما
أنه لا يكون مفتقراً لشيء يغصب به نفسه لكي يبتعد عنه ،
لأن مـــن يبغـــض إنســـــــاناً فإنــه لا يحــب أيضـاً أن
يلاقيــــه .
فإن
كان هناك أمر من الأمــور نبغضه ، ومع ذلك يتعبنـــــــا الفكـر به ويقاتل معنا ،
فمعلوم
أننا وإن كنــا لا نحبـه هــــــو ، إلا أننــــــــــــــــــــا نحـب أســــــــــبابه .
أما إن
كنا لا نحب أســبابه فهو يكون ، فكراً ساذجاً ليس له قـــوة أن يقاتلنـــــــا .
+ فـــإذا ما أراد الشيطـــان أن يدنـــس العقـــل النقــــــــي
بأفكــــــــــار ,
فهــو
أولاً يمتحنـه بالمجـد الفارغ , لأن هذا الفكـر لا يُظن به أولاً أنه ألم .
و بهــذا
المعنــــى يخضـــع الضمــــير المتحفـــــــظ , لأن الشـــــــيطان ,
لا
يقدر أن يلقي فيه (أي في العقل النقي) من البداية فكراً سمجاً عارياً ,
لكنـــه
إذا أخرجــه من حصنـــه بمعنى ضمـــــــير هــــــذه الأفكـــــــــار ,
فإنــــه
بعد ذلك يلاقيه بمـــادة الزنـــــا ,
ثم
يعبر العقل على أمور كثيرة من السماجة والشغب، فينزعج في البدايـة بملاقاتهــا
من أجل عفتـــه واســتحيائه من الأشـــياء التي يصادفهـا وقد كان متنسِّـكاً عنهــا ,
ولو
أنه لم يتنجـــــس ضمـــــــيره , إلا أنـــه يكــــــون قد أســـــقطه من علــــــــــوه .
فـإن
لم يرجع و يدرك الأفكار الأولى بحدة و يهدمهــا ،
فإنه
بملاقاته هذه الأشياء دفعات كثيرة، تُعمي العادة إفراز النفس لأجل دوامها .
و إذا
ما خرجت الآلام من بلدها وأظهرت نفسها في القتــــال ،
عنــد
ذلك ترتســـــم الصـــــــــور والأشـــــكال في الضمــــير ،
و تصير كتمثـــال اقتنى قــــــــــــوة عظيمــــــة
على العقــــــل ،
و يُسجـــس الضمــــير جـــداً و يكــــدره
.
+ هناك أفكار جيـــدة و إرادة صالحـة ،
و هناك
أفكار سمجة و إرادة سمجة .
و الأولى
من غير الثانية (أي الأفكار بنوعيها من غير الإرادة بنوعيها) الجزاء عنها قليل .
أما الأفكــار فهي حركات تجوز في البحـــــر فترتفع
أمواجه ،
و أما الإرادة (بنوعيــــــها) فهـــــــــــــــــي
الأصــــــــــــل ،
وبحســــب ضبط الأصـــل و الأســاس تكون المكافــــــــأة ،
إن كـــــــان جيداً أم رديئاً و ليس بحســـب حركة الأفكــار .
لأن النفـــس ما تهدأ من حركة الأفكــــار
المختلفـة ،
فإن
كان ليس لها أساس وأصل عميق (أي بالإرادة) ،
فما
أقربك كل يوم أن تغيِّر صالحك ورديئك ألف دفعـة .
صفحات ذات صلة :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق