الاثنين، 12 أغسطس 2013

ناموس الحرية و ناموس العبودية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى ) ـ الجزءالاول .



الميمر الثانى ( 5 )

ناموس الحرية و ناموس العبودية 

+ في الصلاة و الخدمة يوجــد ناموس حرية و ناموس عبوديــة ،
   و الاثنان يتدبران من الإرادة . 

 أما ناموس العبودية فهو كقولك :
 سوف أتلو كذا و كذا مزمور في كل صلاة من صلوات الأوقات بعدد محدد دون تغيير ،
 فتكون مرتبطاً بهذه المزامير جميع الأيام .

و من يعمل هكذا :
                 يكون قد ربط نفسه بهذا الالتزام ( بحدود العدد و الطول و نوع المزامير )
                التي قررها و جزم بها على نفسه .  و هذا بعيدٌ تماماً عن معرفة الحق ؛

  [ لأن مثـــل هـــذا الشـــخص لـــم يأخـــذ في الاعتبـــــــــار
  لا عمل النعمة و لا ضعف الطبيعة أو خطر القتالات المتعــددة .

  إذ في الحالة الأولى قد تعطى النعمة حتى أنه يتأخر أكثر مما وضع لنفسه ؛
   وفي الحالة الثانية قد يتبين ضعف الطبيعة الشديد ،
                           تحت ضغط صعوبة قتال الشياطين الذين يهاجمونه ،
                          و هذا يكون - بصفة خاصة - بهدف قمع الكـــبرياء] .

+ أما ناموس الحرية فهو  : أن تحفـــظ بتحــــرِّز (أي باهتمــــام بالغ )
    عدد السبعة أوقات التي حددها مجمع نيقية في البيعة المقدسة
   على (لابسي) هذا الاسكيم لحفظ حياتنـــــا ؛ 
 و حاشا لنا نحن المتوحدين أن نحرج عن طاعة و حدود قوانين البيعة و رؤسائها وسننهم .

      و لأجل هذا نحن نحفظ ( بتدقيق ) حدود سبعة أوقات الخدمة
   حسبما وضعتها علينا البيعة كالبنين .

   و لكن هذا لا يعني أنه : 
   يجب على الإنسان أن يلـــــتزم في كل صــــــــلاة
   و فـــي كل يـــــوم  بعــــدد محــدد من المزامــــير ،
   أو أن يجزم على نفسه بعدد ثابت من الصلوات (الخاصة)
   يصلي بها بين هذه الأوقات في الليــــل والنهـــار ،
   [ أو يحدد فترة معينة لكل صلاة من هذه الصلوات ،
     أو يلتزم بكلمات معينة يقولها ] .

   بل بالأحرى ينبغــي لنـــا  أن نثـبت فــي كل صــــلاة على :
                                      قدر القوة التي تكون من النعمة ، 
                                     و على قــــــــــدر الوقـــــــــــــت .
      و نطلب بحسب ما تدعو الضرورة إليه في تلك اللحظـــــة ،
      و نصلي بأي صلاة نتحرك بهــا,فإذا ما صلينا (بهذا الأسلوب) ، 
      فإننا نكون حينئذ بعقـــل منجمـــع و منقبـــض من الطياشة
        بسبب لذة هذا النوع من الصــــلاة .

 و على الإنسان في مثل هذه الصلوات أن يوازن بين طلبته
  و قــوة الطبيعة البشرية و الحكمــة التي يمنحهــا له الرب .

+  و قد يقتني الواحد تقدماً أكثر في الحرية مما لو كان خاضعاً للقانون ،
   إلا أنه كثيراً ما يتفرَّع عن الحــرية سبل كثيرة تقــــود إلى الخطـــــــأ ؛
      لأنه في الحرية تتخفى أنواع كثيرة من السقطات ،
      بينما مع القانون لا مجــال مطلقاً لأن يضــل أحـــد .

  فالذين يثبتون تحت نير أي قانون ,
  قد ينقـــادون للســـقوط متى أهملــــوا القانــــون و استهانوا به .

  و لهذا فالقديسون القدامى , الذين أكملوا سيرتهم دون أن يضلوا ،
       كانوا يضبطون أنفسهم بواسطة القانون .

   و كثيرون آخرون تركوا متطلبات قانونهم ,
   و مع أنهـــــــم أضافـوا إلى جهادهم أعمالاً أكثر مما هو موضـوع لهـم ،
   إلا أن أتعابهم التي زادوها لم تمنعهم من الوقوع بين أيدي الشياطين ،
   و ذلك لأنهم تركوا قانونهم .

   و لا يستطيع أحد أن ينكر هذا ،
   لأن أخبار هؤلاء الأشخاص تضيئ أكثر من أشـــعة الشــمس لإنارتنـــا .

كن متقدماً على الدوام في صلواتك قبل وقتها , لكي تكون خفيفة عليك .
   
  و إذا اتفـق أن فاتـك وقـت من أوقـــات الصـــــلاة بسـبب أي أمـر عـــارض 
   فلا تضطرب و لا تتسجس من هذا , و لا تهملهـا أو تتهاون في تكميلهـا .
  إن كانت هي صـــلاة باكر ،
  و لــو كان قد مضــى من النهــــــــار ســـاعتان، ابدأ واخدم مزاميرك بحرية ،
  و أكملهـا بلا نقــص بجميع و اجباتهــا بهــدوء و بغــير خبــــاط (أي ارتباك) ،
   حتى ولو كان هو وقت العشاء لا تتكــدر  ولا تضطرب بل (أكمل صلاتك) بهدوء عقل ؛
   لأنه ليس لك عمل آخر ضروري تكمِّله أعظم من الصلاة.

   فـــإن كان الراهـــب يتهــــاون في تكميـــــل صلــــــــــوات الأوقـــــــــات
  فما ينبغــــــي له أن يجلس في القلاية،  ولو أراد أن يثبت فيها فلن يقدر ؛
  لأن أصل العمل مع الله في الرهبنة هو الصـــلاة ،
  وهــذا قد أبطـله فـــأي شـيء آخر له أن يعمله؟
  لأنه ليس للراهب عمل آخر في القلاية غير الصلاة والمزامير ،
   فإن تخلف عن ذلك فمن أجل أي شيء يجلس في القلاية ؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق