الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أقوال الآباء فى السكون ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزءالاول .

الميمر الثالث ( 13 )

أقوال الآباء فى السكون 
+ مُكرَّمٌ أيضاً و محبوب هو تدبير السكون ليس عنـــد الآبـــاء المتوحــدين فقط ،
                                                    بــــل وعند معلمي البيعة الكبار أيضاً .

و تعرف هذا مما قاله القديس باسيليوس و يوحنـا ذهبي الفم :
إن الإخوة الحبساء لا يُسمُّون متوحــــدين و صديقين كاملين فقط ، بل و شهداء عظاماً .
كذلك لما أراد القديس اغريغوريوس أن يعرِّف أخاه 
 أنه بدون الصمت و السكون و الحبس لا يُستطاع أن يتكلَّل (بإكليل البر ) ، قال :
« إنَّ ســياجك إن تشـــاء هو  بســـتان غنــى الـــــروح
      و موضع المصاف (أي الجهاد) الذي تُضفّر فيه الأكاليل » .

أعني أنه مثلما تُجمع الأزهار بعناية داخل سياجات البساتين و الجُنيْنات ،
                                    لكي تُضــتفر منهـا أكاليـــــل ،
 هكذا أيضاً يمكنك أن تجمع أزاهير الفضائل و تُضفِّر منها أكاليل البر :
  إذا سكنت   في الهدوء و أحاط بك سياجٌ خارج قلايتك ،
 و داومـــــت الأعمال المرضية لله فهذا هو معنى قوله :
 " إن سياجك إن شئت هو غنى الروح " .

+ وقال أحد الآباء أيضاً :
إني ما وجدت غبطة في الفضائل كمثل أن :
 يهــــدِّئ الإنسان ذاته من جميع الأعمال
و يصمت عن كل مفاوضــــــة و  حــــديث ،
 و كمالها ( يعني الغبطة ) هو مخفي عن معرفة الناطقين .

+ و فيلسوف آخر قال :
                         « لا ينبغي للإنسان محب الســـكــون أن يصمــت و يهـــدأ فقــط ،
                          بل و ليصنـــع جهـــــاداً مـــع أفكاره و يقمــــع آلامــــــــــــــــــه ،
                         و هكذا سريعاً يبلغ إلى نقاوة القـب , و يكــــــون مسكناً للحكمة » .

+ احتراس الجسد و  إفـــراز الأفكــــــــــــار     يقنــــــــــي الفكــــر عفـــــــة نقيـــــة .
 و حفــظ الحواس و  ترتيب الأعضاء حسناً      يولِّـــــــــــد حيـــــــاءً و استحياء الأفكار ،
                                                           و ضمــــــيراً نقيـــــــاً من غــير جهـــاد .
  أما عدم الاحـــــــــتراس 
  والقـــرب مــن النـــــاس والأمــــــــور   فقد ولَّد للشيوخ العمّالين الأعفّاء أفكارَ الشبان
                                                         و أقامهـم في قتال الصــبوة (أي الشـهوة) .

 كما أن الطياشة وعدم الانقباض تصوِّب (أو تسهِّل) للإنسان ســقوطاً على الــــــدوام .

وإن لم ينهمك في الشيء لعدم توفر سبب السقطة
 فهي (أي الطياشة) تُقنيه عقلاً مضطرباً كل وقت، وتُبعد عنه هدوء القلــب و سكونه .

+ السكون يساعد على الاحتراس :
 كذلك ينبغي للمتوحد أن يكون له احتراس لا من الأفكار فقط ، بل وبالأكثر من الأفعال .
  فيجـــب أن يحـترس من الدِّنو إلى جســـد إنســــان بالكليـــة لأي أمـــر من الأمــور ،

 و أن لا ينظر ســرير علمــاني ،لئلا نضيِّع هذا الزمـان الذي أُعطى لنا لفلاحـة الحيـاة .
  و عند موتنا نطلب زماناً للتوبة .

+ الذي يحـــب السكــــون ينبغـــي له أن يهــــــرب مــن كـــل محـــــــادثة ؛
  لأنه ليس شيء يرخي نشــاط الضمير و يُكثر البـرودة في الفكــر نحــو الله ،
  مثل الأحــــاديث الباطـــلة و دوام الكـــــلام الفــــــارغ و السِّـــير الخَرِفـــة ،
  فهذه تُبطِل من النفس تماماً الاشتياق لله و محبة سيرة الوحدة المقدسة .
    فاعتفِ من هذه (المحادثات الباطلة) بكل قوتك ،

          و امض ونم في البطالة ، أو طُف باطلاً (أي بلا عمل) في الجبل و أنت وحدك ،
          و لا تذكر شيئاً سمعته منها , و لا تعوِّد ذاتك القرب و الدنو من المعتـــادين بها ،
                      (أي بهذه الأحاديث الباطلة) ؛  و عند ذلك تعــرف : 
                      كم تنفـع البطــــــــــــــالة مع الوحــــــــــــــــــدة ،
                       أكــثر من الاستمـــــــاع للأمـــــــــور البـــــــاطلة .


      لأن الإنســان إذا انقبض من مفاوضــــــة النــــاس ،
      رجع إلى ذاته وإلى تقويــم سيرته حسناً قدام الله .

+ متوحد هادئ متواضع معترف بعجزه   مع التخــلف عن تكميـــل قوانـــين الســـــيرة ،
    هــو أفضــل ممـــن يقوم بتكميلها   بحياة منحلة و إطلاق اللسان و تسيُّب الحواس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق