الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

الصلاة و القراءة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزءالاول .


الميمر الثالث ( 9 )
الصلاة و القراءة 


+ تحكَّم مقابل أسباب الآلام ، فتهــــــدأ عنــــــك الآلام مــــــن ذاتهــــــــا .
                                        لأن أفكار النهار هي مرآة للحركات في نومك .
المزامــــــــير و الصـــلوات :
                                   تصلح عند النوم أكثر من كل مفاوضة نفســـانية ،
و تنفـــــع أكثر من التذكارات التي من الكتب في هذا الوقت (أي عند النوم) ؛
 لأنهـــــــا (أي المزامير والصلوات) تضطر الأفكار أن تشخص في الله متواتراً ،
 و تمسك النفس بتلاوتها الليل كله إلى أن ينتبه (الإنسان) .

 + و إن كان الفكر ينجمع من القراءة ،
                                          لكنه ما يقتني عفة و حياءً ، و يتنقى ، إلا من الصلاة .
   فالقــــــــراءة تجعل الإنسان الخفي جبلة جديــــــــدة ،
   و من الصلاة تنفــــــــــــــــخ فيـــــه روح الحيـــــــــــاة ،
   و تلهب العقل حرارة إلهية كل حين ليطير من الأرضيات ،
                                     و يحل في مسكن الحيــــاة .
+ مـــن القــــراءة ينجمـــــع العقل ،
 و مـــن الصـــــلاة يتــــردى بالحزن ،
و يقتنـــي شــــعاعاً ســــــماوي اً؛
 لأن الحياء يلبـــــس جميع حركــــاته إذا ما تكلم مع الله .

و من مداومة الصــلاة ينمو و يتوفر فيه الحياء و الحشمة من الله ،
و من دوام الشخوص و لقاء الله في الصلاة تخــاف الآلام من الدنو إليه كيفما اتفق .

+  الهذيذ في الكتب الإلهيــة : 
                                 يُكــــثِر نمــــــــو النطقيـــــــة في النفــــــس إلى اللــــه ،
                                 و يُغيِّر و يقلب غرض الفكر حسب طريق ( أي نوع ) القراءة ،
   فينبغي لك قراءة الكتب التي :
                             تُكثِر (الحديث)  في الاحتراس و التحريض على تقويم السيرة ،
   و التي فيها تاورية الحلاوة بالله ، أو  أفكار الدهش به .

+ تَغيُّر الكلام في معنى الفضيلة يجدد كل ساعة شهوة الفضيلة في النفس .
   فهناك قراءة تُعلِّمك ماذا تصنع ،
  و هناك قراءة تشعل النفــــــــــس بذكــــــــر حــلاوة الفضيلة ، 
  و تضع مذاقة تنعمها بالكلام الحلو في مذاقة الإنسان العقلية .

+ كن مداوماً على الهذيذ في الكتب و سير القديســــــــــــين ،
                 لأنــه مــن التذكار و النظر الدائم في الكتـب  ،
و في طرق سير الآباء تكثر في قلبك أفكار حارة مع عدم ضجر ،
و تجعل
         أعمـال مخافة الله سهلة أمام عينيك ،
       و الضيقـات و الوحدة  هيــــــــــــــنة .


و حسب ما يُهمَل الهذيذ بالصـــلاح بعينيـــك ،
 هكــــــذا تبطـــل الشــــــــهوة إليـــــــــــــه ؛
 لأنــــــــه بمقدار غذاء النفـــس صالحــاً كــــــــان أم رديئــــــــاً ،
هكـــــذا يتغير حسن مزاجها إما لصحة الحركات و إما لمرضها .


+ و يتقوى الضمير جداً بسماع الأقوال النافعة ،
 و بنظــــر الفكــر في أعمـــال القديســــين ،
 و اختـلاف طرقهــــم ،
  و قفــــــر مساكنهم ،
   و مواضعهم الهـــادئة .


 و كما أن اختلاف تذكارات المـــــدن يكــــــــدر النفـــــــــــس ،
 كــــذلك فإن ذكر مواضع القديسين يثــــــــــير فيهــــا حــرارة ،
       و يمنحها فرحـــــــــــــــــــاً , و يملأها أفكــــاراً نافعــة .


+ كمــا أنــه من القدْح الكثــير يخــــــــــرج شــرار النـار ،
 هكذا أيضاً من الهذيذ الدائم في الإلهيات تكثر الحرارة .


و قــد قــال بولس الرســول : «  لا تطفئوا الـــــــروح  » ،
فبمـــــاذا تنطفئ الــــــــروح ؟ إلا
بالاهتمـــام الزائد بالجســدانيات ،
و إهمال الهذيــــــذ فـي أمور الله ،
و بالاستماع الدائم للكلام الفارغ ،
إذ نترك مفاوضة سـير الكاملين ،
و كلامهم الصحيح الذي يغذي النفس و يحرضها على تدبير الســـيرة ،
و نجالس أناساً منحلِّين متكلمين بأشياء باطلة فارغة تطفيء الحرارة ،
و ليـــــس فيهـــــا شـــيء ينفـــــــع النفــــس .
ضع هذا دائماً في ضميرك كلما نظرت الحـرارة ،
قد نقصت من قلبـــك و أنــــت تــدرك الســبب .


+ و إذا ما قرأت الكتب (المقدسة) و انجمع ذهنك من الطيـــــــــــــــــــــاشة ،
                         ارجع إلى الصـــــــــلاة لأن بها يتطهر العقل بالأكثر .


لأنه ليس شيء ينقي الضمــــــــــــير مثل مداومـــــــــة الصــــــلاة ،
و  ليس شيء يمنحه حياء و حشمة مثل المفاوضة مع الله بالكلام .
حتى لو كان الإنسان مرحاً جداً ،
       فإنه إذا ما قام في الصلاة بحياء و حشمة ، ينظر في الله .
           الذهاب إلى :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق