الميمر الثالث ( 9 )
الصلاة و القراءة
+
تحكَّم مقابل أسباب الآلام ، فتهــــــدأ عنــــــك الآلام مــــــن ذاتهــــــــا .
لأن أفكار النهار هي مرآة للحركات في نومك .
المزامــــــــير و الصـــلوات :
تصلح عند النوم أكثر من كل مفاوضة نفســـانية ،
تصلح عند النوم أكثر من كل مفاوضة نفســـانية ،
و تنفـــــع أكثر من التذكارات التي من الكتب في هذا الوقت
(أي عند النوم) ؛
لأنهـــــــا (أي
المزامير والصلوات) تضطر الأفكار أن تشخص في الله متواتراً ،
لكنه ما
يقتني عفة و حياءً ، و يتنقى ، إلا من الصلاة .
فالقــــــــراءة تجعل الإنسان الخفي جبلة جديــــــــدة ،
و من الصلاة تنفــــــــــــــــخ فيـــــه روح الحيـــــــــــاة ،
و تلهب العقل حرارة إلهية كل حين ليطير من الأرضيات ،
و يحل في مسكن الحيــــاة .
+ مـــن القــــراءة ينجمـــــع العقل ،
و مـــن الصـــــلاة يتــــردى بالحزن ،
و مـــن الصـــــلاة يتــــردى بالحزن ،
و يقتنـــي شــــعاعاً ســــــماوي اً؛
لأن
الحياء يلبـــــس جميع حركــــاته إذا ما تكلم مع الله .
و من مداومة الصــلاة ينمو و يتوفر فيه الحياء و الحشمة
من الله ،
و من دوام الشخوص و لقاء الله في الصلاة تخــاف الآلام
من الدنو إليه كيفما اتفق .
+ الهذيذ في الكتب الإلهيــة :
يُكــــثِر نمــــــــو النطقيـــــــة في النفــــــس إلى اللــــه ،
يُكــــثِر نمــــــــو النطقيـــــــة في النفــــــس إلى اللــــه ،
و يُغيِّر و يقلب غرض الفكر حسب طريق ( أي نوع )
القراءة ،
فينبغي لك قراءة الكتب التي :
تُكثِر (الحديث) في الاحتراس و التحريض على تقويم السيرة ،
و التي
فيها تاورية الحلاوة بالله ، أو أفكار الدهش به .
+ تَغيُّر الكلام في معنى الفضيلة يجدد كل ساعة شهوة الفضيلة في النفس .
فهناك
قراءة تُعلِّمك ماذا تصنع ،
و هناك قراءة تشعل النفــــــــــس بذكــــــــر حــلاوة الفضيلة ،
و تضع
مذاقة تنعمها بالكلام الحلو في مذاقة الإنسان العقلية .
+ كن مداوماً على الهذيذ في الكتب و سير القديســــــــــــين ،
لأنــه مــن التذكار و النظر الدائم في الكتـب ،
و في طرق سير الآباء تكثر في قلبك أفكار حارة مع عدم ضجر ،
و تجعل
أعمـال مخافة الله سهلة أمام عينيك ،
و الضيقـات و الوحدة هيــــــــــــــنة .
و حسب ما يُهمَل الهذيذ بالصـــلاح بعينيـــك ،
هكــــــذا تبطـــل الشــــــــهوة إليـــــــــــــه ؛
لأنــــــــه بمقدار غذاء النفـــس صالحــاً كــــــــان أم رديئــــــــاً ،
هكـــــذا يتغير حسن مزاجها إما لصحة الحركات و إما لمرضها .
+ و يتقوى الضمير جداً بسماع الأقوال النافعة ،
و بنظــــر الفكــر في أعمـــال القديســــين ،
و اختـلاف طرقهــــم ،
و قفــــــر مساكنهم ،
و مواضعهم الهـــادئة .
و كما أن اختلاف تذكارات المـــــدن يكــــــــدر النفـــــــــــس ،
كــــذلك فإن ذكر مواضع القديسين يثــــــــــير فيهــــا حــرارة ،
و يمنحها فرحـــــــــــــــــــاً , و يملأها أفكــــاراً نافعــة .
+ كمــا أنــه من القدْح الكثــير يخــــــــــرج شــرار النـار ،
هكذا أيضاً من الهذيذ الدائم في الإلهيات تكثر الحرارة .
و قــد قــال بولس الرســول : « لا تطفئوا الـــــــروح » ،
فبمـــــاذا تنطفئ الــــــــروح ؟ إلا
بالاهتمـــام الزائد بالجســدانيات ،
و إهمال الهذيــــــذ فـي أمور الله ،
و بالاستماع الدائم للكلام الفارغ ،
إذ نترك مفاوضة سـير الكاملين ،
و كلامهم الصحيح الذي يغذي النفس و يحرضها على تدبير الســـيرة ،
و نجالس أناساً منحلِّين متكلمين بأشياء باطلة فارغة تطفيء الحرارة ،
و ليـــــس فيهـــــا شـــيء ينفـــــــع النفــــس .
ضع هذا دائماً في ضميرك كلما نظرت الحـرارة ،
قد نقصت من قلبـــك و أنــــت تــدرك الســبب .
+ و إذا ما قرأت الكتب (المقدسة) و انجمع ذهنك من الطيـــــــــــــــــــــاشة ،
ارجع إلى الصـــــــــلاة لأن بها يتطهر العقل بالأكثر .
لأنه ليس شيء ينقي الضمــــــــــــير مثل مداومـــــــــة الصــــــلاة ،
و ليس شيء يمنحه حياء و حشمة مثل المفاوضة مع الله بالكلام .
حتى لو كان الإنسان مرحاً جداً ،
فإنه إذا ما قام في الصلاة بحياء و حشمة ، ينظر في الله .
الذهاب إلى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق