الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المريض وجهاد الوحدة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزءالاول .



الميمر الثالث ( 8 )
  المريض و جهاد الوحدة

+ إن أعمال الوحدة المتعبة
                                   التي ينبغي للجسد القـــــوي الصحيح ،
                                             و النفس الشجاعة تكميلهـا ،
  و مـا يقـــدر الجســـد الضعيــف المنحـــط أن يكملهـــا , هـي شـــيء ،
  بينما تلك الأعمال التي تحتاج فقط إلى يقظة واهتمام هي شيء آخر .
 فهي لا تحتــــاج إلى قـــوة الجســــد لتكميلهـــا بل اســـتعداد الإرادة .
 فإذا لم نقدر أن نسهر الليل كله :
        مثل كثـــــيرين ممن يقومون على أقدامهم من العشاء إلى باكر بلا نــــوم ،
        و نخـــــــــــــدم مراميت ( مزامـــير ) كثـيرة في كل وقت من النهــــــار ،
       و صلوات متواترة مع ضرب مطانيات كثيرة , وصوم أيام وطي (أي جــوع) ،

فيمكن لمن كان ضعيف الجسد
                          أن لا ينـــام من العشــاء  ،
  أن  يخـدم أيضــاً قليـل مزامــير وقـت السـتار ثم ينـام ،
و أن يغصــب نفســه في الليل ــ إذا لم يكن مريضاً ــ  و يكمل قليلاً من الخدمة ،
و إن لم يمكنه الوقــوف ، فيستطيع ذلك و هو جالس .

و إذا لم يقــــدر أن يخدم سبع مراميت في كل وقت من النهار مثل الأقويـــاء ،
فعلى كل حال يقدر أن يخدم و لو مرميت أو مزمــور و احد في كل وقـــت ،
و لا يعـــــبرها بإهمـــال و لا يبطـــــل شـــــيئاً مـــن الســـــبعة أوقــــــــات .

و أن يصوم إلى العشاء مثل الضعفــاء أو إلى التاســـــعة أو لنصف النهـــــار ،
و لا يأكـــل من باكـــر . و هذا الحفــظ و الاحتراس لا يحتاج إلى قوة جسدية .

كذلك إذا لم يقدر الضعيف
                                 على الحبس الضيـــــــق مثل الأقويــــــــــاء ،
                                و لا   حبس الأسبوع كله مثل المتوســـطين ،
فعليـــــــــــــــــــــــــــــه
                                 ألا يفتــح  بابه كل يـوم و يمضــي إلـــى أخيــه ،
                                 و يركِّــب له الأســباب أو يطــيش خـارج قلايتـه .
                                 و  هــــذا جميعه يقدر أن يعمله ضعيف الجسم .
و أيضـــــــــــــــــــــــــاً
                         يجب عليــه أن يتصــــرف في قلايتــــــه بحسن نظـــــام ،
                    فـــلا يخلع عنه ثيابه و يتعرى و يبعد عنه الحياء و العفــة ،
                        بـــــل يتقلــب (أي يتدبر) بخـــوف و اســـــتحياء مـن الله .

و لا يهتـــــم بغســــــــــــــــــــــل و تنظيف جسده  ،  و  يديـــــــه و رجـليه ،
         و لا بتسريح شعر ذقنه و تربيتـــــــــــه ،  و  لا بتنظيــف ثيـــابه ،
كمن يعتني أن يجلب على نفسه قتــالاً على قتــال ،
و كالزانيــــة التــــي تهتــــــــــــم بالشــــــــــــــهوة .

+ و يقدر الضعيف أن يقتنــي يقظة الفكر :                                         
                             حيـــــث توجد  مخـــــافة الله ،
                            فهنـــــاك توجد الصــلاة الطاهرة التي بغير طياشــة  ،
                           و هـي تشـجع الإنسان
                           و تعده للصـوم الكـثـــيرالذي يفــوق الطبيعة  .
 فمع مخافة الله
           و لـــو سكن الإنسان في النواويس ( أي المقابر )  و المغاير الضيقة  ،
            جميـــــــــع أيـــــــــــــام حياتـــــــه فإنـــــــــــــــه لا يتضجـــــــــــر  .

لأنه حيث لا توجد المخــافة فلا توجد التـــــــــوبة أيضاً .
و حيث تكـون مخافة الله لا يكون ذلك الإنسان محتاجاً إلى الوعظ أو الاحتراس الكثير .

+ كل صلاح في النفس يظهر فيه إشراق الفضيلة إما من الإرادة أو من الطبع .
  و الـــذي من الإرادة هو من غصبية خــوف الله (الذي يحـرك) إفـــراز الإرادة .
  أما الذي من الطبـع فهو من خاصية الطبيعة .

 و حيث لا يوجد هذان الأمران أو أحدهما :
                                             أى أن يكون الإنســان معاناً من طبيعتـه  ،
                                              أو  أن يكـــــون فيـــــــه خـــــــــــوف الله .
                                              الــذي يحـــــــــــرك إفــــــــرازات الإرادة ،
  فإنه لن يخلو من شيء من الشـــرور .
لأن كل صلاح يتحرك بالعقل في الطبيعة الناطقة ، يتحــرك القلب به من اللـه أولاً ،                            
و منه يقوى على الثبات في الصلاح بالفكر الذي ينتبه في القلب بحرارة ،
و بعد ذلك تُعين حركة الصلاح التي في الطبيعة اهتمـــام الإرادة الحـــرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق