الثلاثاء، 16 فبراير 2016

4- الانطلاق من الحكمة البشرية أيضاً ــ كتاب انطلاق الـروح

4- الانطلاق من الحكمة البشرية أيضاً ــ كتاب انطلاق الروح

والآن ، ماذا أقول ؟
هل أقول أن تنطلق الروح من نطاق الحكمة البشرية أيضـــاً ؟
يخيل إلي إنني أود أن أقول هذا :
{ ألـم يجهــــل الله حكمــــــة العـــــــــــالم }
{ لأن الـرب يعلم أفكـــار الحكمــاء باطلــة
 لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله }
لأنه مكتـــــوب { الآخذ الحكمــاء بمكرهم }
                   { 1 كو1: 20، 3: 20، 19  } .


علي الرغم من أن العقل البشري – منذ موجودة – قاصر ومحدود ،
الا أنـــــــه كان في حالة أفضل يوم خلق الله العالم ونظر إلي كل ما عمله فـــإذا هـــو حســـن جـــــداً ..
ولكـــــــــن الخطية والعالم وما ورثناه عن القدامى من أفكار وأبحاث وخبرات وعــادات وتقـاليد ونظــم     
             وشكليات .
كل ذلـــــك أرسب علي العقل البشرى رواسب كثيرة حتى أصبح – زيادة على قصوره – معرضاً للخطأ     
             فى كثير من أحكامه .
وهكـــــــذا لا يســــتطيع وحــــــده أن يفهـــــم اللــــــــه أو يفحصــــــــه ،
والــــــذين يظنون أنهم حكماء وعقلاء ويعتمدون على حكمتهم وعقلهم ،
هـــــــــــم ابعد الأشخاص عن الروحيات والإلهيات.
{ وكلامي وكرازتى لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل من الله..
لا بأقــــوال تعلمهــا حكمـــة إنســانية بل بما يعلمــه الروح القدوس
قارنين الروحيات بالروحيات } { 1 كو2: 4، 12،  13 } ،


أرأيت يا أخي الحبيب بطلان الحكمة البشرية ..
فهل يلغى الله الحكمة علي وجه العموم، كلا. بل يؤيدها.
وهكذا يقول معلمنا بولس في نفس رسالته :
{ لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر
ولا من عظماء الدهر الذين يبطلون ، بل نتكلم بحكمة الله فى سر } ،


لذلك إذا أردت لروحـــك ان تفهــم مقاصــد الله :
فأطلقهــــــا أولا مـــن حكمتــــك البشــــــــرية ،
وقف أمام الله جاهلاً فارغــاً من كل علم وفهـم ،
حينئـــذ ستمتلئ بالمعــرفة الروحيــة الكامــلة ،
وليســـــت المعـــرفة البشـــرية القاصـــــــرة ،
{ لأن الروح يفحص كل شئ حتي أعماق الله }.


أليس هذا ما يعنيه معلمنا بولس الرسول اذ يقول:
{ ان كان احد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر
  فليصر جاهلًا لكي يصير حكيماً }.{ 1كو18:3 }.


تقدم إلي السيد المسيح
{ رجـــــل ذو يــد يابســــــة يطــــــلب شــفاء ،
فأمر السيد أن يمد يده فمدها فصارت سليمة }
                                  { مت12: 10، 13 }.


وتؤخذ هذه الحادثة دليلًا على قدرة السيد وهذا صحيح ،
ولكن لها وجهاً آخر وهو تحطيم نطاق الحكمة البشرية .
لـو كــان هــذا الرجــــل متمســـكاً بالحكمــــة البشــرية ،
لجادل السيد في الأمر:
{ كيف أمد يدا يابسة ؟ هل اليد اليابســـة تمتد ؟
 ولو كــــانت تمتــــد . فما حاجتي إلي الشفاء ؟
اشفني أولا ثم أمدها }


أما هذا الرجــل فصــــار جــــاهلاً لكي يصــــير حكيمــــــاً .
فتجاهل الحكمة البشرية التي لا تؤمن بامتداد اليد اليابسة. .
والتي لا تــــؤمن لا بأنتقــــال الجبـــل مـــن موضعــــــــه ،
ولا بمشى الرجل على الماء ، ولا بعد التفكير في الغــــد ..


إنها الحكمة البشرية :
التي جعلـت الناس يضعــــون الله تحـت المجهــر هــو وصفـــاته وتعاليمــه !.
وهى { الحكمة } التي جعلت البعض يقبلون من الإنجيل ومن قوانين الكنيسة
ما يرونــه بأفكــارهم صحيحـــاً، ويرفضـــون ما لا يتفـــق ومنطقهم العقــلى ..


أما أولاد الله:
فيتنـــــاولون كل شئ ببســــاطة وبغــــــير تعقـيـــــد ،
تريدنـــا يـــارب ان نمـــشى في البحــــر الأحمــــــــر؟
سنمشى إذن لأنك لابد تشق لنا فيه طريقاً فلا نغرق .


هناك أسطورة تقول :
ان البحر الأحمر لم ينشق عندما ضربه موســـى بعصــاه ،
و أنما انشق حالما رفع أول رجل قدمه ليضعها في الماء :
إنها مجرد أسطورة
ولكنها تحمل في طياتهــا معنى ســامياً من معاني الــروح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق