الميمر الخامس عشر ( 9 )
إزدراء الشـــهوات :
أيها الأخ – اصـــبر على جهــل طبيعتـك إذا قهرتك ،
لأنـــــك تهيأت لتكون فى تلك الحكمــــة ،
التــــــي لا يــــــــزول تاج رئاســــــــتها .
لا تجـــــبن مـــــــن اضطــــــــــــــــــراب الجســــــــد ،
فإنـــــه يستعد ليكون فى ذلك النعيـــــــــــم ،
الـــــذي تفوق معرفته عقول الجســدانيين ،
عندمـــا تأتى الصــــــــــــــورة ،( الجوهر )
السمائية التي هى مـــــــــــــلك الســـــــلام .
لا تقلق من الصراع الحادث من تغير واضطراب الطبيعة
( أي تكــــــرار ميلهــــــــا إلى الشـــــــهوات )
لأن الجهاد هنا هو لزمان قصـــــير لمن يتقبــــله بلـــذة ،
لأنهــــــا ( أى الطبيعة ) تضـــارع الكلاب ،
التــــــي ألفت أماكـــن القصـــــــــــــــابين ،
وهــــــي تهــــــــــرب بانتهــــار الفــــــم ،
أمـــــا إذا تهاونـــت وتعامـــلت معهـــــا ،
فإنــــــــك تجـــــــــــدها كالأسود الضارية .
ازدري
بقـــــــــذارة لذة الشهوة اليسيرة لئلا ( يتطور الأمر )
فتفكــــــــر فى شـــــــــــــــــدة إلتهـــــــــــــــــــــابها ،
لأن الصــــبر القليـــل على الأمـــور الصغيرة ،
يزيـــــــــــل ضرر الأمور الكبيرة لأنها تمنـع و قــــــوع أخطــار عظيمة ،
إذ تعجز عن التسيد على الشرور العظيمة ، إن لم تغلب الصغيرة التافهة .
تذكر أيها الأخ منزلتك :
وذاك الشكل الذى أنت عتيد أن تصير فيه ( أى الحيــــاة الجديــدة )
وهـــى لا تقوم على الغـــــــــــــــذاء لأن الجسد يضمحل فى الموت ،
وليست فيهـــــــــــا الانفعـــــــــــــــالات النفســــــــــــــــــــــــــــــية ،
والــذي يسعى ليحقق لذاته الروحية يضنى ويشقى طبيعته الترابية .
احتمـــل تعب الجهــــــاد الذى أقـــــــدمت عليه لتزداد معرفــة وخــــــــــــبرة ،
وتـــأخذ منه إكليلا ًمكافأة لك ، وبعد قليل تنزح من هذا العـالم وتســـــــــتريح ،
وتــــذكر تلك الراحة التي لا نهاية لها ، وتلك الحيـــــاة التي لا يشوبها خداع ،
وتلــــك القامة الكاملة والنظام الكامل ، وذلك التدبـــــير الذي لا يتغــــــــــــير ،
وذلــــك السبي علامة على محبـــة الله التي تســــود على الطبيعة البشـــرية ،
و يمكنا أن نغلب الأفكــــــار الرديئــــــة التي تحـــــــــــل بالجســـــــــــــــــــــد .
و أن نقهر السلاح القوى المشهر تجـــــــــاهنا ،
ولا الحصـــــــــول على سكون الأفكــــــــــــــار ،
مع الشـــــــــــــبع من الخبز والماء والنـــــوم ،
والدنـــــــــــــــــــو من الأمور المثيرة للحواس .
فالخليق بنا المـــــوت عن هذه الحياة ،
ولا العيش بالخـــــــــــزى ،
إذا كـــــان ذلك لازماً لإبطال الميول الشريرة ،
مـــــــــن الأعضــــاء الجســـــــــــــــــــــدية ،
ولا يمكننا الاهتمــــام بالأمــــــور الجســـدية ،
ونقـــــــوى بعـــد ذلك على الكــــــــــــــــــف ،
عــــــــــــن الشهوات وتقـــــــــويم أنفســــنا .
بدون الصلاة الحزينـــة ، والتضـــــــــــرع ، وانحناء الركب الدائم ،
لا يمكــــــــــــــــن أن تأتينـــا الرحمـــــــة ،
إذ كيف يمكن إقتنائهـــــا مع الاهتمام بتلك ، أى الأمور الحســــــية .
فبــــدون الاهتمام بالأشياء الصغيرة ،
لا يمكنا أن نفلت من الأمور الكبــيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق