الاثنين، 17 يوليو 2017

إزدراء الشـــهوات ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 15 ) الجزء الثالث

الميمر الخامس عشر ( 9 )
إزدراء الشـــهوات :
أيها الأخ – اصـــبر على جهــل طبيعتـك إذا قهرتك ،
             لأنـــــك تهيأت لتكون فى تلك الحكمــــة ،
             التــــــي لا يــــــــزول تاج رئاســــــــتها .


لا تجـــــبن مـــــــن اضطــــــــــــــــــراب الجســــــــد ،
             فإنـــــه يستعد ليكون فى ذلك النعيـــــــــــم ،
             الـــــذي تفوق معرفته عقول الجســدانيين ،
            عندمـــا تأتى الصــــــــــــــورة ،( الجوهر )
            السمائية التي هى مـــــــــــــلك الســـــــلام .


لا تقلق من الصراع الحادث من تغير واضطراب الطبيعة
            ( أي تكــــــرار ميلهــــــــا إلى الشـــــــهوات )
لأن الجهاد هنا هو لزمان قصـــــير لمن يتقبــــله بلـــذة ،
لأنهــــــا ( أى الطبيعة ) تضـــارع الكلاب ،
التــــــي ألفت أماكـــن القصـــــــــــــــابين ،
وهــــــي  تهــــــــــرب بانتهــــار الفــــــم ،
أمـــــا إذا تهاونـــت وتعامـــلت معهـــــا ،
فإنــــــــك تجـــــــــــدها كالأسود الضارية .


ازدري  
بقـــــــــذارة لذة الشهوة اليسيرة لئلا ( يتطور الأمر )
فتفكــــــــر فى شـــــــــــــــــدة إلتهـــــــــــــــــــــابها  ،
   لأن        الصــــبر القليـــل على الأمـــور الصغيرة ،
يزيـــــــــــل ضرر الأمور الكبيرة لأنها تمنـع و قــــــوع أخطــار عظيمة ،
إذ تعجز عن التسيد على الشرور العظيمة ، إن لم تغلب الصغيرة التافهة .


تذكر أيها الأخ منزلتك :
وذاك الشكل الذى أنت عتيد أن تصير فيه ( أى الحيــــاة الجديــدة )
وهـــى لا تقوم على الغـــــــــــــــذاء لأن الجسد يضمحل فى الموت ،
وليست فيهـــــــــــا الانفعـــــــــــــــالات النفســــــــــــــــــــــــــــــية ،
والــذي يسعى ليحقق لذاته الروحية يضنى ويشقى طبيعته الترابية .


احتمـــل تعب الجهــــــاد الذى أقـــــــدمت عليه لتزداد معرفــة وخــــــــــــبرة ،
وتـــأخذ منه إكليلا ًمكافأة لك ، وبعد قليل تنزح من هذا العـالم وتســـــــــتريح ،
وتــــذكر تلك الراحة  التي لا نهاية لها ، وتلك الحيـــــاة التي لا يشوبها خداع ،
وتلــــك القامة الكاملة والنظام الكامل ، وذلك التدبـــــير الذي لا يتغــــــــــــير ،
وذلــــك السبي علامة على محبـــة الله التي تســــود على الطبيعة البشـــرية  ،
و يمكنا أن نغلب الأفكــــــار الرديئــــــة التي تحـــــــــــل بالجســـــــــــــــــــــد .


و أن نقهر السلاح القوى المشهر تجـــــــــاهنا ،
ولا الحصـــــــــول على سكون الأفكــــــــــــــار ،
مع الشـــــــــــــبع من الخبز والماء والنـــــوم ،
والدنـــــــــــــــــــو من الأمور المثيرة للحواس .


فالخليق بنا  المـــــوت عن هذه الحياة ،
              ولا العيش بالخـــــــــــزى ،
              إذا كـــــان ذلك لازماً لإبطال الميول الشريرة ،
              مـــــــــن الأعضــــاء الجســـــــــــــــــــــدية ،
              ولا يمكننا الاهتمــــام بالأمــــــور الجســـدية ،
             ونقـــــــوى بعـــد ذلك على الكــــــــــــــــــف ،
             عــــــــــــن الشهوات وتقـــــــــويم أنفســــنا .


بدون الصلاة الحزينـــة ، والتضـــــــــــرع ، وانحناء الركب الدائم ،
                               لا يمكــــــــــــــــن أن تأتينـــا الرحمـــــــة ،
إذ كيف يمكن إقتنائهـــــا مع الاهتمام بتلك ، أى الأمور الحســــــية .


فبــــدون الاهتمام بالأشياء  الصغيرة ،
لا يمكنا أن نفلت من الأمور الكبــيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق