الاثنين، 17 يوليو 2017

عــــــدم القنيــــــة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 21 ) الجزء الثالث

الميمر الحادى والعشرون ( 1 )
عــــــدم القنيــــــة :
إن الفضائل تلي بعضها بعـــض وذلك لئلا يكون منهج الفضيلة ثقيلاً متعباً ،
وليكـــــــون تعلمهـــــا بنظـــــام حــتى تكـــــــــون خفيفـــــــــــــــــــــــــــــة .
وتصـــــــير المصاعب التي من أجـــل الخـــــــير مســــتحبة كالخـــير ذاته .



فكمثـــــال : لا يقــــــدر أحــد على إقتناء فضـيلة عـــــــدم القنيـــــــــــــــة ،
              دون إقناع ذاته بالصـــــبر عـــــلى التجــارب بســـــــــــــرور .


ولا أحــــــد يتمكــــــن مـــــن احتمــــــال الضيــــــقات والصـــــــبر عليهـــــا ،
              دون الإيمـــــان بأن هناك شــيئاً أسـمى مــن الراحـة الجســـدية .
              مقابــــــــــــــل الضيقات والأحــــــــزان التي هيأ ذاته لقبولهـــا .


من أعد نفسه لرفض القنية فـــــأول ما يتحــــرك فيه هــو حـــــــب المحـــــن ،
                               وحينئذ يشمله فكر الزهد فــى مقتنيات هذا العالم ،
وكل من دنا من هذا الحزن ، يتقوى أولاً بالإيمــــان وبعد ذلك يســـلك فيــــه .


ومـــن جرد ذاته من الماديات ،
ولكنه لم يوقف عمل الحـــواس أعنى النظر والسمع والكـلام ،
فقـــد جلب على ذاته  حــــزناً   وضـــــــيقاً مضــــــــــــاعفاً ،
فهـو يعـــــــــانى الشــــــــــــقاء والضـــــنك معاناة مكروهة ،
لأنه فقد فائدة عدم استعمال الأمور المحســوسة ،
لكنه  رجـــــع وتنعــــــــــــم بهـــا بالحــــــواس ،
وهو بهذا يتأذى  وينفعل بالآلام كما كان ينفعــل ،
                   ويشقى بهــا أولاً بالفعــــــــــل ،
لأن تذكــــــر ممارســتها لــم يبــــــارح الفكـــــر ،
لأن الخيالات التي يتصورها العقل تضر الإنسان ،
    وتؤذيـــــــــه رغــــــــــم عدم وجــــــــودها ،
    فمــــاذا  نقول عن الأمر الموجود القــريب ؟


إذا : فالابتعــــــــــــــــــــــــــــــاد والوحــــــــدة أمـر حســـن لأنه يفيــــــدنا جـــــــداً ،
    إذ يسكت الأفكار فى  حزم ، ويعطـــى قوة على اقتنــــــــــــاء الصــــــــــــــــبر ،
   ويعلم الإنـــــسان الاحتمــال والصبر العظيم على ما يداهمه من الشدائد والمحن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق