الاثنين، 17 يوليو 2017

استشارة المختبر ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 21 ) الجزء الثالث

الميمر الحادى والعشرون ( 2 )


استشارة المختبر :
لا تستشر مـــن لا يمــــــاثلك في ســـــــــيرتك ،
          ومـن لا يكون قصده وغرضـــــــــــه ،
                    مســــاوياً لك في التدبـــــير ،
          ولو كان حكيمــــــــــــــــــــــــــــــــــاً ،
بل استرشد بالأمى الذى جرب الأمور بالفعـــل ،
وشــاوره أكثر من الحكيـــــــم المتفلســـــــف ،
ذى البحث والنظر الخالى من التجربة العملية .


وما هى التجربة ( أى الخبرة ) ؟
أقول التجربة ليســــت مجابهــــة الإنســــان للأمـــور وفحصها دون إدراكها فى ذاته ،
بل التجــربة أن يحس بمنفعتها ، أو ضررها إحساساً واضحاً بسبب طول اختبـــــاره ،
فغالبــــــــــاً ما يكون أمر ما مؤذياً حسب الظـــــاهر ،
أمـــــــا في الباطـــن فتكـــون فيه كـــــــل منفعــــة ،
لأنـــــــــــه كم من مرة يكون ظاهر الأمور يدل على خسارة ،
وأمــــــــــا باطنها ففيه تجارة جليلة مملوءة من كل منفعـة ،
وعـــــــلى هذا القيـــاس  بعينـــــــه يكـــــون العكـــــــــس ،
أعــنـــــي أن شيئاً ما يبدو مفعماً بالفائدة حســــب الظاهر ،
ولكـــــــن فى البــــــــــاطن فخســــــــارة وضـــــــــــــــرر ،
ولــــــذلك كثير من الناس تلحقهــــــــــم الخســــــــــــــارة ،
                 من أشياء تبــدو أنهــــا مملوءة ربحـــــــاً ،
لأن هؤلاء معرفتهـــــــم ليســــــــــــــت حقــــــــــــــــــــــاً ،
وليســــت مثل من عــــرف عن خـــبرة بالصبر والإفــراز .


ولأجل هذا لا تثق فى كل أحـــد  ، وتقبـــــــــل مشـــورته ،
 دون أن يكون قد دبر أمــــوره أولاً أحســــن تدبــــــــير ،
          ونجح فى تحرير ذاته ، وله تجربة في كل أمــر ،
          ولم يحـــــــــب ذاتــه ، وتحرر من الأمور الجالبة للعبودية ،
         وهو لا يخـــاف مذمة ، ولا يخـــــــــــــــشى وقيعــــــــــــــة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق