الميمر الخامس عشر ( 8 )
الحــــذر :
احــذر يا أخي من الحرية ( أى التحرر من الوصايا ) ،
فهى تسبق العبوديــــــــــــــــــــــــــــــة .
احترس أيضاً من الراحة إذ يليهـــــا القتال مباشــرة .
واحـــذر أيضاً من المعرفة الســــابقة ،
التي كانت لك قبل مجابهة التجــــارب .
وبالأكثر ما كنت تحب قبـــل كمـــــــال التوبــــــــــــة ،
وذلك لأننا كلنا خطــاة فـــلا أحد أعلى من التجـــارب ،
ولا فضيـــــــــــــــلة واحدة تســــــــــبق التـــــــــوبة ،
وتذكـــــر أن كــــــل لـــــذة تعقبها كراهـــية ومرارة .
عن حكمة ربان هذا العالم اقضــت أن كل شيء فيه يتغير ويتحول ،
والقــــول بغير هـذا وهـــــــم ،
لـــذلك احــــــذر من الفرح الذي يظهر أنه لا يتغـير ،
فراحة الأعضاء يتبعها طياشة الأفكار واختلاطهـــا .
والإفراط في العمل يتبعـــــه ضجـــــر ،
ويتبـــــع الضجر أيضاً طياشة وحيرة .
وقـــــــد تنفصل الطياشة عن الحـــــيرة ،
والأولى يتلوها قتـــــال الزنــــــــــــــــا ،
أما الثانية أى الحيرة فيتبعها ترك المكان الهادئ ،
والتنقـــــل من موضع إلى موضـــــــع .
أمـــــــا العمل المعتدل الدائم فلا يقدر بثمــــــن .
والإقـــــــــــــــــــلال منه يزيد الشهوة ،
والإفــــــــــــــــــــراط فيه يجلب الحيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق