الميمر الخامس عشر ( 6 )
تــــرك الخطـــية :
لا يمــكن للإنسان ترك الخطايا التي تعودها ما لــــــــم يبغضهــا ويعاديهـــــــا ،
ولا ينال صفحاً ما لم يعترف بالخطـــــــايا ، لأن العـداء سبب الاتضاع الحقيقى ،
وأمــــا الإقرار فســــــــبب الخشـــــــــــوع الذى يتولد فى القلب من الخـــزى .
إن لم نبغض ونمقت الأمور التي تستوجب الذم ،
فلسنا قادرين على الاحساس بنتن فعلهـــــــــا ،
ولا بسيطرتها علينا مادمنا نحملها فى نفوسـنا .
لســت تعرف الخزى والخجل الحال بك ،
إن لم تتخلـــــــــص من الدنـــــــــــس .
إذا ما شاهدت نقائصك في آخـــــــــرين ،
حينئذ تعرف الخـــــزى الحــال بــــــــك .
ابتعد عن الشر فتعــــرف نتانتــــــــــه ،
لأنـــــــك لو لم تهجره لا تدرك أنه هكذا .
بـــــــــل أنــــــــك تقتــــــــــــــــنى نتنــــــــــه ،
ويكـــون عندك كأنه عرف زكى تشــــــغف به ،
وعري فضيحتك ( تعتبره ) كأنه رداء مجـــد .
الطوباوى هو المبتعد عن الشهوات والمتأمل والناظر نفســـــــه ،
لأن النظر والإفراز لا يوجدان فيمـــن يعيش فيهــــــــــا ( أي في الشهوات )
المغبــوط هو المبتعــــــــــد عــــــــــن ثقــــــــل السكر ( بالخطية ) ،
وهو الذى يرى جهل الآخرين وزللهم بالسكر ( بالخطية )
فيفطن ويعرف الخزى الذى يلحق بنفسه .
مادام الإنسان مدمناً على السكر من الخطية ،
فكـــــــــــــــل ما يفعله جميـــــل عنــــــــــده ،
لأن الطبيعة قد خرجــــــت عن حــــــدودها ،
ســـــــواء سكرت بالخمـــــــر ،
أو بالشــــــــــهوات ،
أو بالرغبـــــــــــات ،
لأنها كلهـــــــا تبعــده عن الصـــــــــــواب ،
وتحـــــرك على الجسد المستسلم لها لهيباً فى مزاجه .
وإن كانت الخمــــــــر شــــــــــيئاً والشهوات شيئاً آخر ،
إلا أن تأثيرهما على المزاج واحد والانحراف واحــــــد ،
وإن كــــــانت الأسباب مختلفــــــــــــة ،
إلا أنها تتعمق فينا بقدر قبول كل واحد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق