الاثنين، 17 يوليو 2017

نصــــــائــح :ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثاني) الجزء الثالث




الميمر الثانى ( 17 )

نصــــــائــح :
كمثل ما تهرب من القنية ،   كذلك ابتعـــــــد عن محـبي القنيــــــــــــة ،
                                                    وعن المغرومين بالتكديس .
كمثل ابتعادك عن التنعم ، كذلك أقص ذاتك عن المتنعمــــــــــــــــــين .

كمثل هربك من الفسق ، كذلك اهـــــــــرب من الفســــــــــــــــــــــقة ،

لأنه إذا كان ذكر هذه الأمور يزعج الفكــــر ،
فكم  يكون النظر والتعامل مع أصحابهــــا ؟

اقترن بالأبرار فإنك بواستطتهم تدنو من الله .

أكـــــــثر من الاختلاط بالمتواضعين فتتعــــلم ســــلوكهم ،
               فإذا كـــــان ما يقال ( عن التواضع ) ينفــع ،
               فكم بالأكثر  يكـــون تعليم أفـــــــــــــواههم .

ولتحب المساكين فإنـــك بواســـطتهم ،
                    تحظى برحمــــة الله .

لا تؤثر القرب من المتنـازعين ومحبي الخصـــــــام ،
لئــــلا تضطــر للخــــــــــروج من الهــــــــــــــــدوء .

لا تكره رائحة المرضــــــــى ولاسيما الضعفاء منهم ،
                                  لأنك أيضاً ذو جســــــد .

لا تؤلم منكســــري القلوب سواء أكانوا موسرين أو معسرين ،
لئــــلا تضــــــــرب بالعصا التي ضربوا بهــــــــــــــــــــــــــــا ،
      وتطـــــــــلب معــــزياً فــلا تجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد .

لا ترذل مقطعى الأوصال ، وذوي العاهات ،
لأن ذلك لا يدخلهـــــــــم الجحيـــــــــــــــم .

فلتحب الخطاة وأمقت أعمـــــالهم ، ولا ترذلهم من أجل زلاتهم
        لئـــــــلا تمتحـــــــــــــــــــــن بما امتحنــــــــــــــــــوا به .                   
وأذكر أنـــــــك من الطبيعة الأرضية ،
     ومشترك معهم فى فساد الطبيعة الآدمية .
    وفــــــي الميول أيضاً لذلك أحسن إليهــم .

المفتقر إلــــــى صــــــــــلاتك والمحتاج إلى الرفـــــــــــــق ،
         لا تبكته لئلا يهـــــلك فتطـــــــالب بنفســــــــــــــــه ،
        بـــــــــل كن مثــــــل الأطبــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء ،
       الذيــــــن يعالجون الأمراض الحارة بالأدوية الباردة ،
                                          والباردة بعكســـــــــــها .
                                  ( كطرق الطب في ذلك العصر )

اغصب ذاتك عــــــلى إكرام قريبـــك أكثر ممــــــــا يســــتحق ،
              وقبــــــل يديـــــــــــــــــه ورجليـــــــــــــــــــــــــه ،
وحرك قلبك بمحبته بصدق  وعفة . وضــع يديه على عينيك ،
                                            وامدحه بما ليـس فيــــه .

وإذا تركك فقـل فيه كل صـــــــلاح ، وكــــــــــل أمـر جميـــــــــــل ،
            لأنك بهذه التصــــرفات تجــــــــــذبه إلـى الخـــــــــــير ،
وتضطره أن يستحى من الصــــــفات الفاضــلة التي خلعتها عليه ،
           ويأنف ألا يكون على مثالها ، فـتزرع فيه الفضـيــــــلة .

وبهذه العادة التي تعود نفسك عليها ترتسم فيـــك ســـــمات الخير ، وتقتني إتضاعاً كثيراً ،
وتنجو من قتالات كثيرة صعبة يتخلــــــص منها آخرون بتعب كثير وجهاد شــــــــــــــاق ،
وتتقن أموراً ( فضائل ) عظيمـــــــــــة من غــــير مشــــــــــــــقة .

وليس هذا فحسب ، بــــــل وإن كان إنسان لــــــه نقائص وأكرمته ،
                        قبــــل منك العـــــــلاج بمجرد الإشــــــــــــارة ،
                        خجلاً من الكرامــــــة  التـــي عاملتــــــه بهــا ،
                             ومن علامـــــــات الحـب التي رآهــا منــك ،

ليكن هذا التدبير دأبك مع الكل ، أى الإكرام واللطف فلا تحتد عــلى أحــــــد ،
                                       ولا تســـــــــــــخط ولا تتغلب عليك المرارة .

لا تبكت ولا تلم لا بســـــبب عـــدم الإيمـــــان ،
                ولا بســــــبب قبــح الأعمـــــال ،
                لأن لنا قاضياً عادلاً في السماء ،
                لا يحــــــــــــــــابى الوجــــــوه .  

وإن أشفقت عليه ، وآثرت أن ترده إلى الحق ، فاحــــــزن مـن أجـــــله ،
                       وخاطبه بدموع منسكبة خطاباً موجزاً مــرة ومرتين ،
                       ولا تحتد غاضبـــاً حتى لا يـــــــــــرى على وجهـــك ،
                                            علامة العـــــــداوة ،
                     لأن المحبة توجب عـــدم الغضــــــب ،
                                             والانتهـــــــــــــار ،
                                             واللوم الحاد لأحد .
ودليل المحبة والمعرفة :
                    الاتضاع المتولد من الضمير الصالح
                                        من داخـــــل الفكــــــر بربنا يسوع المسيح

الذي له الإكرام مع أبيه الصالح والروح القدس إلى أباد الآباد آمين .     

ـــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق