الميمر الثانى ( 17 )
نصــــــائــح :
كمثل ما تهرب من القنية ، كذلك ابتعـــــــد عن محـبي القنيــــــــــــة ،
وعن المغرومين بالتكديس .
كمثل ابتعادك عن التنعم ، كذلك أقص ذاتك عن المتنعمــــــــــــــــــين .
كمثل هربك من الفسق ، كذلك اهـــــــــرب من الفســــــــــــــــــــــقة ،
لأنه إذا كان ذكر هذه الأمور يزعج الفكــــر ،
فكم يكون النظر والتعامل مع أصحابهــــا ؟
اقترن بالأبرار فإنك بواستطتهم تدنو من الله .
أكـــــــثر من الاختلاط بالمتواضعين فتتعــــلم ســــلوكهم ،
فإذا كـــــان ما يقال ( عن التواضع ) ينفــع ،
فكم بالأكثر يكـــون تعليم أفـــــــــــــواههم .
ولتحب المساكين فإنـــك بواســـطتهم ،
تحظى برحمــــة الله .
لا تؤثر القرب من المتنـازعين ومحبي الخصـــــــام ،
لئــــلا تضطــر للخــــــــــروج من الهــــــــــــــــدوء .
لا تكره رائحة المرضــــــــى ولاسيما الضعفاء منهم ،
لأنك أيضاً ذو جســــــد .
لا تؤلم منكســــري القلوب سواء أكانوا موسرين أو معسرين ،
لئــــلا تضــــــــرب بالعصا التي ضربوا بهــــــــــــــــــــــــــــا ،
وتطـــــــــلب معــــزياً فــلا تجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد .
لا ترذل مقطعى الأوصال ، وذوي العاهات ،
لأن ذلك لا يدخلهـــــــــم الجحيـــــــــــــــم .
فلتحب الخطاة وأمقت أعمـــــالهم ، ولا ترذلهم من أجل زلاتهم
لئـــــــلا تمتحـــــــــــــــــــــن بما امتحنــــــــــــــــــوا به .
وأذكر أنـــــــك من الطبيعة الأرضية ،
ومشترك معهم فى فساد الطبيعة الآدمية .
وفــــــي الميول أيضاً لذلك أحسن إليهــم .
المفتقر إلــــــى صــــــــــلاتك والمحتاج إلى الرفـــــــــــــق ،
لا تبكته لئلا يهـــــلك فتطـــــــالب بنفســــــــــــــــه ،
بـــــــــل كن مثــــــل الأطبــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء ،
الذيــــــن يعالجون الأمراض الحارة بالأدوية الباردة ،
والباردة بعكســـــــــــها .
( كطرق الطب في ذلك العصر )
اغصب ذاتك عــــــلى إكرام قريبـــك أكثر ممــــــــا يســــتحق ،
وقبــــــل يديـــــــــــــــــه ورجليـــــــــــــــــــــــــه ،
وحرك قلبك بمحبته بصدق وعفة . وضــع يديه على عينيك ،
وامدحه بما ليـس فيــــه .
وإذا تركك فقـل فيه كل صـــــــلاح ، وكــــــــــل أمـر جميـــــــــــل ،
لأنك بهذه التصــــرفات تجــــــــــذبه إلـى الخـــــــــــير ،
وتضطره أن يستحى من الصــــــفات الفاضــلة التي خلعتها عليه ،
ويأنف ألا يكون على مثالها ، فـتزرع فيه الفضـيــــــلة .
وبهذه العادة التي تعود نفسك عليها ترتسم فيـــك ســـــمات الخير ، وتقتني إتضاعاً كثيراً ،
وتنجو من قتالات كثيرة صعبة يتخلــــــص منها آخرون بتعب كثير وجهاد شــــــــــــــاق ،
وتتقن أموراً ( فضائل ) عظيمـــــــــــة من غــــير مشــــــــــــــقة .
وليس هذا فحسب ، بــــــل وإن كان إنسان لــــــه نقائص وأكرمته ،
قبــــل منك العـــــــلاج بمجرد الإشــــــــــــارة ،
خجلاً من الكرامــــــة التـــي عاملتــــــه بهــا ،
ومن علامـــــــات الحـب التي رآهــا منــك ،
ليكن هذا التدبير دأبك مع الكل ، أى الإكرام واللطف فلا تحتد عــلى أحــــــد ،
ولا تســـــــــــــخط ولا تتغلب عليك المرارة .
لا تبكت ولا تلم لا بســـــبب عـــدم الإيمـــــان ،
ولا بســــــبب قبــح الأعمـــــال ،
لأن لنا قاضياً عادلاً في السماء ،
لا يحــــــــــــــــابى الوجــــــوه .
وإن أشفقت عليه ، وآثرت أن ترده إلى الحق ، فاحــــــزن مـن أجـــــله ،
وخاطبه بدموع منسكبة خطاباً موجزاً مــرة ومرتين ،
ولا تحتد غاضبـــاً حتى لا يـــــــــــرى على وجهـــك ،
علامة العـــــــداوة ،
لأن المحبة توجب عـــدم الغضــــــب ،
والانتهـــــــــــــار ،
واللوم الحاد لأحد .
ودليل المحبة والمعرفة :
الاتضاع المتولد من الضمير الصالح
من داخـــــل الفكــــــر بربنا يسوع المسيح
الذي له الإكرام مع أبيه الصالح والروح القدس إلى أباد الآباد آمين .
ـــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق