الاثنين، 17 يوليو 2017

الإتضــــــــــاع ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثاني) الجزء الثالث

الميمر الثانى  ( 16 )


الإتضــــــــــاع
                  كما أن النعمـــــــــة تدنــــو مــــــن الاتضـــــــــــــــــــاع ،
                  كــــذلك الشـــــدائد المؤلمة تقترن بالكبريــــــــــــــــــــاء ،
                         لأن عينــــــــى الرب عــــلى المتواضعين ليبهجهم ،
                           و وجهــــــــــــــــه عــــلى المتكبرين ليحقرهـــــم .



الاتضـــــــــــــــاع يجتـــــــــذب  الرحمـــــــــــة من الله دائمـــــــــــــــــاً ،
أما القلب القاسى القليل الإيمان فتوافيه الأهوال والمفزعــــــــات بغتــة ،
                    ويقــــــوم عليه الشـــــــــــــــر حتى يسلم لحكم الإبادة ،


فحقــــر ذاتك ، وصغر قدرك فى كل أمـــــــــــر عند جميــــــــــع الناس ،
                                     فســـــــــــــــتعلو على جميــــــع رؤساء ،
                                                            هذا العــــــــــــــــــالم .


تقدم للكل بالسلام الجميل ، والسجود مطأطئاً ، فيبجل قـــدرك ،
                                 ويســـمو على ذوى الثياب المذهبة ،
فإذا كنت مرذولاً مهـاناً في عينـــــي نفســـــــــــــــــــــــــــــــك ،
فسترى مجد الله فى ذاتك لأنـــــــــه حيث يـــزدهـــر الاتضـاع ،
                                هنــــــاك يتزايد مجـــــــــــــــــد الله .


فإن أنت اجتهدت وجاهدت لتــــــــــــــــــــرذل من النـــــــــاس ،
                                 فسيرفع الله قــدرك ويشــــــــاد به .


إن اقتنيـــــت الاتضاع في قلبـــــــك ،
أظهــــــــــــر الله مجــــده فيــــــــك .


تواضــــــع فى علــوك ،
ولا تتعاظـم فى حقارتك .


واحرص أن يزدرى بــك فستمتلئ  من إكرام اللـــــــه .


لا تلتمس الكرامــة وأنت مملـــــوء من الداخل بالجروح ( كثير الخطايا ) .


ابغض الكرامة لتكرم ، ولا تحبهـــا لئـــلا تهــــــــــــــــــــــــــــــان ،
                            لأن مــــــن عدى وراء الكرامة هربت منه ،
                                ومـــــن هرب منهــــــــــــــا سعت إليه ،
                               وعرفت كافة النــــــــــــــاس باتضــاعه .


أما إن حقرت ذاتك لكى تُكـــــــــرم ،
          فإن الـرب ســــــــيفضحك .


إن أنت امتهنت ذاتك لأجل الحق فالله يدع خلائقه يمدحونك ،
       ويفتحون قدامــــــك باب مجده الأبدى الذى تكلم عنه ،
       وهــــم يمجدونك كالباري
      لأنك بالحقيقــــــة تكــون على صورته ومثـــــــــــاله .


من ذا الذى شاهد إنساناً مرتفعاً بالفضــــائل ،
                              نيراً فى ســــــيرته ، حكيماً في معرفتــــــــــــه ،
                              متواضعاً في نفسه ولكنــــه محتقر بين الناس ؟


إنه لسعيد ومغبوط من تواضع فى كل أمــــر ،
                       لأنه يرتفــع فى كل شيء ،


فمــــــــــــــــــــــن حقــــــــــــــر قــــــــــدره ،
                     وصغـــــــــــــر مكانتــــــه ،
                    من أجــــــــــــل اللــــــــــه ،
                    فإنه يشــــرفن قــــــــــدره .


ومن جــــــــــــــــــــاع وعطش لأجل الله ،
فإنه يرويه من خيراته ويسكره بهـــــــــا .


ومن تعـــــــــرى مـــن أجـــــــل الخــالق ،
فإنه يلبسه حلل عـــدم الفساد والكــرامة .


ومن افتقـــــر  مــــــن أجـــــــــــــله .
فإنه يعزيــــــه بغنـــاه الحقيـــــــــقي .


حقــــر نفسك من أجل اللـــــــــــــــه ،
                 فسيزداد شـــــــــرفك ،
                 دون أن تـــــــــــدرى .


أعتقـــــد أنك خاطئ طول حيــــاتك ،
               فتزكى دائمــــــــــــــاً .


كن أميــــــا فــــــــى حكمتــــــــك ،
ولا تتظاهر بالحكمة وأنت جـاهل .


إن كـــــان الاتضاع يعلي شأن الجـــاهل ،
فكم تكون الكرامة التي يجلبها الاتضاع ،
             للقــوم الأجـــــــلاء المثاليين .


اهــرب من المجــــد الباطل فســـــــتكرم ،
وخف من العظمة فتعظـــــــــــــــــــــم ،
       فإن المجد البـــــــــــــــــــــــاطل ،
       لــم يوزع على بنــــــــي الناس ،
      ولا العظمة على مولودى النساء .


إن أنـــــت   هجــــــــرت كــــــل أمور الدنيا ،
              فــــــــــــــلا تنازعن أحــد فـــي ،
                             شــــيء منها البتة .


إن أنـــــت هجــــــــرت المجــــد البــــاطل  ،
             فاهرب من المتصـــيدين لـــــه ،
                        والشـــــغوفين بـــــه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق