الميمر الســابع ( 3 )
الصلاة مدخل الخيرات :
وإذا شعر الإنسان بحضور المعونة الإلهية لمساعدته ،
فيعرف أن الصــــــــــــلاةهــى اصل المعونة ،
وينبوع الخلاص وكنز الثقــــــــــــة ،
والميناء المنقــذ مــن قوة الأمواج ،
ومنيرة للـــــذين فـــي الظلمــــــــــة وســـــــــــند الضــــــــــــعفاء ،
وكنف الخـلاص فــــي أوان المحن ، والمعونة فى حدة المــــــرض ،
وترس الخلاص فـــــي القتـــــــــال ، والسهم المسموم ضد الأعداء .
ونقول على الاطلاق ؛
إن الإنسان بواسطة الصـــــلاة يجـــــــــد المدخل إلى كل الخيرات ويحـظى بها ،
وبعــد ذلك يتنعـــم بصـــــلاة الإيمـــــــان ويبتهـــــــج قلبه بالثقة والرجـــــــاء ،
ولا يظـــل فاقداً للبصيرة كما كان أولاً ،
حـــــــيث كان الفم قبلاً كثير الكــــلام ،
وإذا عرف هذا فحينئــــذ يتـــوافر على الصلاة ويقتنيها كالكنز ،
ومــــــن فرحه بها يحول كلمات الصلاة إلى عبارات وأقـــوال شـكر .
وهذا هو قول أنبا أوغريس الذي حدد لكل حال ( فى الصلاة )
شكلاً خاصاً فقــــــــــــال :" إن الصلاة بهجـــــة تأتي بشــــــــكر "،
ويشير بهذه الصلاة إلى تلك التي تكون بعــــــــد قبول معونة الله .
وقوله " تأتى بشكر " أى إن الإنســــان لا يصلى حينئذ بتعب ومشقة
مثلما كان يصلى قبل الإحساس بهـــــذه النعمـــــــــــــــــــة ،
بل القلب من فرحـــــــــــــــــه تكون خلجـــــــــــــــــاته ،
التـــــي لا يشترك معها ألفاظ هـــى شكر دائماً بسرور ،
وتعجــــــــــــــــــــــب وركــــــــــــــــــــــــــوع .
ثم من كثرة دهشه وتعجبــــــه مـــــــــــن نعمـــــة اللـــــه ،
يرفع صوته بغتة ممجداً ومســـبحاً بـــــــــلا شــــبع ،
شاكراً لـــــه ومحـركاً اللســــــــان بالحديث متعجباً .
ومـــن بلغ هذه الدرجة بالحقيقة وليس بالخيال ،
ويدرك ذلك من واقـــــــــــــــــــع تجـــــــــــاربه ،
يعلـــــم أن الـــــذي أقوله ليس بمضاد ( للحـق ) .
فليكــــــف الإنسان عن تذكـــــر الأمور الباطــلة ،
وليلازم الله بالصلاة الدائمة بخـــــوف ورعـــــــدة ،
لئـــــلا يفقــــد كــــــثرة معونتــــــــــه .
كل هذه الخيرات تتولـــــد للإنسان من معرفته بضعفه الشخصى ،
لأنــــــــــــــــــــــــه من أجل شوقه لمعــونة الله ،
يدنو إليه بالمثابرة في الصــــلاة والتضــــــرع ،
وبمقــــــــــــــــــدار ما يدنو نحــــوه بفكــــــــره
بمقــــــــــــــــــــدار ما يقترب هو منه بمواهبه.
ولا يرفع نعمته عنه لأجل عظــــم اتضاعه ،
ولأنـــــه ضــــــارع الأرمـــــــلة ،التــــــــي تواصــل صـراخها ،
إلــــــى القاضى لينصفها مــــــن خصمها (لو 18) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق