الميمر الأول ( 12 )
السكون والعمل اليدوى:
الظافرون فى الحروب الروحية التي تــأتى عليهـــــــــــــم من خارج النفس ،
يشجعهم الخوف الذى في داخلهـــــــــم .
ولهـــــذا فليس هناك قوة يمكن أن تثير اضطرابهم ،
مـــــــن الحرب التي تشــــــــن من الأمام والخلف ،
وتقاتلهم عن طريق الحواس والتوانى ،
ويثيرها الإنسان بإرادته لجهله مثــل :
الأخذ والعطاء والسمع والنظر وشره البطـــن ،
( ويكثر على نفسه أعمالاً متعددة )
التــــــــي تعمي النفس لأنهــــا بسبب الاضطـــــــــــــــراب الذي يواجهها من الخارج ،
لا تتمكن من الاحتراس لذاتها مـــــن الحروب المتحــركة عليها خفيـــــــــــــــــــــــة ،
وأما فى السكون والهـــدوء فتتمكن من الفتك بما يتحرك مــــن داخــــــــــــــــــــــل .
إذا ما أغلق الإنسان أبواب المدينـــــــــة – أعنى الحواس –
عندئذ يكون القتال وجهــا لوجـــــــــــــه ،
ولا يخشى الكمين الذى وراء المدينة .
مغبوط هو الإنسان الذى يعرف هــــذا ،
ويــــلازم السـكون والهـــــــــــــــدوء ،
ولا يكثر على نفسه الأعمال ، بـــــل ينقل كل الأعمــال الجسـدانية إلى عمــل الصــلاة ،
وإن أمكنه لا يشرك مع عمل اللــــه الذى هو الصلاة وقــــراءة الكـــتب شـــيئاً آخــر ،
واثقاً أنه بمقدار ما يعمل مع اللــــه ويوجـــه اهتمامــــــــــــه إليـــه ليــلاً ونهـــــــاراً .
بمقدار ما لا يعوزه شيء مما تدعو له الحاجة الضرورية
لأنــــه من أجله قد امتنع عن العمل .
إن كان إنسان لا يقدر على الإنفــــراد ولا على الثبـــات في القــلاية دون عمــــل اليــد ،
فليعمــــل بيده ويستعين به ( ليتمكن من الانفراد والثبات )
ولا يسرف في العمــــل رغبـــــة في الربـــــح والكســــــب .
إنها وصيــــــــة ثانويــــــــة ( أى ممارسة العمل اليدوى ) وليســــت ملزمــــــــــــــــــة ،
وإنما هي موضـــوعة لأجل الضــــــــعفاء ( روحيــــــــاً ) ،
أما الكاملين فإن ذلك مزعج لهـــم ،
لأن عمــــــــــل اليــــــــدين يسمونه معوقاً ومعطلاً لذكر اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
فالآبــــــــــاء قـــــــــــرروا العمــــل للضعفاء والمتضجرين ( فقـــــط )
وليــس كـــــأمر ضـــــــــروري ( للجميع ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق