الاثنين، 17 يوليو 2017

السكون والعمل اليدوىـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول (  12 )


السكون والعمل اليدوى:
الظافرون فى الحروب الروحية التي تــأتى عليهـــــــــــــم من خارج النفس ،
                                            يشجعهم الخوف الذى في داخلهـــــــــم .

ولهـــــذا فليس هناك قوة يمكن أن تثير اضطرابهم ،
مـــــــن الحرب التي تشــــــــن من الأمام والخلف ،
وتقاتلهم عن طريق الحواس والتوانى ،
ويثيرها الإنسان بإرادته لجهله مثــل :
الأخذ والعطاء والسمع والنظر وشره البطـــن ،
               ( ويكثر على نفسه أعمالاً متعددة )
التــــــــي تعمي النفس لأنهــــا بسبب الاضطـــــــــــــــراب الذي يواجهها من الخارج ،
لا تتمكن من الاحتراس لذاتها مـــــن الحروب المتحــركة عليها خفيـــــــــــــــــــــــة ،
وأما فى السكون والهـــدوء  فتتمكن من الفتك بما يتحرك مــــن داخــــــــــــــــــــــل .


إذا ما أغلق الإنسان أبواب المدينـــــــــة – أعنى الحواس
عندئذ يكون القتال وجهــا لوجـــــــــــــه ،
ولا يخشى الكمين  الذى  وراء المدينة .


مغبوط هو الإنسان الذى يعرف هــــذا ،
ويــــلازم السـكون والهـــــــــــــــدوء ،
ولا يكثر على نفسه الأعمال ، بـــــل ينقل كل الأعمــال الجسـدانية إلى عمــل الصــلاة ،
وإن أمكنه لا يشرك مع عمل اللــــه الذى هو الصلاة وقــــراءة الكـــتب شـــيئاً آخــر ،
واثقاً أنه بمقدار ما يعمل مع اللــــه ويوجـــه اهتمامــــــــــــه إليـــه ليــلاً ونهـــــــاراً .
                                                                                  بمقدار ما لا يعوزه شيء مما تدعو له الحاجة الضرورية
                                  لأنــــه من أجله قد امتنع عن العمل .


إن كان إنسان لا يقدر على الإنفــــراد ولا على الثبـــات في القــلاية دون عمــــل اليــد ،
                                     فليعمــــل بيده ويستعين به ( ليتمكن من الانفراد والثبات )
                                   ولا يسرف في العمــــل رغبـــــة في الربـــــح والكســــــب .
إنها وصيــــــــة ثانويــــــــة ( أى ممارسة العمل اليدوى ) وليســــت ملزمــــــــــــــــــة ،
                                   وإنما هي موضـــوعة لأجل الضــــــــعفاء ( روحيــــــــاً ) ،
                                                                أما الكاملين فإن ذلك مزعج  لهـــم ،  
لأن عمــــــــــل اليــــــــدين يسمونه معوقاً ومعطلاً  لذكر اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
فالآبــــــــــاء قـــــــــــرروا العمــــل للضعفاء والمتضجرين ( فقـــــط )
                                 وليــس كـــــأمر ضـــــــــروري ( للجميع ) .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق