الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمر التاسع والعشرون ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث

الميمر  التاسع والعشرون


وبعد هذا العمل ســــــــيوجد عمل آخر أحسن الإنسان التدبير ،
                 وســــــــــــــار الســـــــــيرة الصـــــــــــــالحة ،

                 وارتــــقى من درجـــــــة التوبــــــــــــــــــــة ،
                 مقـــــترباً من تـــــــذوق ثاؤريـــــا عمـــــــله ،
                وكــــــذلك إذا أدركتـــــه النعمـــة من العـــلاء ،
                وذاق   حلاوة معـــــــــرفة الـــــــــــــــــــروح .


فمـن هنـا يكـــــــــــــــون ويثبت ( أى العمــــــــل الثــــــاني ) ،
            ( حيث يتعــــجب ) خاصة من سياسة الله وللإنسان ،
         ويتضــــــــــــــح ويستنير بمحبته للخليقـــــــــة ،
                              ورعايته للناطــــقين ( أى البشر )
                             واهتمـــــامه الكــثير بهــــــــــم .
ومن هنا يبتــــدئ فيـــــه الشــــــــــــغف بالله ،
واشتعال محبتـــه المضطــــــــــرمة فى قلبــه ،
         تحــــرق كل شهوة النفــــس والجسد .


ويحس بهذه القوة ممثله فى كل طبائع الخليقة ، وفى كل أمر يصـــــادفه ،
ويسكر منها من وقت لآخــر كما من الخــــمر ، وتنحـــــل أعضـــــــاؤه ،
ويمكث فكـــــــــــــره مندهشــــــــــــــــــــــــــاً ، ويسـبى عقــله نحو الله ،
ويصير هكذا كما قلت كإنسان سكر من الخمر .


وحســـبما تقوى الحواس الباطنة يقوى فكره لهــذه المرحــــلة .
وحســــبما يجتهــــــــد في التدبــــير الجيــــــــد ، والحــــــرص ،
والمواظبة على القراءة والصلوات ، تتمكن فيه قوتها وتثبت .


حقاً يا إخوتى إن هذا يأتى عندما تتذكر نفس الإنسان إنــــــه بالجســــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ،
                  ولكنه لا يــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرى أنــــــه فى العــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم .
                 وهــذا هو ابتــــــــداء التصــــــــــور ( التأمل ) الروحانى الموجود في الإنسان .


                 هـــذا هو بدء النظــــــــر الروحــانى ، و استعلان الفكر كله ،
                 و بــه ينمــــــــو القلب فى الخفيــــات ويتقـــــــــــــــــــوى ،
                 وبـــه يتدرج إلى غيره مما يعلـــــــو على الطبيعة البشرية .


وباختصار أقــــــــول إنه ببدء هذا التصور ينتقـــل الإنســــــــــان إلى كل التصورات الإلهية ،
             والاسـتعلانات التي يتقبلهـــــا القديســـــــــــــــــــــــون في العـــــــــــــــــــــــــــالم ،
             وهــــــــــــو ما يمكن أن تعرفه الطبيعة فى هذه الحيــاة من الاستعلانات والمواهب .
              هـــــــــــذا هـــــــــو أصـــــــل إحســــــاسنا بخالقنـــا .


وسعيد حقاً الإنسان الذى إذا حل فى نفسه هــــــذا الزرع الصالح ، حفظه وأنماه ،
             ولم يبــــــدده فى الأباطيــــــل ،ولا فى الطياشـــــــــــة بالأمور الزائلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق