الميمر الثاني ( 8 )
عنـــــــاية الملائكــــــــة :
وماذا أقول فــــــي النساك المتغربين المبتعدين ،
الذيــــن تدبروا فــــــــــى البريــــــة ،
وجعلوها مسكن ومــــنزل ملائكـــــة .
فهــــــــم يترددون دائماً عليهــــم ،
من أجل مســــــاواتهم لهـــــــــــم ،
فــــــــي العبادة وجميل ســـيرتهم .
وبما أنهم جند لســــــــيد واحـــــــــــــــــــد ،
لــــــــــذا يجتمعون معاً بين الحين والآخر .
هــؤلاء الذين أحبوا البرية كل أيــــام حياتهــــــــــم ،
وجعلوا مسكنهم فى الجبال والمغاير وشـقوق الأرض من أجل محبة اللــــــــه ،
وعشقوا السمائيات بقدر ما رفضوا الأرضيـــــــــات ، وصاروا نظير الملائكة .
و الملائكة ما كانوا يخفون ذواتـــــــــــــــــــــهم عن نظرائهم ،
بل ظهروا لهـــم يعلمونهم كيف ينبغى أن يســيروا ،
فتارة يوضحــــــــــون لهـــم أمـــوراً صعبــــــــة ،
وتارة يواســـــــونهم ،
ووقتاً يرشــــــــدونهم في الطــريق إذا تاهـــــــــــوا ،
وتارة يخلصونهــــــــم من تجــــارب يقعون فيهــــا ،
وتارة ينتشلونهم فجأة من وســــط شـــدة باغتتهــم ؛
أعنى حيات وصخور وشـــــــــــــــقوق في الأرض ،
وحجارة تشرف على السقوط .
وتـــــــــــارة – إذا ما اشـــــتد العـــــدو في قتال – يظهرون لهم عيـــــــــــاناً ،
ويقولون لهم قد أرسلنا لمعونتكـــــــم ، ويزيدونهم شجاعة وجسارة وعزاء .
وبعض الأحيان كانوا يشـــــــفون أمراضــاً بتوســــــــــــــــلهم ،
وحينــــاً آخــــر كانوا يبرئون القديسين من آلام أصـــــــــابتهم ،
وأحيـــــــــــاناً يعطونهم قوة عجيبة بلمـــــــــس اليـــــــــــــــد ،
وبالقول إذا ما ضعفت أجسادهم من عدم الغذاء ،
وأحياناً كانوا يأتونهم بالخبز ، وربما أحضروا لهم ترمساً وأشياء أخــرى ،
وكانوا يعرفون قوماً منهم بانتقــــــــالهم ، نعــــــم ، وبجهة الانتقال .
وكــــــم كـــان الملائكة يجتمعون بجنسنا في محبة لرعاية الأبـــــــــــــــــــــــرار ؟
وإجمالاً نقول إنهم كانوا يهتمـــــون بنا اهتمــــام الأخوة الكبار بإخوتهم الصغار .
إنمــــا ذكرت هــــذه الأمور ودونت ووصفت
ليعــلم كل إنسان أن الرب قريـــــب من كـــل الذين يدعونه بحــــــــــق ،
وليعلم مقدار الحكمة التي يســـــوس بهــــــا الذين أسلموا حياتهم ليده ،
وتبعـوه بكــل قلوبهــــــــــــــــــــم .
فـــــإن كنـــــت تؤمــــن أن الله يهتم ويرعى أحوالك ،
فلـــــم تصرف اهتمامك إلى الأمور الجسدية الوقتية ؟
ولماذا تتحايـــــــــــــــل في تدبـــير ذاتــــــــــــــــك ؟
لأنـــك أن كنت متشـكك في عــــــدم اهتمامـــــــه بك
ولا يسوس أحــــوالك ،
وإنــك مستقل بذاتـــك دونه
فأنت أشـــقى الناس ، ولا حاجـــــة لــك للحيـــــاة .
الــق على الــــــــرب همك لتتشـجع على كل خوف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق