الاثنين، 17 يوليو 2017

مقاومة رغبـات الجســد ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) الجزء الثالث

الميمر  الثالث ( 3 )


مقاومـــة رغبـــات الجســد :
كما أن الغيـــــــــم يحجـــــب نور القمـــــر ،
كـــذلك البخـــــار المرتفـــــع من الجــوف .
( أي البطن يحجب حكمة الله عن النفس ) .


إن جسداً جوفه ملآن طعـــــــــــــــــــــاماً .
يشبه لهيب النار فى الحطب اليابــــــس .


كما أن المـــــــــــادة الدهنيــــــــــــة تـــــــزيد أجيـــــــــــــــــــج النـــــــــــار ،
هكـــذا تعدد ألوان وأصناف الأغذية تـــــــزيد فى شهوة الزواج داخل الجسم .


معرفة الله لا تسكن فى نفس راهب يحــــــب جسده ،
           ولا يحظــــــــــــــــــــــى بالمواهب الإلهية .


كمــــا أن آلام الولادة تخرج ثمـــــــــرة تسر الأم ،
هكــــــذا من الأعمال تتولد في النفس أسرار الله .
           أما الكسالى والساعين للذة ،
ومحبى الأحاديث الباطلة فيتولد فيهم ثمر الخزى.


كمـــا أن الأب يشــــفق على ابنــــــــــــــه ،
هكـــذا يشفق المسـيح على الجسد العمال ،
ويكون دائماً قريباً من فمه .


العمل بحكمة هو كذخيرة كريمة ،
                لا تقــــــدر بثمــن .


والغريـب عن هذا العـــــــــالم
           هو الذي لا يخطــــر على ذهنه شيء من أموره ،
                      ويبتعد عن كــل حديث واهتمام باطــــــل .


النـــواح هو الذي يصـــــرف كــل أيــــــام حياته في الجوع والعطـــــــــــــــش
                                  لأجل رجاء الخيرات المنتظرة ( فى الدهر الآتى ).


الراهــــب هو الجالـــــــس بعيــــــــــــداً لا ينظــــــر العــــــــالم ،
وليـــــس في صلاته سوى طلبة واحدة هي شهوة الدهر الآتى .


ثراء الراهب في قلبـــــــــــه ،
             وهذا هو غنــــاه ، أما عزاؤه فينبــع مـــن النـــــــــــــــــوح ،
             وفرحــه ناجــــم ، عن الإيمــــــــــان الذي ينير خزائن عقله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق