الميمر الثالث ( 3 )
مقاومـــة رغبـــات الجســد :
كما أن الغيـــــــــم يحجـــــب نور القمـــــر ،
كـــذلك البخـــــار المرتفـــــع من الجــوف .
( أي البطن يحجب حكمة الله عن النفس ) .
إن جسداً جوفه ملآن طعـــــــــــــــــــــاماً .
يشبه لهيب النار فى الحطب اليابــــــس .
كما أن المـــــــــــادة الدهنيــــــــــــة تـــــــزيد أجيـــــــــــــــــــج النـــــــــــار ،
هكـــذا تعدد ألوان وأصناف الأغذية تـــــــزيد فى شهوة الزواج داخل الجسم .
معرفة الله لا تسكن فى نفس راهب يحــــــب جسده ،
ولا يحظــــــــــــــــــــــى بالمواهب الإلهية .
كمــــا أن آلام الولادة تخرج ثمـــــــــرة تسر الأم ،
هكــــــذا من الأعمال تتولد في النفس أسرار الله .
أما الكسالى والساعين للذة ،
ومحبى الأحاديث الباطلة فيتولد فيهم ثمر الخزى.
كمـــا أن الأب يشــــفق على ابنــــــــــــــه ،
هكـــذا يشفق المسـيح على الجسد العمال ،
ويكون دائماً قريباً من فمه .
العمل بحكمة هو كذخيرة كريمة ،
لا تقــــــدر بثمــن .
والغريـب عن هذا العـــــــــالم
هو الذي لا يخطــــر على ذهنه شيء من أموره ،
ويبتعد عن كــل حديث واهتمام باطــــــل .
النـــواح هو الذي يصـــــرف كــل أيــــــام حياته في الجوع والعطـــــــــــــــش
لأجل رجاء الخيرات المنتظرة ( فى الدهر الآتى ).
الراهــــب هو الجالـــــــس بعيــــــــــــداً لا ينظــــــر العــــــــالم ،
وليـــــس في صلاته سوى طلبة واحدة هي شهوة الدهر الآتى .
ثراء الراهب في قلبـــــــــــه ،
وهذا هو غنــــاه ، أما عزاؤه فينبــع مـــن النـــــــــــــــــوح ،
وفرحــه ناجــــم ، عن الإيمــــــــــان الذي ينير خزائن عقله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق