الاثنين، 17 يوليو 2017

نقــاء العقـل ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) الجزء الثالث

الميمر  الثالث  ( 2 )


نقــــــاء العقـــــــل :
اضـــــــطراب الأفكـــــــــــــــار يتولد من نهم البطــن ،
وهكذا الجهل ، وحيرة العقل تتولدان من كثرة الكلام ،
والأحــــاديث التي بلا ضـــــــــــابط .


الاهتمام بالأمور العالمية يقلق النفس ، وبسببها يتخبط العقل ،
                            ويفقد هدوءه ، ويبعد عن طريق الحق .


فينبغى على الراهــــــب الذي تجــــــــرد للفلاحـــــــــة الســـــــــمائية ،
                             أن يكون فكره على الدوام بغير اهتمام عالمى
حتى عندما يفحص ذاته لا يجــــد فيهــــــــا شــــيئاً منـــــــــــه لأنــه
                             إذا بعــــد عـــــــــن الأخــذ والعطـــــــــــــاء ،


وقاطع الأمور العالمية أمكنه أن يهذي فى ناموس الله ليلاً ونهــاراً ،
                                               من غـــــــــــــير تشـــــــــتت ،
وهذا يكــــــــون :
                      إذا عكف عـــــــلى التفــــرس في ذاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
                    وألا يأتى إليهـــــــا بشــــــــيء من الأشياء المنظـــــــــــــــــورة ،
                                                           ولا حـــتى ذكـــــــــــره لهــــــــــا ،
                   لأن بانقطاعه عنها تماماُ يتمكن من أن يتلو اسم الرب بغير تشتت .


الجهاد الجسدى ( مثل الصوم والنسك ) الخالي من طهــــــــارة العقـــــــــــــــــــــل
                                                               كرحم عاقر وثــــدي يابســـــة ،
لأنه لا يقدر على الدنو من معرفة الله ،
وإنما هـــو يتعب بالجسد بلا نفـــــع .


وهذا يشبه الزرع بين الشــــــــوك لا يرجى منه حصاد ،
ومثال ذلك  الحقود ، ومحب المال لا يجنى فائدة روحية من اهتمامه بالجهاد الجسدى ،
                                          ولو كان يتنهــــــــــد على مضجعـــــــــــــــــــــــــه ،
والكتاب يشهد ويقول :
" إنهم يلمسون حقــــــاً وعدلاً لشعب يصنع البر  
 ولا يتوانى فى واحــــــدة من وصايا الـــــــرب
 ويؤثــــــــــرون الدنــــو مني أنا الله قائــــلين :
لأى حـــــــــــــــال صمنـــا فلم تلتفـت إلينـــــــا ،
ووضعنا ( أذللنا ) أنفسـنا ولم تعـــــــــــــــلم "
فيجيب :
لأنكم صنعتــــم إرادتكـــــــم في أيام أصوامكــم ،
    أغراضاً ذميمـــــــــــــة وأفكاراً رديــــــــة .
                                        ( أش 58 : 2-4) .


فعملهـم هــــــــذا يشبه المحــــــــــــرقات التي تقدم بضمائر رديئة للأصنام ،
فتمسكتم بضمائر رديئة وأفكـــــار شــريرة فـى أنفســـــــــكم كأنها آلهـــــة ،
تذبحون لها حريتكم ، وهى خليقة بأن تنذر لـي لأفعـــــــالكم الصــــــــالحة ،
وطهارة قلوبكم كالأرض الصالحة المهيأة التي تســـــــــــر زراعتهــــــــــا ،
                                                   بأن تغل له بــدل الواحــــد مـــائة .


النفس المستنيرة بذكر الله ليـــــــلاً ونهــــاراً ، وبمواصلة الســــــــــهر فـــــي ذلـــك ،
                     فإن الرب ينشئ على قاعدتها وحواليها سحابة تظللها فـــــي النهار ،
                     و تزيـــل ظلامها فى الليل ، ومن داخل ظلامهـــــــــا يشرق النــور .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق