الميمر الثالث ( 2 )
نقــــــاء العقـــــــل :
اضـــــــطراب الأفكـــــــــــــــار يتولد من نهم البطــن ،
وهكذا الجهل ، وحيرة العقل تتولدان من كثرة الكلام ،
والأحــــاديث التي بلا ضـــــــــــابط .
الاهتمام بالأمور العالمية يقلق النفس ، وبسببها يتخبط العقل ،
ويفقد هدوءه ، ويبعد عن طريق الحق .
فينبغى على الراهــــــب الذي تجــــــــرد للفلاحـــــــــة الســـــــــمائية ،
أن يكون فكره على الدوام بغير اهتمام عالمى
حتى عندما يفحص ذاته لا يجــــد فيهــــــــا شــــيئاً منـــــــــــه لأنــه
إذا بعــــد عـــــــــن الأخــذ والعطـــــــــــــاء ،
وقاطع الأمور العالمية أمكنه أن يهذي فى ناموس الله ليلاً ونهــاراً ،
من غـــــــــــــير تشـــــــــتت ،
وهذا يكــــــــون :
إذا عكف عـــــــلى التفــــرس في ذاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
وألا يأتى إليهـــــــا بشــــــــيء من الأشياء المنظـــــــــــــــــورة ،
ولا حـــتى ذكـــــــــــره لهــــــــــا ،
لأن بانقطاعه عنها تماماُ يتمكن من أن يتلو اسم الرب بغير تشتت .
الجهاد الجسدى ( مثل الصوم والنسك ) الخالي من طهــــــــارة العقـــــــــــــــــــــل
كرحم عاقر وثــــدي يابســـــة ،
لأنه لا يقدر على الدنو من معرفة الله ،
وإنما هـــو يتعب بالجسد بلا نفـــــع .
وهذا يشبه الزرع بين الشــــــــوك لا يرجى منه حصاد ،
ومثال ذلك الحقود ، ومحب المال لا يجنى فائدة روحية من اهتمامه بالجهاد الجسدى ،
ولو كان يتنهــــــــــد على مضجعـــــــــــــــــــــــــه ،
والكتاب يشهد ويقول :
" إنهم يلمسون حقــــــاً وعدلاً لشعب يصنع البر
ولا يتوانى فى واحــــــدة من وصايا الـــــــرب
ويؤثــــــــــرون الدنــــو مني أنا الله قائــــلين :
لأى حـــــــــــــــال صمنـــا فلم تلتفـت إلينـــــــا ،
ووضعنا ( أذللنا ) أنفسـنا ولم تعـــــــــــــــلم "
فيجيب :
لأنكم صنعتــــم إرادتكـــــــم في أيام أصوامكــم ،
أغراضاً ذميمـــــــــــــة وأفكاراً رديــــــــة .
( أش 58 : 2-4) .
فعملهـم هــــــــذا يشبه المحــــــــــــرقات التي تقدم بضمائر رديئة للأصنام ،
فتمسكتم بضمائر رديئة وأفكـــــار شــريرة فـى أنفســـــــــكم كأنها آلهـــــة ،
تذبحون لها حريتكم ، وهى خليقة بأن تنذر لـي لأفعـــــــالكم الصــــــــالحة ،
وطهارة قلوبكم كالأرض الصالحة المهيأة التي تســـــــــــر زراعتهــــــــــا ،
بأن تغل له بــدل الواحــــد مـــائة .
النفس المستنيرة بذكر الله ليـــــــلاً ونهــــاراً ، وبمواصلة الســــــــــهر فـــــي ذلـــك ،
فإن الرب ينشئ على قاعدتها وحواليها سحابة تظللها فـــــي النهار ،
و تزيـــل ظلامها فى الليل ، ومن داخل ظلامهـــــــــا يشرق النــور .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق