الميمر الحادي والثلاثون ( 10 )
نصــــــائـــح
إذا أعطيت محتاجاً شيئاًٍ ما ، فلتسبق العطية بشاشة وجهك ، وعز حزنه بلطيف كلامك ،
فإنك إذا ما صنعت هذا فإن وقع بشاشتك فى قلبه أعظم من عطيتك التي بها يقيم أود جسده .
إذا فتحت فمك بانتهار ما ، وطعنت إنساناً فاعــــــلم أنك مــــــــائت عن اللــــــــــه ،
وباطلة كل أعمالك ، حـــــــــــــتى لو ظننت أن البــــــــاعث على الكلام هو التقويم والبناء .
يا ليت شعرى ، أية ضرورة تلجئ الإنسان لهدم مبناه ويأخذ في بناء رفيقـــه وتعليمــــــــه.
فى اليوم الذي يكون لك فيه حزن جســمانى أو نفسانى من جهة إنسان مريض بوجه من الوجــــوه ،
ســــواء كان مـــن أخيار النــــــــــــــــــاس أو من الأشرار ، فاعتقد أنك شــــــــــهيد في ذلك اليوم ،
وكن بمنزلة متألم من أجل المسيح ، ومستعد للإعتراف به ،
وتذكر أنه مات من أجل الخطـــــــــاة لا من أجل الأبــــــــرار .
تأمل عظم مقــــدار هذا الأمـــــــــر وهو أن يحزن الإنسان من جهة الأشـــــــــــــرار ،
وأن يحسن إلى المجرمين أكثر من الصديقين والرســـــول ذكــــر أن هذا يستحق التعجــــب .
إن قدرت أن تكون باراً بنفسك فلا تصرف الاهتمام بأن تطلب براً من شيء آخــــــــــــــــــر .
لتتقدم عفة الجسد وطهارة الضمير كل ما يختـــــــص بـــك ، وفي كل ما تفعـــــــــــــل ،
لأن بــــــــــدون هذيــــن يكــــون كل عمل باطلا أمام الله .
كـــــل عمل من غير روية وفحـــص ومن غير مشـــــــــورة ،
فاعلم أنه باطل ولو كان لائقـــــــــــاً لأن الله يلتفت إلى الــــبر الذي بتمـــــــــييز ،
ولا يلتفت إلى فعل يشوبه غرض وقصد ( ويعتبره ) فوضى ، وأنه كيفما اتفق ،
صديق غير حكيم كسراج فى شــمس . ومشير أحمق كمرشد ضرير .
صلاة الحقود كبــــــــــذار ألقــــــــيت على الصخر .
ناسك غير رحيم كشــــــــــجرة لا ثمرة فيها .
تبكيت صادر عن حسد هو كسهم مسموم . ومديح الغاش فـــــــــــــــــــــــــــخ .
محادثة الفضلاء ينبـــــــــــــوع عـــــذب . ومجالسة غير الحكماء تفتت القلب .
مشـــير حكيـــم كســــــــــــــور رجـــــاء . وصديق جاهل ذخيرة خســـــــارة .
الأفضــل مشــــــــاهدة النادبـــــــات فـي بيت البكـــــــــــــــــــــــــــاء ،
مـــــن رؤيــــــــــة حكيــم تابع لأحمـــــــــــــــــــــــــــــــــق .
الأفضــل لـــــك الســـــــــــــــــــــكنى مع الوحـــــــــــــــــــــــــــــوش ،
عـــــن الســــــــــــــــــــــكنى مع من كانت تصرفاتهم رديئـــة ،
وعن حكيم فى عينى نفســـــــــه .
جــــــالس المجذومين لا المتعظـــــمين .
جــــالس الضبــــــــاع دون الشره الذى لا يكتــــــــــــــــــــــــــــــــــفي .
وتحدث مع الخنــازير ذات الحمأة أفضل من فم الشــــــــــــــــــــرهين .
أن تكـــــــون خليلاً للقتلة أفضل من تحب الخصام والمشاجرة .
كن مطروداً لا طـــــــــــــــــــــــارداً . أصــــــــــــــــــلب ولا تصـــــــلب .
تظـــــــــلم ولا تظــــــــــــــــــــــــــــلم . ليقـــــــــــــع بك ، ولا تقع أنت بأحد .
أسلك بالدعة ولا تحتد وتنافس فى الشر . أذكر أفضال الغير ، واترك الحقـــــد .
لا تعامـــــــل الناس مثل معاملتهم فهذا ليس من تدبير سيرة المسيحيين ،
ولا ذكرها مســــــــــــطر في تعاليــــــــم المســـــيح .
افـــــرح مع الفرحين ، وأبــك مـــع الباكين ، فهــــذه علامة النقـــــــــاوة .
امرض مع المرضى ، ونــح مـــع الخطاة ، وافــرح مـــع التائبــــــــين .
شارك الكل فيما يعرض لهم ، ولكن ابتعــــــــــــــــــد عــــن الكل بجسدك .
صر صديقاً لكل إنســــــــان ، ولكن كن وحــــــــدك فى فكرك ( لا تغير طريق جهادك ) .
طــــــوبى لمن ابتعـــ ــــــــد عـــن الكل بالمناجاة مع سيده .
لا توبــخ أحدًا ، حتى الأشرار جداً لا تعيرهم بسيرتهم .
اســـــــبل ثوبك عــــــلى المذنب ، واستره إن كـــــــــــــــــنت لا تقدر على حمل ،
ووضــع أوزاره على نفســـــك ، وتقبل التــــــــــــــــــــــأديب والعـــار بســـببه .
لا تخاصم من أجل البطــــــــن ، ولا تبغض من أجل أن تكرم ، ولا تحب الرئاسة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق