مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل
السبت، 18 مايو 2013
اقتناء القداسة ـ مفتدين الوقت ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزءالاول .
صلاة اللسان وصلاة الروح ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزءالاول .
ما هو المتوحد، وما عمل سيرته ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزءالاول .
الميمر السادس (4)
ما هو المتوحد ، و ما عمل سيرته
إنسان قد ترك العالم و كــــل مجــــــــده
و غناه ، و ربحـــه ،
و أخْذه ، و عطاءه ،
و بلده ، و أقـاربه ،
و انتقل إلى المجــامع و الأديـــرة ،
أو الجبال و البراري ،
يجلس في السكون ، و يعمل بيديه و يقوت نفسه ،
أو تعطى له صدقة من المؤمنين حسب عوزه فقط ،
و يعبـــد الله ليـــلاً ونهـــــاراً .
معانى سيرة السكون ـ ميامر مار اسحق ( الميمر السادس ) ـ الجزءالاول .
الميمر السادس ( 5 )
في معانى سيرة السكون
الابـــواب الثلاتـــــــــــــــة
+ فلنحترص أن نقتني بالسكون سكوناً ،
و هذه الأشياء تحصل للــــــــذي تعب و أطاع بغرض مستقيم ،
الابـــواب الثلاتـــــــــــــــة
+ فلنحترص أن نقتني بالسكون سكوناً ،
أعنى أننا بسكون الجسد .
نمســـــك سكون النفس .
و الجحود بالنفس الذي
قال عنه المسيح :
« أن نرفض كل شيء و نتبعه » ، هو
أن يكون قلبنا في السكون .
فإن لم يداوم المتوحد على هذا (الحرص ) في قلايتـــــه ،
يكون كالذي يبني و يزيــــن بالشمال من ناحيـــــــــــــة ،
و هو من ناحية أخرى يهدم باليمــين و يعدّ خراباً لما بناه .
لأنه يحترس من الأمام لئلا يُطعن و يُجرح ،
بينما هو يُســلب من ورائه و لا يحـــــس ،
و مثلما يلوم أنبا إشعياء جهالتنا وعدم معرفتنا ،
إذ نكون هادئين في القلاية ( بالجســــد فقط ) ،
بينما إنساننا الداخل يطوف في النجاســــــة .
أعنى أن الإنسان :
يُقاسي الأحزان و الضيقات داخل السكون ، و ينام على الأرض و يصلى ،
و يتحمل
أحــزاناً كثيرة من أجــل المسـيح ، و لا الفـــــــــــــــــــــــــرح
.
و نتحتمل
الضيقات التي تلاقينــا في السكون بمحبـــــــــة
،
و لاحفظ الوصايا بالظاهر ، و نحن في الخفاء خاضعين للآلام ،
و بالأفكــــــار الرديــــــــــة نفسد الأعمــــــــال الصالحـــــه .
+ ثلاثة
أبواب مفتوحة ،
إذا أغلقناها وأصبحت تحت سلطاننا ،
فإننا نجد الملك المسيح داخل منها ،
و هى : باب القـــــــــــــلاية ،
و باب الحـــــــــــواس ،
و باب القلب الجواني .
و لا نقـدر أن نغلــــق .
البــــــاب الأوسط ( أي باب الحواس ) ،
إن لم نغلق البراني ( أي باب القلايــة ) ،
و لا يثبـــت الجواني ( أي باب القلــب ) بحفظ حقيقي ،
إن لم نحترس في الذي هو خارج منه ( أي الحــــواس ) .
لأن هذه الثلاثة مرتبطة
بعضها ببعض ،
و لا
يمكن غلق الجواني بدون الاحتراس باللذيْن هما خارج منه ،
و لا
هذان الخارجيان منه يكون في العقـــل قـــوة للتحفظ بهمـا ،
إن لم
يحترس بحفظ الجواني ،
لأن به
يكمل حفظهما ، وهو المحتفظ بهما في الحقيقة .
و لهذا إن لم يحفظ الحارس باب الجواني (أي باب القلب) ،
فاللذان هما خارج منه ( أي باب الحواس و باب القلايـــة ) ،
يثيران عليه اضطراباً و سجســـاً كل وقت .
و لأن المــلك يســكن
في البــــلاط الــذي داخـــــله ،
فإن كان الذهــن المتيقـظ يحـرس أبوابـه بغير فتــــور ،
فهو يأخذ من الملك سلطاناً لأجل مداومتـه على بابه ،
ويكون مخوفاً ذا هيبة ورعب على جميع من يحسدونه
- الذين هم من خارج -
لأجل
تداخله مع الملك المسيح ،
و إذا ما نظروه أو سمعوا
صوته هربوا و اختفوا .
+ و يشهد على كلامى هذا،
ذلك الشيخ القديس الذي قال:
« يوجد من يجلس في القلاية مائة سنة ،
ولا يعرف كيف ينبغي الجلوس فيهــــــا » .
أعني الذي لا يغلق باب القلب الجواني ،
الذي يسكن المســيح الملك داخلـــــه ،
بينما هو يحارب لكي يغلق
البابين الخارجـــيين بتعـــب كثير و عـــناء.
+ و
أما نحن فإننا كالحكماء العارفين
بالطريق التي تقطع الدورات الكثيرة في الجبــال ،
نحترس بجلوسنا داخل القلاية
أن نغلق الباب الذي يحل داخــــله المســــــــــيح ،
و إذا ما أغلقناه جيداً، ندنو
بعد ذلك للمفاوضة
معه .
فإن كنا نفحته قدام كل أحد من كثرة الداخلين و الخارجين ،
فلا الملك يكون له وقت ليدخـــل ،
ولا نحن نجد فسحة للكلام معه .
لأنه ما دامت هذه الأبواب لم تُغلق من عارفي الحق ،
فلا يكون للقلب هدوء ،
لا من أحد الأفكار ولا
من أحد الآلام،
لأن العقل الناطق لا يقدر أن يبطـل.
+ فإذا
تجلَّد المتوحد داخل سكون القلاية بالغرض الذي ذكرناه ،
وكان معتنيـــاً بهذيــن الأمرين بإفــراز وحكمـــة، اللذين هما :
تعب الجســــد،
و الاتضـــاع ومحقــرة الــذات في كل وقــت ،
لا يمكــــث كثــــيراً إلا و يوجَب له ســــلطان مـــن العــــــلاء ،
لكي بغـــير تعـب - داخلا وخارجاً -
يحفظ كنزه بغير انســــلاب .
+ ليس فقط الآلام هي التي تعوق
الذين يقاتلون حتى الدم داخل السكون ،
بل و أيضاً الأفكار الساذجة التي مثل خفافيش الليل
تلزق أظفارها في سقف بيت العقل،
ولو أنـــه ينظفهــــا كثــــيراً
بقـــــوة،
فهي لا تمضي من أجل ما تَقدم لها (أي بسبب
سلطانها السابق).
أما الآلام فيدفعها المتوحد
عنه بواسطة الفضيلة ،
أعنى بالعمــــل
والاتضـــــاع كمــــــــا قلنـــــــــا ،
وأمــــا الأفكـــــار
الســــاذجة ،
فيدفعها عنه بتاورية الروح التي تظهر له
في الصلاة،
أي بواسطة الراحة التي ذكرنا أنها تتوجب له
بسلطة داخلاً و خارجاً.
و هذه الأشياء تحصل للــــــــذي تعب و أطاع بغرض مستقيم ،
و اتضع وخضع في وقت المجمع ،
إذا لم يكن له غرض آخــــر ما خلا النظــر الدائــم إلى
المسيح ،
و هو يصلي أن تكون جميع
تصرفاته حســــــــــب إرادتـــــــــــه .
+ لأن
كل من يجلس في القلاية ، و هـــو لم يغـــــلق بابه جيداً ،
فإنه يتقلّى بداخلها كمن هو بالجحيم ، و لا يكون لفكره راحـة .
و إذا ما خرج
من قلايته ،
لا يقــدر أن يمسك ذاته لا بالحواس و لا بالحــــــركات الداخلية ،
و يبقى مثل حجر
نجس في أســـواق
المدينة قـــدام كل أحـد .
لأنــــــه في الأيام التي كان ينبغي له أن يكـرِّم و ينيِّح كل أحـد ،
كـــــــان منتقماً قاســياً و طالبـــاً كرامـات في غـــير وقتهــــــا ،
أو أنــــه كان يخــدم و يكـــرِّم و ينيِّح الآخرين لأجل غــيرة مـــا ،
و ليـس بغــــــــرض و قصد مستقيم و محبة حارة .
+ كل من في أيام عبوديته
ــ أعنى
طاعة المجمع ــ
مشى
باستقامة من غير تهـــاون أو إهمـــــــال ،
و تأمل بفكره بغير انقسام
بهذيذ الأمور الصالحة ،
و هو يأمل بشــــوق وفــــرح
قـــــلب ،
و يفكر بماذا وكيف يزيد
على تجـارته ؛
فكلما
تتواتر عليه
التجارب و الصعوبات و الأشياء المحزنة :
وقت
جلوســـــــه في الســــــــــكون ،
فهي تضع
في قلبــــه رجـــاءً و عـــزاءً .
حتى ولو
ظن أنهــــــا مضغطــــــــــــة ،
فإن
حملها يكون خفيفاً عليه ، و يصبر عليها بفرح ،
هذا إذا
لم يتخلف عن غرض قصده الأول ،
و يشتبك
بشيء آخر غريب عن طريقــه .
و حتى إذا ما خــرج مــــن قلايتـــــــــه ،
فتلك الراحة التي له داخل
القلايـــــــة ،
تُكتب على :
عينيه و على فمه و على يديه و رجليه ،
و
باختصار فإنها :
تملك على
نفسه من داخل و على جسده من خارج ،
فلا
ينعــصر فكــره بشيء من أنــواع عمل الفضيـــلة ،
بل يكون مملـــوًّا فرحــاً و رجـاء بالله،و إيمانــاً في جميـع ما يصـــــادفه ،
و يتاجر (أي يربح) الحياة
بحكمته من
الأشياء التي يُظن أنها مخسِّرة .
و لأن
الرب جاد عليه بهذا ، و أخذ منه ســـلطاناً ،
فمــا
تستطيع العوارض المضادة المناصبة للحق ،
أن تســـلبه
حريته ، لا من داخـل و لا خـارج .
و هو يعترف كل يوم بقلب
منسحق متضـع ،
و بحركات متطأطئة لله،
مُبرِّرة لــه ، و يقول :
« أبي الذي أعطاني هو
أعظم من الكل،
و لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي شيئاً ».
فـــلا يكون له
في فكــــره أبــــــــداً حركــة تهـــدس بشــيء ،
كأنــه من أعماله و استقامة قصده
و جد مثل هذا السكون ،
بل إن الــــــــرب هو الذي أعطاه هذا .
حتى إنه
ليــس فقـــط إذا كان جالساً داخـل قلايته ، بل و إذا كان خارجهـا ،
فهو يقهر الآلام البرانية التي
بالحواس ، و ذلك
بتوجيب (أي بفعل) النعمـة ،
و بواسطة عمله الخفي الذي من داخل ، مثلمـا علَّم الأنبـــا أرســـانيوس .
+ فالسكون الحقيقي هو
حفظ القلب الذي يولد من الطاعة و الاتضاع ،
و من سكون الجســـد و من توجيب النعمـــة .
و لمـــــا وجــــــــــــــد آباؤنــا القدمـــــــاء هــــــــذا ،
فمنهــــم من كــــــــان يطوف في المدن و الشـوارع ،
و أظهروا
في نفوسهم ســــــيرة
كامـــلة بالجســد ،
مـــــــــــــــــــــــــــــع حفــــــظ حقيقـــي بالعقــل ،
الشيء الذي إنما يُعمل في
البراري القفرة و المواضع غير المسكونة .
و قـــــــد :
ضبطوا (السكون) في ســــائر أنـــواع إفرازات أعمالهم ،
ضبطوا (السكون) في ســــائر أنـــواع إفرازات أعمالهم ،
و وضعوا هذا
العمــــل كالإيماج و العلم تجــــــــــــاههم ،
و صوَّبوا سيرتهم نحــــــــــــــــــــــوه ،
و اقتنوا قـــــلاية يدخلونها كل وقــت ،
و بيتَ ملجـــــــأ يستترون فيه من المنـــافق الشـــرير ،
هي (أي القلاية) معرفـــة المســـــــيح المقدســـــة ،
و هم على الدوام قائمون بالســـــــكون داخلاً و خارجاً ،
و يتشــــبَّبون بنـــــــــور وجه المسيح .
الذي له المجد و علينا رحمته إلى الأبد آمين
.
5 ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)