الميمر السادس ( 3 )
صلاة اللسان و صلاة الروح
+ الــــــذي يداوم ترتيل المزامير بالـــروح بلا طياشـــة ،
الذهاب الى :
صلاة اللسان و صلاة الروح
+ الــــــذي يداوم ترتيل المزامير بالـــروح بلا طياشـــة ،
يمتـــــــــــــلئ
مـــن الــــروح
القــــــــدس .
أما
الذي باللسان
فقط يصلى و
يزمر دائماً ليلاً
و نهـاراً ،
فهــــــــــــــو بـــار ، و بعد ذلك يصير روحانياً .
لأنــــــه إذا داوم على هـذا العمـل الظاهر ليلاً و نهاراً
مدة من الزمان :
بصـــوم كثــــــــــــير , و تزمير باللسان .
و صـــلاة و نســــــك , و أعمال صعبـة ،
فـــــإن نفســــه تمتـــلئ
من ذكـــــــر
اللـــه ،
و يخــــاف
و يرتعب من الدينـــــــــــونة ،
و يحسب كل النــــاس أخـــــــير منــه ،
و إذا نظـــر أعمــال الناس ،
و رأى إما
زانيـــــــاً أو فاسقاً أو ظالمــــــــــــــاً ،
فإنــــــــــه يعتــبرهم أخـــــــــــير منه ،
و ذلك مـــــــــــــن ضمير قلبه الخفــــــــــــــي ،
و ليس بالكــــلام الظـــــــاهر ،
و ليس بالكــــلام الظـــــــاهر ،
بل
إنه يتقــــــــدم إليهــــــم و يســـــجد قدامهـــم ، و يتضـــــرع قائــــــــــلاً :
صلوا عليَّ فإني خاطئ ،
و قد
أذنبت كثيراً قدام الله ، و لم أوفِ عن ذنب واحد .
فعندما
يبلغ الإنسان إلى هذه و أكـــثر منهـــا ،
حينئذ
يبلـــــغ أن يزمِّـــر قدام الله بترتيل الروحانيين .
+ إن الله بالسكوت و بالصمت
يصلَّى قدامه بذلك الترتيــــل الموافــــــــق لــه .
و إن كان أحد يسكت عن تزمير اللسان ،
و ما
قد وصل بعد و لم يعرف
أن يزمِّر بالعقل
والروح، فهو بطال ،
و يمتلئ من الأفكار
الردية؛
لأنه سكت
بالظاهر ،
و هو
في الخفاء لا
يعرف أن يزمِّر من داخل ،
ذلك لأن لسان إنسانه الجواني لم ينبسط ( بعد )
لكي
يرتل و يلغلغ (كالطفل ) خفية .
+ إن الصلاة التي يشير إليها الآباء ليست هي بالكلام فقط ،
ولا بالكلام
تتعلمها؛ لأنك
لست قدام إنسان تصلي ،
بل
قدام الذي هو روح أنت ترسل حركات صلواتك .
لأن الله هو
روح، فلهذا ينبغي أن تصلي
أمامه بالروح .
( والصلاة بالروح ) لا تطلب موضع الذي يصلي ،
و لا نطق اللسان ؛
لأن الصلاة الكاملة لا تطلب
موضعاً .
هذه الصلاة
الروحانية هي
داخلة عن اللسان، وعميقة عن التزمير ؛
وإذا
ما أراد الإنسان أن يصلي بها
يغطس ويتداخل عن الكلام واللفظ ،
وفي بلد
الملائكة يقوم، كعربون ،
وبغير كلام يقدِّس
مثلهم .
فإن
سكت عن هذه
الصلاة،
وبدأ بصلاة
اللسان ،
خرج عن بلد
الملائكة، ومن
التشبه القليل بهم .
فإن كنت أيها
الأخ ما
بلغت لهؤلاء،
وبلدك مازال بعيداً منهم،
فاثبت الآن في العمل
البراني ،
وصلِّ وزمر بالصوت واللسان قدام الله
بخوف وحب، حتى تصل إلى المحبة .
+ خَف
من الله بالعدل
لكي
تؤهَّل أن تحبه
الحب الطبيعي
الذي أُعطيناه بتجديدنا .
و
لا تكن كمن يتلو كلام الصلاة خارجياً فقط ،
بل جاهد واعتنِ أن تكون أنت ذاتك كلام الصلاة .
لأن التلاوة ليس فيها نفع ،
إلا أن يتجسد
الكلام بك ويصير
عملاً ،
و تبقى في العالم إنسان
الله .
لأن الضمير إذا ارتبط بالقراءة والصلاة ،
فإنه يتقوى ولا يقبل زرع أفكار الشرور ،
ويصير فوق كل فخاخ الشيطان .
لأن حرارة
الصلاة و الهذيذ
يحرقان الآلام والأفكار كما بنار، بالرجاء بالله .
فهذا التدبير ( أي ربط القراءة بالصلاة )
يُقني للراهب
أجنحة،
ويبلغ العقل
الروحاني الذي
به يخدم الروحانيون .
+ و كما أن الذين آمنوا
بالمسيح عندما ظهر في العالم
هم أولاً أخذوا طباً حقيقياً لأنفسهم و أجسادهم ،
هكذا أيضاً الذين يحفظون وصاياه ،
عندما يظهر في ذلك العالم، ينالون مجداً وكرامة .
و بقيـاس ما تنظـر الطفل الطبيعي ،
هكذا بالمثل أيضاً انظر في الطفل الروحاني .
فمثلما هو ساكت لسان الطفل
الذي لم يعرف الكلام بعد ،
ولسانه موضـوع في فمه وليس له حركة الكلمة ،
هكذا أيضاً لسان
العقل هو
صامت من كل كلام ومن كل اهتمام،
وهو موضوع ومعدّ فقط
أن يتعلم تلغلغ وهجاية الكلام الروحاني .
+سكوت اللسان، و ثمَّ سكوت جميع الجسد
و هناك
سكوت النفس ، و سكوت العقل ، و سكوت الروح .
سكوت النفس ، و سكوت العقل ، و سكوت الروح .
صمت اللسان : هو إذا لم يتحرك بكلمة ردية .
صمت الجسد : هو إذا بطلت جميع حواســه .
صمت النفس
: هو إذا لم تنبــــع فيهــــا الأفكــار المرذولة .
صمت العقــل
: هو إذا لم يهدس بمعرفة وحكمة مخسِّرة .
صمت الــروح
: هو
إذا ما هدأ العقل حتى و من الحركات الروحانية التي للكائنات
إذا ما هدأ العقل حتى و من الحركات الروحانية التي للكائنات
و تختلج كل حركاته بالأزلية فقط ، بدهش السكوت عليهــــــا
هذه هى الدرجات و المقادير في الكلام و الصمت
أما أنت فما بلغت إليها الآن ،
و لأن بلدك بعيد منهـــــــــا .
.صلاة اللسان ورتل قدام الله بالصوت .
.صلاة اللسان ورتل قدام الله بالصوت .
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق