الميمر الخامس ( 13 )
فضائل الجهاد و طهارة العقل
هاتان الفضيلتان و هذان العملان اللذان بهما ،
تنجمع و تنحصر سائر أعمال الفكر و فضائل
النفس جميعها ،
تولّدان موهبتين و عطيتين روحانيتين ،
محدودة بهما جميع المواهب الإلهية ،
و محصورة فيهما
جميع عطــــايا الــــــــــروح ؛
لأنهما لا يُعملان بالجسد، و لا يُفلَّحان بالنفس ،
بل إنما يحظى بهما الإنسان إنعاماً بقوة الروح القدس ، و همــــــــا :
أما إذا كــــــــــــنت طائشــاً بالأفكــــار ،
و لكن أولاً أَتْعِب جسدك و نفسك وقتاً معلوماً بالصلوات التي بلا فتـور ،
و لو أن يطيش فكرك ، فبعد هـذا تؤهَّــــــــــل للصلاة التي بلا طياشة .
« إن النية الصالحة بالصلاة توجد ، هكذا
أيضاً الصلاة بالنية الطاهرة توجد » .
الذهــــاب الى :
+ فضيلتان تحبسان و
تجمعان كل الفضائل ،
و منهما
تقــــــوم و تكمـــــــــل
كل سيرة
العقــل ،
و منهما
يقتنـــي الإنســـــــــــــان طهارة العقــل ،
و همـــا
اللتان يحتاج إليهما ترتيب سيرة السكون ،
و همــا :
الصــــلاة بلا فتور و لا طياشة
،
و هــــدم لمح أفكار الآلام و مجاذبات الشياطين حالما
تظهر ،
و يحــــس أنهــــــا قـــــد تحـــركت فــي القــــلب .
و يحــــس أنهــــــا قـــــد تحـــركت فــي القــــلب .
هاتان الفضيلتان و هذان العملان اللذان بهما ،
لأنهما لا يُعملان بالجسد، و لا يُفلَّحان بالنفس ،
بل إنما يحظى بهما الإنسان إنعاماً بقوة الروح القدس ، و همــــــــا :
حركة روحانية
تحرِّك بلا فتور حركات النفس بحــــرارة حب الله الكامل ،
و نظرة
نــــور
مجد ربنا يســـوع
المســــيح باستعلان الـــروح القدس .
+ إن
كنت ، يا أخي ، تحب تدبير السكون ،
و ينـــــــــــــــــير عقــــــلك ،
و تتلطف
حركات نفســــــك ،
و تـــدق
لتتفرس في حركات الآلام المنتبهة فيك من تذكــار خطاياك القديمة ،
و لترصد
ما يأتي عليك من مجاذبات الشياطين التي تُسمى أفكاراً شـيطانية ،
حسب قول الأب إشعياء و مار أوغريـس ،
تلك التي ليــس لها عليــك
ســــلطان ،
إلا لكـــــي تذكِّــــــــرك
بالخطيــــــــــة ،
و تخضِعك بمجاذباتهــا
للتنــازل معهـــا ،
إما بذكر امــرأة بســماجة الشــــــهوة ،
إما بذكر امــرأة بســماجة الشــــــهوة ،
أو بتذكر
أخاً أحـــزنك، مع بقيـــة الآلام ؛
فتعلَّم
كيف يكون القتال والجهاد معهم؛
لأنه ليس في سائر
المعارف كمثل أن يفهم الإنسان آلامه ،
و يقاتل
معهــــــا و يســـــــتعبدها لســـــــــــــيادة إرادته .
فمن هذا المصاف يقتني الإنسان
سريعاً نقاوة القلب و ينظر الله .
+ اقرأ و افهــــــــــم و اعــرف
ما هي طهـــــارة العقــل ؟ ،
و مما
تُقتنى , و ما
هي الآلام , و ما الذي يولد منها ،
و بأي
أعمال , و بأي
جهــــــاد يغلبهـــــا الإنســــان ؛
لكي تقهر
كل قتال في وقته ، إلى
أن يُعطى لك الإفـــــــــراز الروحـــــــــاني ،
الذي به تقدر أن تفـــرز بدقة ، بلا
ضلالة ، مجاذبات الشياطين من أفكار الآلام .
و اعلم أنه ما دمت :
متيقظــاً حريصــــــــــــــــــاً في صــــــــــــــــــــلواتك ،
متيقظــاً حريصــــــــــــــــــاً في صــــــــــــــــــــلواتك ،
و مجتهداً في تكميل قوانينك في
السكون بلا طياشــة ،
إن تحـــــــــرَّكت فيـــــك
الأفكــار الرديئــــــة ،
فاعرف بالحقيقة أنها ليست هي أفكار
آلامك ،
بــــــل هـــــــي مجـــاذبات
الشـــــــــياطين .
لأن أفكـــــــار الآلام
التي من العادات القديمة لا تتحرك في الإنسان ،
التي من العادات القديمة لا تتحرك في الإنسان
طالما كان متيقظـــاً في عمـــــــله
الروحـــــاني ،
و إن هي تحـــركت :
فســــــــــرعان ما تضمحــــــــــــــــــــــــــــل
فســــــــــرعان ما تضمحــــــــــــــــــــــــــــل
لأجل حـــــرصه في عمـــله و بغضتـــــه
لهــــا.
أما مجاذبات أفكار
الشياطين ،
فإذا كان الإنسان متيقظاً مجتهــداً في عمــــــل
الـــــــــبر ،
و خدمـــــــــــــــة
المزامـــــــــــير ، و صـلاة
أبانا السمائي ،
و كلام
التلاوة التي يرتبها من ذاته ، و يصلي بها بغير فتــور ،
إن أكــــــــل أو شــــــــــرب أو جلــــــــس أو مشـــــــــى
،
هذه الأعمال و
الصلوات تحرك الشـــياطين بالحسـد عليـه :
لأنهــــــــــم يخــــافون
لئـــلا يقتني قبالهم ســـــــــــلاحاً ،
و لأجل
هذا فهم على الدوام يُظهِرون له مجاذباتهم متواتراً ،
و يحرِّكـــون
فيه الأفكـــار , لعله يميل إليها و يتهـاون بعمله .
لأن هذه الثلاثة أشياء التي هي :
خدمـــــــة المزامــــــــير ،
و صـــــــلاة أبانا السمائي ،
و صــــــلاة التلاوة التي يركِّبها الإنسان ،
و يطلب بها الرحمة و العون و الخلاص ،
هذه الثلاثة أنواع من الصــــــــلاة هي
كمثل ثلاثة سهام تطعن الشياطين و تقتلهم .
أما إذا كــــــــــــنت طائشــاً بالأفكــــار ،
و متهــــــــــــــــاوناً في
تكميل خدمة الأوقات و قوانين السكون ،
فـــــــــــــــــــــإن أفكـــــــــــــار الآلام تتحــــرك في قلبـــــك ،
و تضغطــك أكثر من مجاذبات
الشياطين .
+ و مع
معرفة الآلام والجهاد مع مجاذبات الشياطين و هدم أفكار
الخطية ،
و
اعتنائك بنقاوة
القلب و حرارة
الضمير ، تعلَّم بالأكثر ،
بمحبــــة زائدة و أعمــال مفرزة بالعقل ،
الصلاة
التي بلا فتـــور و لا طياشــــــة ،
لأن بها محــــدودة كــــل سيرة العقل التي تطلبها شريعة الســـــكون ،
التي هي كما قلنا :
الصلاة التي بلا فتور و هدم الأفكار .
فلا ينبغي أن :
يتنعم الإنسان أبداً بإرادته،بانحلاله وتنازله مع
الخطية بأفكاره ،
و لو كــــان من اضطرار الجهـــاد وصعوبة العنــاد ،
و لو كــــان من اضطرار الجهـــاد وصعوبة العنــاد ،
بل يقتنـــــي للخطيــــة
بغضـــــة شـــــــديدة ،
لكي يحــلو له تدبير السكون ، و لا يتعبه الضجر .
+ و إن
كنت تقتني هذين الأمرين ،
أعني الصـــــــــــلاة التي بلا فتور و لا طياشة ،
و طهارة الأفكار ،
فأنت تحظى بجميع ســـــــــــيرة العقـــــــل .
و لكن أولاً أَتْعِب جسدك و نفسك وقتاً معلوماً بالصلوات التي بلا فتـور ،
و لو أن يطيش فكرك ، فبعد هـذا تؤهَّــــــــــل للصلاة التي بلا طياشة .
لأنـــه إن :
لم تتعــــــب جســـــدك حسب قــوتك ،
لم تتعــــــب جســـــدك حسب قــوتك ،
و تفنــــــــي نفســـــك كــــل
وقـــــت ،
و في
كل مكــان و كــل فعـــل وحـــال ،
و لو أن فكرك يطيش لأنك بعد
مبتــدئٌ ،
فلن تُعطى لك الصلاة التي بلا
طياشة .
و إن لـم :
تعوِّد نفســك أن تهدم أفكار الآلام و الشياطين ،
تعوِّد نفســك أن تهدم أفكار الآلام و الشياطين ،
فلن يُعطى لك جمع العقل من
الأفكار الطائشة .
لأن بهاتين الفضيلتين (أي الصلاة
بلا فتور و طهارة الأفكار ) ،
ينحصر و يُحدُّ جميــع تدبــير
الضمـير ،
و هما مرتبطتان الواحــــدة بالأخـرى ،
و مركبتـــــــان و متحــــــدتان معـــاً .
و مركبتـــــــان و متحــــــدتان معـــاً .
و كمــــا أن :
طبع الجسد شيء، و طبيعة النفس شيء آخــــر ،
طبع الجسد شيء، و طبيعة النفس شيء آخــــر ،
و لأجل اتحـــادهما معــاً صــارا
طبيعـــة واحــــــدة ،
و من دون اتحادهما لا يكمــــــل لهمـــــا
فعــــــــل ؛
هكذا أيضاً :
هكذا أيضاً :
إذ الصــــلاة شـــيء و طهــارة الأفكـــار شـيء آخر ،
و لأجل
اتحادهما و اشــــتراكهما همــــا الاثنــــــين ،
يقـام منهما تدبير (واحد) يسميه آباؤنـا سيرة
العقل ،
فإن كل واحدة منهما محتاجـــة لتكميل الأخــــــرى ،
حسب قول القديس
مرقس :