الميمر السادس (4)
ما هو المتوحد ، و ما عمل سيرته
إنسان قد ترك العالم و كــــل مجــــــــده
و غناه ، و ربحـــه ،
و أخْذه ، و عطاءه ،
و بلده ، و أقـاربه ،
و انتقل إلى المجــامع و الأديـــرة ،
أو الجبال و البراري ،
يجلس في السكون ، و يعمل بيديه و يقوت نفسه ،
أو تعطى له صدقة من المؤمنين حسب عوزه فقط ،
و يعبـــد الله ليـــلاً ونهـــــاراً .
+ أما عمل المتوحد ، فهو :
الصوم من العشاء إلى العشاء ،و سهر نصف الليل، و صلوات لا تنقطع ليلاً و نهاراً،
و ضرب المطانيات و الســجود، و خدمة المزامير ، و قــراءة في كـــــتب الآبـــــاء ،
المســــــــــكنة و التجـــرد و البعد من كل شره و رغبــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
و النسك عن كل شيء ما خلا الخـــبز و الملــــــح و الطبيخ الساذج غير الدسم .
الرقــــــــــــــــاد على الأرض إلى وقت الشـيخوخة و المرض و الضعــــــــــــــــف ،
ثبات داخل القلاية في الدير،و من غير ضرورة أكيدة لا يخرج منها إلا إن كان للصلاة ،
أو لتناول الأسرار في يوم الأحد ، أو لأمر ضروري لأجل المجمــع .
البكـــــــــــــــــاء و النحيب و التنهــد ، و لبــــــاس الشـــــــــــــعر .
الرحمــــــــــــــة و محبـــــة الغربــــاء ، و غســــــل أرجــــــــــلهم .
الطاعة لسيدنا بحفـــــظ و صــــاياه ، و للآباء القديسين و كتبهم .
التواضع في كل شيء و احتقـــار الـــــذات ، و الازدراء بنفســــــــــــــــه .
حب لسيدنا بالأعمال، و لأهل تدبير سيرته ، و يكونون عنده كمثل الملائكة .
السكون والصمت و أن يكون غير محسوب عند نفسه .
الامتناع عن شرب الخمر ما خلا لأجل مرض أو ضعف ما ، أو حب القريب ،
و هذا إذا ما عرض إلى ثلاثة أقــــداح لا غـــــير .
ذِكر المـــــوت و الدينـــــونة المزمعـــــــــــــــــة . تكميـــــــل سبعة أوقات الصـــلاة .
الطــــــــــاعة و الخضوع للرؤساء و المعلـــــــم . خدمــــــة الضعفاء و عمل اليــدين .
حفظ الحواس و العفـــــــــــــــــة و الطهــــــــارة . الاحــتراس من طياشـــــة الأفكـار .
الفرح بالروح و الاحتمال والصبر و عدم الغضب . و مسامحة كل من يضره و يحـزنه .
التعـــــــــــــــــــــــري من الآلام و من كل شيء . الخـــوف قدام منــــــبر المســــيح .
و الهذيذ في الصلوات بالقلب و بسط اليدين إلى السماء .
و باختصار :
النسك و التوبة و محبة الأعمال مع بغضة النفس و الجسد إلى الموت .
فهذه الأشياء تنبغي للمتوحدين الذين خرجوا من العالم إلى الوحـــــدة.
هذا هو المتوحد ، و هذه هي سيرته .
و كل راهب لا يعمل هذه في ذاته حسب دعوته و حسب إسكيمه بكل مقـــدرته .
و كل راهب لا يعمل هذه في ذاته حسب دعوته و حسب إسكيمه بكل مقـــدرته .
مثلما أمر سيدنا و الآباء ، أن يحفظ و يعمل ، بل تهاون و صنع أمراً بإهمال و كسل .
فهو لا يؤهل للكمال و هو يسير في رتبة و منزلة العلمانيين .
طوبى
للذين يحفظون و يعملون ،
لأن
سيدنا إنما أعطى الطــــــــــــوبى للعمــالين ،
و ليــــــس للسامعين و القارئين الذين لا يعمـلون .
لهـــــــــذا
ينبغـــــــي ألا نفتخـــــــــــر بالاســـم ،
بـــــــــــــل نجتهـــــــد فـــــــــــــــــــي الأعمال ؛
، لأن
العمـــل هــــــو الــــــــــــــــــــــذي يـــــــبرِّر
. و لو كــــــان بلا شكل أو إســـــــكيم أو اســـــــم
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق