مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الجمعة، 17 مايو 2013

ما هى هيئة الصلاة الطاهرة التي بلا طياشة ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالسابع ) ـ الجزءالاول .


فصل يعرِّف بإيضاح و يفسِّر بإفصاح ,
ما هى هيئة الصلاة الطاهرة التي بلا طياشة ؟

+ ينبغــــــي للإنســـان الحكيـــــم 
إذا مـــــــــــا عـزم في قلبـــــــه أن 
يسعى في طلب شيء ما ضروري ،
وأحب تحصيل ذلك الشيء ، و اشتهى أن يقتنيــه ، 
ينبغي له ألا يعتمد على السـماع عنـه من خــارج  ، 
ولا يسعى في الحصول عليه بغير فحص و تفتيش ، 
و من غــــير أن يكـــــــون قــــد عــــــــرف 
أولاً ما هو هذا الشيء ؟ و ما هى هيئته ؟ 
لئلا إذا ما وقـــع في يــــده بالفعـــــــــــل ، 
فلعدم خــــبرته به يضيِّعــــه بســـــــهولة 

و لهـــــــذا ينبغي له أن يعتني بمعرفة ذلك الشيء ، 
و ماهيتــه معرفــــــة ثاقبــة لا ضـــلالة فيهـــــــــــا . 

فمتى عرف ما هو وما هي صفته ؟ 
سـيعرف كيــف يهتـــم باقتنـــائه . 

كما ويجب أن يعرف بتدقيق
                                    ما الـــــذي يســـــعى في طلبــــــه ،
                                    و ما هــــو الذي يقصــــده ويترجــــاه ؟ 
                                    و ذلك لئلا يطلبه بأمور غير مستطاعة ، 
                                    و ينتظــر تحقيقــــــه كأنه مســـتطاع .

+ اعلم، أيهــا الأخ المتتلمــذ للحـــق،
أن طهارة الصلاة وجمع العقل فيها هو
 هذيذ الفضيلة الحقيقي 
الذي يكون لنا باهتمام في وقت الصلاة.

وكما أن طهــــارة القــــلب التــــي من أجلهــــا يحــــــــذِّر الآبــــــــــــاء،
ليس (المقصود منهاأن يكون الإنسان بلا فكر ولا هذيذ ولا حركة تمامــاً،
بلا إن نقاوة القلب (في الحقيقةهي أن يكون القلب طاهراً من الشرور، 
يرى كل شيء حسناً، وينظر ويفكر بضمير الله. 

هكذا أيضاً هى الصلاة الطاهرة التي بلا طياشة، 
فهى لا تعني أن يكون العقل خالياً تماماً من كل فكر أو رَويَّة في شيء ما، بل أنه
 لا يطيش في الأشياء الباطلة و قت الصلاة.
وأيضاً ليس أنه : إذا طاش العقل في معاني الصلاح والأمور الجيدة، 
                      يكون حينئـــــذ قد بعـــد عن طهـــارة الصــــــلاة، 
بل إنه في وقت الصلاة يهتم بأشياء واجبة لائقة بضمير مُرْضٍ لله. 

ولا يُطلب من الإنسان 
أن لا تجوز فيه تذكارات (باطلة) عندما يصلى، بل أن لا يلتفت إليها، 
وأن لا يتفطن ويطيش فيها. فهناك طياشـــــــة رديئة
                                    وهناك أيضاً طياشة جيدة.
  + وأنت، أيها الأخ ، 
                      لا تطمع أن لا يطيش الضمير، لأن هذا غير مستطاع، 
                      بل (اجتهد) أن تكــــــــون طياشـــته في صــــــــلاح.

  لأن الصلاة الطاهرة إنما هي : 
                         أيضاً طياشة في شيء ما حسن وصالح؛ 
                         لأنها ذِكر وطلب لشـيء صـالح ضــرورى. 
  والطياشة الردية هي أن يطيـــش الإنســـان 
  بأفكـــــــار باطلة أو بهذيذ ما مخطئ وآثــــم، 
                       ويلحظ بهدسٍ (أي يراعىأفكاراً سمجــة وقــت صــلاته قـدام الله.

+ أما الطياشة الجيدة فهي :
               أن يهدس الضمير في كل مدة صـــلاته بالله و بمجده وعظمته، 
              يلحظ فيها و يطيش بالتذكارات التي من قـــــــراءة الكـــــــــتب 
  و أفهام الألفاظ الإلهية و  الأقوال المقدسة التي للـــروح

لأن
      الذي يجاهد أن يربط فكره بالطياشــة في هذه الأمــــــــور، 
أو أن العقل هو الذي يهدس بهامن تلقاء ذاته في وقت الصلاة، 
جهلٌ هو أن يعتبر هــذه الطياشـــة غريبــة عن طهارة الصلاة

لأن التذكارات النافعة التي (تنبع) من كتب الروح  ، و الأفهام وتصورات الأمور الإلهية 
التي تتحرك في القلب و قت الصلاة  ، 
هي ليست غريبة عن طهارة الصلاة و لا مبطلة لجمع العقل.

+ أن يكون الإنسان منقبضاً إلى ذاته ، و يتفرس بهـذيذ طلبته وسؤال صلاته،
   هــذه هـــي الصـــــلاة الجيــــــدة ، إن وافقت قصد و صايا سيدنا وغرضها. 
    وهذا النوع من جمع الفكر صالح هو جداً. 

  فإن كان (العقل) ينطلق من هذه الصلاة ويمتد للإلهيات 
  أو يهمّ بشيء فاضل من أفهام الكتب عن الله، 
  بما قيل لأجله خاصة، 
  أو ما قيل لعامة الناس بنوع السياسة والتدبير، 
  و يوماً بعد يوم تقع في الفكر مثل هذه الأمور كلياً أو جزئياً، 
  لكي منها يتحرك التمجيـــد لله من عمـــق القلب،
  أو الشكر والفرح بعظمته وبارتفاع تحننه ومحبته لنا. 

  فهذا النوع من الطياشة هو أفضل من الصلاة الطاهرة،
  وهو حد كل (نوع من أنواع) جمع العقل ومحاسن الصلاة.

+ وأمـا أن يكــــون الضمير خالياً تمامــاً من كل هـم  و فكـر، 
    فهذا هو صمت الفكـر وليس طهارة الصلاة . أن نصلي بطهــارة ، هــذا  شـــيء، 
    وأن يصــــــمت الفكــر من الطياشة والأفهام في كلام الصلاة ويبقى بغير حركة،   
    هذا شيء آخر (يختلف تماماً عنه). 

    وجـــاهل هــــو من يريـــد أن يجــــد هذا 
    (أي صمت الفكر) بالجهاد أو بقوة الإرادة، 
    لأن هذه هى موهبة اســـتعلان العقـــل. 

    وليس في مقدرة الصلاة الطاهرة وإرادة المشيئة 
    ســوى هــــذين النوعـــين اللـــذين ذكرناهمـــــا، 
   وهما : أن يطيــش الفكـر بالصـلاة أو بهذيذ طلبته،
            أو بتــــاؤرية الكتب والهمِّ الحكيم بالله سيد الكل بفهمٍ واعٍ.
    فمن يقول إن جمع الفكر هو وجود شيء آخر غير هـــذا،فهو 
   قد مرض بعدم المعرفة وبضمير خرافة.

+ أما أنت أيها الأخ الحكيم ، 
   فلا تطلب من العقل عدم الحركة كالجهال الذين يخرفون، 
  فهــــذا الأمـــــر ليــــــس موجــوداً للطبيعــــة (البشرية). 

  بل اعتن أنت : أن تجد حركات صالحة في وقت الصلاة كالحكماء ، 
  التي هى : 
               الهذيذ بأفهام كلام الروح، و الفكر الدقيق (أي الحكيم) 
               الذي يضمر في وقت الصلاة مرضاة إرادة خــالق الكــل. 
  فهذا هو حد كل فضيلة وكل صلاة.

+ فــــإذا ما أخــــــذتَ قــــوة من النعمـــــــة، 
   لكي ترتبط بحركاتها هذه على الـــــــدوام، 
   فإنك تصير رجل الله،وتصبح قريباً للروحانيات،
   وتدنو لاقتناء الشيء الذي كنت تشتهيه وأنت لا تعرفه، 
                   أي 
                        الإحساس بالله، 
                     و دهش الضمير المنقبض من كل الأشكال، 
                     و صـــمت الروح الــذي قـــال عنــه الآبــــاء.

و طوباك إن أُهلت لهذا الفرح و البهجة العظيمة بسيدنا الذي له المجد،
 وليكملنا في معرفة أسراره آمين.
   العوده الى :


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق