الميمر الثاني ( 4 )
حفظ الوصايا :
وصـــــايا الله تفوق كل كنـــــوز العالم ،
والـــــــــــذي يقتنيها يجد الرب داخله ،
والـــــــــرب يقتنيه مســـــــكناً لــــــه .
ومــــــــــن يهتم بذكره كل حين ، ويخضع لإرادته ،
فإنـــــــــه يحفظه والملائكة السمائيون يرشدونه .
الخائـــــف من الهفـــــــوات يقطع الطرق المخيفة بغير عثرة ،
ويجد أمامه نوراً وقت الظـــــلام .
إن الــــــرب جـــــــل اســـمه يحفظ خطى الخائف من الذنوب ،
وفى أوان الزلق تدركه رحمة الله .
من يتصور إن زلاته صغيرة يقــــــع في أشـــــر منهــــا ،
ويعاقب عنها سبعة اضعاف .
ازرع صـــــدقة بتواضـــع ،
تحصد رحمة في الدينونة .
الأمور الحسنة التي أضعتهــا وأتلفتهــــــــــــا ،عاود اقتنــــــاءها بعينهــــــا ،
فإن كان لله عليــك درهــــــــم ، فلــن يقبل عوضاً عنه لؤلــؤة .
فهذا لا يصلح ههنا ،لأنــه إن كنت قد تخـــليت عـــن العفة فلا تستمر فى الزنا ،
وتعـــــطى عوضــــــــــــــاً عنها صــــــــــــــــــــــــــــــدقة ،
فإنه يطلب منك بدل القداســة : قداســـــــــة ، أعني أنك إذا تركـــــت العفـــة ،
فلـن يقبل الله منك صدقة لأنك مقيم فى الزنا ، وهـو يريد منك طهارة جســدك .
إن تخليك عما يقتنيــــــــه العلمانيون ،
لا يحل محل تجــــــــاوزك للوصيــــة ،
لأن جهادك هو من أجل أشياء أخري .
فالرحمة والتجــــــــــرد تقلع محبــــــــــــة العـــــــــــالم ،
وتنزع خلية النبات ( أي الشوك ) من موضعه .
وحسب قول المعلم العظيم الأنبا أفرآم :
فى وقت الحصــــــــــاد والجمع (أي وقت الصيف )
لا تجاهد بثياب الشتاء مع الحر .
هكذا كل واحد ما يزرعه أيــــــــاه يحصــــــد ،
وكل مرض يعالـــــج بالأدوية التي تخصه .
فأنت يا هذا إن اتفق واستولى عليك الجسد فلا تجتهد أن تحارب النــــــــــوم ،
بادر إلى قلع الخطية بذاتهـا ، فهي كالعشب تنمو وتزهر وتغطى الأرض كلها .
لا تتوانى إذا ما صــــــدرت عنك زلــة صــــــــــــــــــــــــــــــــــغيرة ،
وإلا فإنها أخيراً ستصــــــــير لـــك سيداً قاسياً تسير قدامه كعبد مقيد .
أما الذى يجاهد منذ البدايــــة فإنـه يغلب بســــــــــــــــــــــــــــــهولة .
من احتمل الظـــــلم بفــــــــرح ، وكانت له القدرة على مجابهته ،
فإنه قد قبل العزاء من لدن الله ، وبإيمانه يشــــعر به دائمـــــــــاً .
ومــــن يصبر على الشتائم باتضاع فقد بلغ الكمال ،
ويفتتن به الملائكة القديســـــــــون عجبـــــــــــــاً ،
لأنـــه لا توجد فضيلة أشرف ولا أكبر من هـــــذه ،
وهي عسرة القبول .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق