الاثنين، 17 يوليو 2017

حفظ الوصايا ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثاني) الجزء الثالث

الميمر الثاني ( 4 )


حفظ الوصايا :
وصـــــايا الله تفوق كل كنـــــوز العالم ،
والـــــــــــذي يقتنيها يجد الرب داخله ،
والـــــــــرب يقتنيه مســـــــكناً لــــــه .


ومــــــــــن يهتم بذكره كل حين ، ويخضع لإرادته ،
فإنـــــــــه يحفظه والملائكة السمائيون يرشدونه .


الخائـــــف من الهفـــــــوات يقطع الطرق المخيفة بغير عثرة ،
                                   ويجد أمامه نوراً وقت الظـــــلام .


إن الــــــرب جـــــــل اســـمه يحفظ خطى الخائف  من الذنوب ،
                                  وفى أوان الزلق تدركه رحمة الله .


من يتصور إن زلاته صغيرة يقــــــع في أشـــــر منهــــا ،
                                  ويعاقب عنها سبعة اضعاف .


ازرع صـــــدقة بتواضـــع ،
تحصد رحمة في الدينونة .


الأمور الحسنة التي أضعتهــا وأتلفتهــــــــــــا ،عاود اقتنــــــاءها بعينهــــــا ،
                  فإن كان لله عليــك درهــــــــم ، فلــن يقبل عوضاً عنه لؤلــؤة .


فهذا لا يصلح ههنا ،لأنــه إن كنت قد تخـــليت عـــن العفة فلا تستمر فى الزنا ،
                       وتعـــــطى عوضــــــــــــــاً عنها صــــــــــــــــــــــــــــــدقة ،
فإنه يطلب منك بدل القداســة : قداســـــــــة ، أعني أنك إذا تركـــــت العفـــة ،
فلـن يقبل الله منك صدقة لأنك مقيم فى الزنا ، وهـو يريد منك طهارة جســدك .


إن تخليك عما يقتنيــــــــه العلمانيون ،
لا يحل محل تجــــــــاوزك للوصيــــة ،
لأن جهادك هو من أجل أشياء أخري .


فالرحمة والتجــــــــــرد تقلع محبــــــــــــة العـــــــــــالم ،
          وتنزع خلية النبات ( أي الشوك ) من موضعه .


وحسب قول المعلم العظيم الأنبا أفرآم :
فى وقت الحصــــــــــاد والجمع (أي وقت الصيف )
لا تجاهد بثياب الشتاء مع الحر .


هكذا كل واحد ما يزرعه أيــــــــاه يحصــــــد ،
   وكل مرض يعالـــــج بالأدوية التي تخصه .


فأنت يا هذا إن اتفق واستولى عليك الجسد فلا تجتهد  أن تحارب النــــــــــوم ،
بادر إلى قلع الخطية بذاتهـا ، فهي كالعشب تنمو وتزهر وتغطى الأرض كلها .


 لا تتوانى إذا ما صــــــدرت عنك زلــة صــــــــــــــــــــــــــــــــــغيرة ،
وإلا فإنها أخيراً ستصــــــــير لـــك سيداً قاسياً تسير قدامه كعبد مقيد .
أما الذى يجاهد منذ البدايــــة فإنـه يغلب بســــــــــــــــــــــــــــــهولة .


من احتمل الظـــــلم بفــــــــرح ، وكانت له القدرة على مجابهته ،
فإنه قد قبل العزاء من لدن الله ، وبإيمانه يشــــعر به دائمـــــــــاً .


ومــــن يصبر على الشتائم باتضاع فقد بلغ الكمال ،
ويفتتن به الملائكة القديســـــــــون عجبـــــــــــــاً ،
لأنـــه لا توجد فضيلة أشرف ولا أكبر من هـــــذه ،
                                    وهي عسرة القبول .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق