الميمر الرابع ( 21 )
لا تهــرب من الضيقات :
قال أحد القديسين :
أن الخطية تصاحب الجسد إذا جبن عن مواجهة الضيقات خشية الموت ،
ولهــــذا فإن روح الله يضـــــطره للمـــــوت ،
( راجع رو 13:8)
حيث معلوم أنه لو لم يمـــــــت فلـــــن يغلــــــــــــــــــب الخطيــــــــــــــــــة .
الذى يريـــــــــد أن يكـــــون مســـــكناً لســــيدنا عليـــه قهـــر جســــــــده ،
ويخـدم الله حســــب وصــــاياه التــــي كتبهـــــا الرسول :
الجســــــد الممزوج بالخطيـــة يرتـاح لأعمال الجســــد ،
أمــــا روح اللـــــــــــــــــــــــــه فيرتح إلى ثمــــــــــــاره .
( رو 5:8) .
إذا ضعـــــــــــــف الجسد بالصوم والاتضاع ،
عندئــــــذ تتشجع النفس بالصلاة بالــــروح .
إذا ما ضيقت كثيراُ على الجسد بالسكون و العــــــــوز
حتى قربت حيــــــــــــــــاته مـــن الاضمحلال – فإنه عادة –
يســــــــــــــألك قائــــلا ً:
اتركني قليلاً لأتدبر بمقدار لأنـــــــــــــــي ها قــــــد تقومــــــــــــــــــــــــــــــت ،
و ربطت بتجربة التقشـــــــــــــــف .
وإذا ما سمحـــــــــــــــــــت له بقليـــــــل من الراحة زماناً يسيراً لشفقتك عليه ،
عندئـــــذ يخادعك شيئاً فشــــــــــــيئاً إلى أن يخرج من البريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .
ولأن حيله كثيرة ،
فسيقول لك إنه سيتدبر بسيرة حسنة إذا اقـــــــترب من العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم .
لأننا قد امتحنا كثيـــــراً ، وأخذنا تجربة كل شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيء ،
فامتحنى وأبصر إن كنت لا أســـير حسب اختيارك ،
وإلا فارجع إلى البريــــــة .
لا تصدق ذلك لو طلب منــك و وعدك بأشياء كثــــــيرة كهـــــذه ،
لأنــــــــــــــك لو سمحــــت له بشيء صغير خدعك في أمر كبير ،
لا يمكنـــــــك أن تخلــــــــــــــــــــــص منـــــــــــه .
وإذا تضجرت ومللت كثرة الضيـقات ،
فقل لذاتك : هل تشتهى الحيــــــاة النجســة ؟
ولو قيل لك : هذه خطية أن تقتل نفسك ؛
فقـــــــــــل : أقتــل نفسى لأنه: لا يمكننى الحياة بالطهـــــارة ( إلا فى البرية ) ،
أموت ههنــــــا ، ولا أنظر موت نفسى الحقيقى من اللــــــــــــــه .
الأوفق لى أن أموت لأجــــــــــــــل الطهارة ،
ولا أعيش حياة رديئة فى العـــالم .
اخترت الموت بإرادتى لأجل خطــــــــــــاياى .
أقتـــل نفســــــــــــــي لأني أخطأت قدام الله
لئلا أعود أغضــــبه .
مالى بالحياة البعيدة عن الله ؟ فلأصــــــــــــــــــــبر على هــــذه الشرور ( التجارب )
حتى لا أكــــــون غريبــاً عن الرجاء الســــــــمائى .
أية منفعـــــــة لى عنــــــد الله من حياتى الرديئة الدنسة فى العـــــــــــــــــــــــــالم ،
وأغضــب ذلك الممجـــــد من كل البريـــــــــــــــــــة ،
وبئـــس ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق