الميمر الخامس والعشرون
أفاضـــــت التوبة على الناس نعمة فوق نعمة .
التــــــــوبة هـــي الميلاد الثانى من الله ، والدليل على ذلك إننا نوجد فى الله .
والعربـون الــذي قبلنـــــــــاه بالإيمان ، نقبــل موهبتــــه بواسطة التوبـــة .
التــــــــوبة هـــي باب الرحمـــــة المفتـــــــوح لطالبيه ،
ومـــن هذا الباب ندخل إلى الرحمة الإلهية ،
ولسنا نجد راحة خارجاً عن هذا المدخـــل ،
لأننــــــــا كلنـــا أجرمنا كما قال الكتاب الإلهى ( مراثى 42:3)
ولكــن بتفضــــله نتــــــزكى مجـــاناً ( رو24:3 ).
التوبـــــة ومحبتنـــــا لله :
التــــــــوبة هى النعمة الثانية ، وهى تتولد فى القلب من الإيمــــــان والخـــــوف ،
والخـــوف هو عصاة أبوية تسوســـــنا حتى نصــــل إلى فردوس عدن الروحانى .
وإذا وصلنا إلى هناك تتركنا وتعــــود ،
وعــــــدن هى حبنـــــــــــــــــــــــــا لله الذي فيه فردوس كل الخيرات ،
حيث اغتذى بولس الغــــذاء الذي يفـــــــــــــــــوق الطبـــع ،
وبعد ما ذاق من شجر الحياة التي هنــــــاك صرخ قائــــلا ً:
إن الله أعد لمحبيه مـا لم تنظـــره عـــــــين ،
ولم تســـــــمع بـــه أذن ،
ولم يخطر على قلب بشر ( 1 كو 2 :9 )
ومنــــع آدم عـن هذه الشجرة بسبب مشورة المحتال .
شــجرة الحيـــــاة هى محبـــة الله التي خاب منها آدم ،
فلم يصادفه فرح ، بل عمل ونصب فى أرض الشـــوك .
البعيدون عن محبــــة الله
يأكلـــون الخــــــبز بالعـرق الـــــــذي أمر بأكله المخلوق الأول بعد السقطة .
حــــــتى لو سلكوا بالعـــــدل والــــــــــــــــــبر .
إلـــــى أن نجد محبـــة الله ، فـــــــإن عملنـــا ســـــيظل فى أرض الشــــــوك ،
وفــــى وسط الشوك نزرع ، ونحصـد حــتى لو كان زرعنا زرع عدل ،
وفــــى كل ساعة نؤخــــــــز منـــــــه ( أى من الشـــــــــــــــــــوك ) ،
ونعيش بمقدار ما نتــــــبرر بعــــرق وجهنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .
خيرات محبتنا لله :
ومتى وجدنا المحبة فإننا نأكل الخبز الســـــمائى ، وبه نغتذى بلا عرق وتعب ،
والخبز الســــمائى هــــو المسيح له المجد النازل من الســـــــــــــــــــــــــــماء
الذى يجود على العالم بالحياة ،
إنـه هو خــــــبز الملائكـــــــة .
ومن وجد المحبــة فإنه يأكل المسيح كل ساعة ولا يموت ،
لأنه يقول : من أكل من هذا الخبز الذى أعطى أنا لا يرى موتاً إلى الأبد ( يو 58:6 )
فالطــوباوي هــــو من يأكل خبز المحبة الذى هو يسوع .
إن كان الــــــذي يأكل خــــبز المحبــــة يأكل المســــيح الإلــه ،
فهــــذا يشهد به يوحنا قائلاً : إن الله محبــــة هـــو (1 يو 4 :8 ) .
فالـــذي يعيش فى المحبة فى العالم يستنشق نسيم القيامة ههنا .
لأن بهذا النسيم يتنعم الأبرار عند القيامة .
المحبة هى الملكوت التي وعد بها ربنا الرسل وعداً سريا ً،
لأن قوله تأكلون وتشربون فى مائدة ملكوتى ( لو 30:22 ) ،
ماذا يكون معناه إلا المحبة ؟
فالمحبة تغــذى الإنســـــــــــــــــــــان وتنوب عن المأكل والمشرب .
هذه هى الخمر المفرح لقلب الإنسان ( مز 15:103 ) ، ومغبــــوط هـو شـــــــاربه ،
فمنه شرب الزناة الفجار ، فصيرهم ذوى عفاف وحياء ، والسكيرون لازموا الأصوام ،
والخطاة نسوا سبل المعــاثر ، والأغنيـــــاء أحبوا الفقراء ،
والفقراء استغنوا بالرجــاء ، والمـــرضى صحـــــــــــــوا ،
والضعفاء تقـــــــــــــــــــووا ، والجهــــلاء صاروا حكماء .
الخوف طريق المحبة لله :
كما أنه لا يمكن السلوك فى البحر العظيم واجتيازه بـــلا مركــــب ،
هكـــذا لا يمكن لإنسان أن يجـوز إلى المحبــــــــة بدون الخـــوف .
كذلك فإننا لا نقدر أن نعبر ونقطع البحر المنتن الموضوع بيننا وبين الفردوس العقلى ،
إلا بواســــــــــــــطة ســـــفينة التوبــــــــــــة التي مجاديفها الخوف .
حقـــــاً أقـــــــول إن لم يقم الخوف بقيـادة سفينة التوبــــــــــة
التي بهـــا نعـــــبر بحــر العـــــالم إلى اللـــه ،
فإننا سنغرق فى البحر المنتن لا محــــــــالة .
التوبـــــــــــــــــــــــــــــة هى الســـــــفينة ،
والخوف يجلسنا فيهـــا ، وهو ربانهــــــــا الذى يقطع بنا بحر العالم المنتن ،
إلى الميناء الإلهى الذى هـــو المحبـــــــــــــــــــــة ،
ويرشدنا إلى ما شــــاهده كل المتعــبين المحـــبين للتوبـــــة .
ومـــتى أدركنــــا المحبة فقـــــد وصلنا إلى اللـــــــــــه ،
وكملت طريقنا وجزنا إلى جزيرة العالم الذى هناك حيث
الآب والابن والروح القدس
الذى إليه وإياه نسأل أن يؤهلنا لجلالة محبته بواسطة الخوف .
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق