الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمر الخامس والعشرون ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث



الميمر الخامس والعشرون


أفاضـــــت التوبة على الناس نعمة فوق نعمة .
التــــــــوبة هـــي الميلاد الثانى من الله ، والدليل على ذلك إننا نوجد فى الله .
والعربـون الــذي قبلنـــــــــاه بالإيمان  ، نقبــل موهبتــــه بواسطة التوبـــة .

التــــــــوبة هـــي باب الرحمـــــة المفتـــــــوح لطالبيه ،
            ومـــن هذا الباب ندخل إلى  الرحمة الإلهية ،
            ولسنا نجد راحة خارجاً عن هذا المدخـــل ،
لأننــــــــا كلنـــا أجرمنا كما قال الكتاب الإلهى ( مراثى 42:3)
          ولكــن بتفضــــله نتــــــزكى مجـــاناً ( رو24:3 ).


التوبـــــة ومحبتنـــــا لله :
التــــــــوبة هى النعمة الثانية ، وهى تتولد فى القلب من الإيمــــــان والخـــــوف ،
والخـــوف هو عصاة أبوية تسوســـــنا حتى نصــــل إلى فردوس عدن الروحانى .


وإذا وصلنا إلى هناك تتركنا وتعــــود ،
وعــــــدن هى حبنـــــــــــــــــــــــــا لله الذي فيه فردوس كل الخيرات ،
           حيث اغتذى بولس الغــــذاء الذي يفـــــــــــــــــوق الطبـــع ،
           وبعد ما ذاق من شجر الحياة التي هنــــــاك صرخ قائــــلا ً:
إن الله أعد لمحبيه مـا لم تنظـــره عـــــــين ،
                       ولم تســـــــمع بـــه أذن ،
                      ولم يخطر على قلب بشر ( 1 كو 2 :9 )
ومنــــع آدم عـن هذه الشجرة بسبب مشورة المحتال .
شــجرة الحيـــــاة هى  محبـــة الله التي خاب منها آدم ،
فلم يصادفه فرح ، بل عمل ونصب فى أرض الشـــوك .


البعيدون عن محبــــة الله
يأكلـــون الخــــــبز بالعـرق الـــــــذي أمر بأكله المخلوق الأول بعد السقطة .
                                   حــــــتى لو سلكوا بالعـــــدل والــــــــــــــــــبر .


إلـــــى أن نجد محبـــة الله ، فـــــــإن عملنـــا ســـــيظل فى أرض الشــــــوك ،  
وفــــى وسط الشوك نزرع ، ونحصـد حــتى لو كان زرعنا زرع عدل ،
وفــــى كل ساعة نؤخــــــــز منـــــــه ( أى من الشـــــــــــــــــــوك ) ،
ونعيش بمقدار ما نتــــــبرر بعــــرق وجهنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .


خيرات محبتنا لله :
ومتى وجدنا المحبة فإننا نأكل الخبز الســـــمائى ، وبه نغتذى بلا عرق وتعب ،
والخبز الســــمائى هــــو المسيح  له المجد النازل من الســـــــــــــــــــــــــــماء
                       الذى يجود على العالم بالحياة ،
                       إنـه هو خــــــبز الملائكـــــــة .


ومن وجد المحبــة فإنه يأكل المسيح كل ساعة ولا يموت ،
لأنه يقول : من أكل من هذا الخبز الذى أعطى أنا لا يرى موتاً إلى الأبد ( يو 58:6 )
فالطــوباوي هــــو من يأكل خبز المحبة الذى هو يسوع .


إن كان الــــــذي يأكل خــــبز المحبــــة يأكل المســــيح الإلــه ،
فهــــذا يشهد به يوحنا قائلاً : إن الله محبــــة هـــو (1 يو 4 :8 ) .
فالـــذي يعيش فى المحبة فى العالم يستنشق نسيم القيامة  ههنا .
   لأن   بهذا النسيم يتنعم الأبرار عند القيامة .


المحبة هى الملكوت التي وعد بها ربنا الرسل وعداً سريا ً،
لأن قوله تأكلون وتشربون فى مائدة ملكوتى ( لو 30:22 ) ،
ماذا يكون معناه إلا المحبة ؟
                        فالمحبة  تغــذى الإنســـــــــــــــــــــان وتنوب عن المأكل والمشرب .


هذه هى الخمر المفرح لقلب الإنسان ( مز 15:103 ) ،       ومغبــــوط هـو شـــــــاربه ،
فمنه شرب الزناة الفجار ، فصيرهم ذوى عفاف وحياء ، والسكيرون لازموا الأصوام ،
                                 والخطاة نسوا سبل المعــاثر ، والأغنيـــــاء أحبوا الفقراء ،
                                والفقراء استغنوا بالرجــاء ،   والمـــرضى صحـــــــــــــوا ،  
                                والضعفاء تقـــــــــــــــــــووا ، والجهــــلاء صاروا حكماء .


الخوف طريق المحبة لله :
كما أنه لا يمكن السلوك فى البحر العظيم واجتيازه بـــلا مركــــب ،
هكـــذا لا يمكن لإنسان أن يجـوز إلى المحبــــــــة بدون الخـــوف  .


كذلك فإننا لا نقدر أن نعبر ونقطع البحر المنتن الموضوع بيننا وبين الفردوس العقلى ،
                     إلا بواســــــــــــــطة ســـــفينة التوبــــــــــــة التي مجاديفها الخوف .


حقـــــاً أقـــــــول إن لم يقم الخوف بقيـادة سفينة التوبــــــــــة
                   التي بهـــا نعـــــبر بحــر العـــــالم إلى اللـــه ،
                   فإننا سنغرق فى البحر المنتن لا محــــــــالة .


التوبـــــــــــــــــــــــــــــة هى الســـــــفينة ،
والخوف يجلسنا فيهـــا ، وهو  ربانهــــــــا الذى يقطع بنا بحر العالم المنتن ،
                              إلى الميناء الإلهى الذى هـــو المحبـــــــــــــــــــــة ،
ويرشدنا إلى ما شــــاهده كل المتعــبين المحـــبين للتوبـــــة .


ومـــتى أدركنــــا المحبة فقـــــد وصلنا إلى اللـــــــــــه ،
وكملت طريقنا وجزنا إلى جزيرة العالم الذى هناك حيث
الآب والابن والروح القدس
الذى إليه وإياه نسأل أن يؤهلنا لجلالة محبته بواسطة الخوف .
آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق