الاثنين، 17 يوليو 2017

عمل الرحمة ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول ( 10 )

عمل الرحمة :
إن كان لك شيء يفضل عما تحتــــاج إليــه في يومــــك فاعطه للمســــــــــــــــاكين ،
وهلم بدالة قدم صلاتك ، أى تحــــــــــــدث مع اللـــــــه كمــــا يتحدث الابن مع أبيه .

فليس شيء هكــــــذا يقدر أن يقرب القلب من الباري مثل الرحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
وليس أمر من الأمور يعـــــطي هـــــــدوء للعقــــــــــل مثل المسكنة الاختيارية ( الفقر الاختيارى )
             أن يدعوك الكثيرون جاهلاً
                            بسبب بسط يدك فى العطاء بغرض مخــافة الله ،
                           وليس لطـــــــــــــــــــــلب المديــــــــــــــــــــــح ،
أفضل من أن يدعونك حكيماً رزين العقل لأجل عدم اضطرابك مع أحد .
إن مد لك فارس ( أى أمير ) يده طالباً صدقة فــــلا تـــــــــــــــــــــــرده ،
لأنـــه لا شك محتاج حينـــــذاك كواحــــــــــد مــــن المســـــــــــــــاكين ،
وإن منحتــــــــــــه فليكـــــــــــــــــن ذلك عن طيب نفس ووجه بشوش ،


و اعطه أكثر مما طلب لأنه قيل :

ارم خبزك على وجه المياه فستحظى بالمجازاة بعد زمان كثير (جا 11 : 1 ) .
 لا تمـيز غنيــــــــــــــــــــــــــــــــــاً مـــــــــن فقــــــــــــــــــــــــــــــير ،
ولا تؤثر أن تعـــــــــرف المســــتحق مــــــــن غير المســــــــــــــتحق ،
بل ليكن الناس كلهـــــــم عنـــــــــدك بالســواء فى الخــــــــــــــــــــــير ،
لأنـــــك بهـــذه الطريقـــة تجتـــــذب إلى الخيرغير المســـــــــــتوجبين ،
لأنه بالجســـديات تنجـــذب النفـــس ســـريعاً إلى خــــــــــــــــــوف الله ،
     والدليـــــل عـــلى ذلـــــــــك أن الـــــرب تقــــــــــدس اســــــــــمه ،
شارك فى موائد عشــارين وزنـــاه ولــــــــم يرفض غـير المســتحقين ،
ليجذب بهـــــــــذه الطـــــــــــــريقة الكــــــــل إلى خــوف اللـــــــــــــــه ،
ولكـى بمشاركته لهم في الجسديات يدينهـــم إلى الشركة فى الروحيـات .
ولهذه العلة فلتساوى بين النـــاس قاطبـــــة في الخـــير والكـــــــــرامة .
لا توبخ إنساناً قط ،
                      واحرص أن يكون الناس كلهــم عنــدك بالسـواء ،
                                     يهــــــــــودياً كـــان أو قاتلاً أو كافراً ،
لاسيما أنه أخوك بالطبيعــــة وإنمـا ضــــــل عــــن الحق لعدم العلم .

وإذا ما صنعت  مــع إنسان ما جميلاً ،
فــــلا تنتظــــــر منه المكافأة القريبة ،
لأنــك ستكافأ من الله عن الأمرين كليهما . وإن أمكنــــك ،
فـــلا يكون ( صنع الجميل ) انتظاراً للمكافأة المزمــــعة ،
بــــل لتزداد في محبة الله لأن درجة الحب درجة عميقة ،
وهـي أفضــــــل جــــــداً من العمل لأجـــــــل المكـــــافأة
والحـــب يتداخل ســرياً مع فعــــــــــــــل الخـــــــــــــير،
مثــــــــــل تداخل النفس في الجســــــــــــــــــــــــــــــد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق