الاثنين، 17 يوليو 2017

الموت عن العالميات ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول (  14 )


الموت عن العالميات
دون أن يموت الإنسان الخارجى عـــن العالم وأعمــــــــــــــــاله ،
          وليـــــــــــــــــــــــــــــس عـــن الخطية فقـــــــــــــــــــط ،
          بــــــــــــــــــــــــــــــــل وعــن كل عمل جســـــــــــــدانى ،

وأيضاً الإنســــان الداخــــــــــلي عـــن الأفكار والذكريات الخبيثة ،
ودون أن تضعـــــــف حركـــــة الجسد الطبيعيــــــــــــــــــــــــــة ،
حـتى لا تتحـــــــــــــــــــــــــــرك فــــي القلب حــــــلاوة الخطيــة ،
فـإن حـلاوة روح الله لا تعمـــــل فــــي حيــــــــــــــــــــــــــــــاته ،
                          ولا تظهـــر فـــي أعضـــــــــــــــــــــــــائه ،
                         ولا يعايـــن فـــي نفســــه المعـاني الإلهيــة .
دون أن يتوقف الإنسان عــن الاهتمام بالأمور العالميــــة –
                            ماخلا حاجة الطبيعــة الضرورية ،
        ويعتمــــــــــــد عـــلى الله في الاهتمــــــام بهـــا ،
فإن السكر الروحانى لا يتحـــــرك فيـــــــــــــــــــــــــه ،
ولا يحس بذلك الدهش الذى كان يعيرون به الرســـول


" إن قراءة الكتب الكثيرة جعلتك تهذي يا بولس " ( أع  24:26 )
وأنا لم أقل هذا قاطعاً  الرجاء فى أنه :
                                              إن لم يبلغ الإنسان إلى نهاية الكمال ،
                                              فـــلن يؤهــــــــــل لنعمـــــــــــة الله ،
                                              ولا يلـــــــــــــــــم به عـــــــــــــزاء .


فالحـــق الواضــــح أن الإنسان :  إذا ما رذل وترك عنـــه الشـــــــــرور ،
                                         وابتعد عن كل الأحـــاديث الباطــــــلة ،
                                         والتصق بالأمـــــــور الجيــــــــــــــدة ،
ففى زمان قليل يحس بالمعونة : وإن هو جاهد قليلاً يجد عزاء فى نفسه  
                                        ويحظى بغفـــــران الخطـــــــــــــــــــايا ،
                                        ويؤهل للنعمة ويقبــــل خــــيرات كثيرة ،


ولكن هـــــــو ناقص جداً بالقياس لذلك الذى عزل ذاته تماماً عن العــــــــــالم ،
ووجد فــــــي نفسه أسرار الســــعادة  التي في ذلك العالم ( أى الدهر الآتى ) ،
وأدرك الشيء الذى  من أجــــــــــــــله أتى المســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيح ،
                                              الذى
              ينبغى له المجد مع أبيه والروح القدس إلى آباد الدهور كلها .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق