الميمر الأول ( 14 )
الموت عن العالميات
دون أن يموت الإنسان الخارجى عـــن العالم وأعمــــــــــــــــاله ،
وليـــــــــــــــــــــــــــــس عـــن الخطية فقـــــــــــــــــــط ،
بــــــــــــــــــــــــــــــــل وعــن كل عمل جســـــــــــــدانى ،
وأيضاً الإنســــان الداخــــــــــلي عـــن الأفكار والذكريات الخبيثة ،
ودون أن تضعـــــــف حركـــــة الجسد الطبيعيــــــــــــــــــــــــــة ،
حـتى لا تتحـــــــــــــــــــــــــــرك فــــي القلب حــــــلاوة الخطيــة ،
فـإن حـلاوة روح الله لا تعمـــــل فــــي حيــــــــــــــــــــــــــــــاته ،
ولا تظهـــر فـــي أعضـــــــــــــــــــــــــائه ،
ولا يعايـــن فـــي نفســــه المعـاني الإلهيــة .
دون أن يتوقف الإنسان عــن الاهتمام بالأمور العالميــــة –
ماخلا حاجة الطبيعــة الضرورية ،
ويعتمــــــــــــد عـــلى الله في الاهتمــــــام بهـــا ،
فإن السكر الروحانى لا يتحـــــرك فيـــــــــــــــــــــــــه ،
ولا يحس بذلك الدهش الذى كان يعيرون به الرســـول
" إن قراءة الكتب الكثيرة جعلتك تهذي يا بولس " ( أع 24:26 )
وأنا لم أقل هذا قاطعاً الرجاء فى أنه :
إن لم يبلغ الإنسان إلى نهاية الكمال ،
فـــلن يؤهــــــــــل لنعمـــــــــــة الله ،
ولا يلـــــــــــــــــم به عـــــــــــــزاء .
فالحـــق الواضــــح أن الإنسان : إذا ما رذل وترك عنـــه الشـــــــــرور ،
وابتعد عن كل الأحـــاديث الباطــــــلة ،
والتصق بالأمـــــــور الجيــــــــــــــدة ،
ففى زمان قليل يحس بالمعونة : وإن هو جاهد قليلاً يجد عزاء فى نفسه
ويحظى بغفـــــران الخطـــــــــــــــــــايا ،
ويؤهل للنعمة ويقبــــل خــــيرات كثيرة ،
ولكن هـــــــو ناقص جداً بالقياس لذلك الذى عزل ذاته تماماً عن العــــــــــالم ،
ووجد فــــــي نفسه أسرار الســــعادة التي في ذلك العالم ( أى الدهر الآتى ) ،
وأدرك الشيء الذى من أجــــــــــــــله أتى المســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيح ،
الذى
ينبغى له المجد مع أبيه والروح القدس إلى آباد الدهور كلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق