الاثنين، 17 يوليو 2017

الاهتمام بالنفس ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول  ( 5 )

الاهتمام بالنفس :
لا تقارن صانعي الآيات والمعجزات والقوات ( المقيمين ) في العــالم ،
          بالســـــــــــــــــــــــــــــــــــاكنين بمعـــــــــــــرفة في الهدوء .


البطــالة مع الســــــــــــــــكون ،
أفضــــل من إشباع جياع العالم ،
         ومن رد العديد من الأمم
               للسجود لله تعـالى .


فخير لك أن تحـــــل ذاتـــــــــك مـن رباط الخطيــة ،
عــــــن أن تعتــــــــق عبيــــداً مـن الـــــــــــــــرق ،
                                    ومن سـجن اسـرهم .


اصطلح أنت مع ذاتك باتفاق الثالوث الذي فيك أي النفـــــــس والجســـــد والـــروح ،
                          فهــــــــــــــذا أفضــــــــل من  مصالحة المتخاصمين بتعاليمك .


ويقول الثاؤلوغوس ( أي القديـــس غريغـــــوريوس النـــــاطق بالإلهيــات ) :
" حســـن هو الحديث عن الله ، وأجل من هذا أن يطهر الإنسان  ذاته لله " .


الأفضــل لك أن تكون قليـــل الكــلام ،
مـــــــــــــن أن تفيض أنهار تعاليمك
مع  أنـــــك في داخلك عالم ومحنك وذو معرفة ومختبر الأمـــور
             بما اكتسبته بالســــــمع والقراءة مع توقــد عقـــلك .


الملائم لك أن تهتم بإقامة نفسك المائتة بالشهوات لتحظى بالله ،
أكــــــــثر من إحيـــــــــــــــــــــــــــــائك أمـــــــــــــــــــــــــواتاً .


كثـــــــيرون عمـــــــلوا عجــــــــــــــائب عظيمـــــــــــــة ،
               وأقامــــوا موتى وتعبـــــوا في رد الضــالين ،
              وبإرشادهم اهتدى الكثيرون إلى معرفــة الله ،
وبعد هذا ، ولأنهــم أحبــــــــــــــــــــوا الآخــــــــــــــرين ،
              سقطـوا في شــــهوات نجســـــة مرزولـــــة ،
             و أماتـوا أنفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهم ،
             وصاروا شكاً للذين آمنوا على أيديهـــــــــــم ،
             لمــــــــا ظهر تحول عملهم فى النهــــــــــاية ،
            وذلـــــك لأنهم  كانوا مريضــي النفـــــــــوس ،
            ولـــــــم يهتموا باكتساب الصحة ( الروحية ).


بــــــــــــل اندفعوا إلى بحر هذا العالم رغبة في عــــلاج نفوس آخرين ،
           وهم بعد مرضى ، فأهلكــــوا ذواتهــم ، وخابوا من رجــاء الله ،
       لأن ضعف حواسهم ( الروحية ) ،
يعجز عــن مجابهـــــة لهيب المغريات ،
التـي تزيد من ضغط الشهوات على الذين مازالوا بعـد محتاجين ،
                                     إلى التحفـــــــــــظ والاحـــتراس ،
      أى ألا يرون نســــــاء ، ولا يلتمســــــــون راحـــــــــــــة ،
      ولا يقتنـــــــــون مــــالاً ولا أثــــــــــــــــــــــــــــــــاثــــــاً ،
      ولا يترأســــــــــــــــــون أو يترفعـــــــــون على آخــــرين .


الأوفق أن يظن بك أنك جاهل لقصور عن معـــــــــــــرفة الجواب ،
عــــن أن يعتقد فيك أنك من العلماء ، لأن هذا يحفظك من التوقح .


وبــــــــخ المجــــــــــــادلين بقــــوة فضــيلتك لا بالكــــــــــــــــــــــــــــــلام ،
          وجامحي الحواس بهــدوء شـفتيك ، وبعفة  لاحظيك المنضبطـتين .
خجـــــل الفســــــــــــــــقة بعفـــــة ســيرتك ، وليس بالكــــــــــــــــــــــــلام .


افتقـــــــــــر لأجــــــــل الاتضـــــــــــــــــــــــــــاع ،
ولا تكــــــن موســــــراً لحفظ نفسك من الكبريــاء .


احسب نفسك غريبـــــاً كل أيام حياتك ، وحيثما توجهــــــــــــت ،
ليمكنـــــــــك التخلص من الخســـــــارة التــــي تتولد من الدالة .


تصــــــور ذاتك – في كل وقت – أنــــــــــــــك لا تعرف شــيئاً ،
ليمكنـــــك أن تنجــــــــــو مـــن فكـــــــــــــــــر لـــوم الآخرين .


بارك دائماً بفمـــــــــك ، لأنك بذلك لا تذم من أحد ،
لأن المذمة تلد المذمة ، والبركــة تلـــــــد البركـة .


اعتقــــد أنــــك فى كل وقت مفتقر  للتعــــــــــليم ،
وبـذلك تكــــون حكيمــــــــاً طول حيــــــــــــــاتك .


لا توجه أحداً للممــارسة  جهـــــــاداً ما لم تبلغـــــــــه ،
                               أو تدبــــــير لــــم تصل إليــه ،
وذلك حـــــــــــــــــــــتى لا تخـــــــزى مــن ذاتـــــــــك ،
                              ويتبين كـذبك مــن تصـــــرفك .


إذا حدثت إنساناً فى أمر من الأمور النافعــة أو الأشــــــــياء الواجبــــــــــة ،
فليكن حديث طالب علــم لا بتعظم وســــلطة و توقــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ،
                             وبادر بتحقير ذاتـك وإقامة البرهان على أنك دونه ،
فيرى  السامعون سلوكك المتضع ،
وتحركهم أكثر إلى سماع كلمــاتك ،
والإســـــــراع إلى العمــــــــــــــل ،
وتكون مكرمـاً في عيونهــــــــــم .


تحــــــــــــدث في هذه الأمور ببكاء ودمــــــــــــــــوع ،
لتنفع ذاتـــــك وســـــــــــــــــــامعك وتشملك نعمة الله .


        إن ادركتك نعمـــة اللــــــــــــــــــــــه
              وأهــــــلت للتنعم بصور الثاؤريــــــا ( أى المناظر الإلهية )
الـــــــــــذي هـــــــــــو أول عمـــــل المعرفـــــــة ،
فأعـد نفسك وسلحها لمواجهـة روح التجــديف ،
حـــــــــــتى لا تمكث في هذه البلدة بغير ســـلاح ،

  لئـــــــلا يميتك سريعاً المضلون الكامنون لك ( أى الشياطين ) ،
وليكن ســـــــــــــلاحك هــو : الدمـــــــــــــــــوع والصوم المتصــــــــل ،
وتحفظ من قراءة الكتب التي تحتوي معتقــــدات وأراء المخـــــــــالفين ،
وإيـــاك الدنــــــو منهــا لأن هذا يجعل روح التجديف يثب عليك بالأكثر .


اذا ملأت بطنك فلا تتشامخ وتقدم على شرح شــيء من الإلهيات لئلا تــــذم ،
لأن علـــــــــــــــــــــــــــــم أســــــــــــــــــــــرار الله لا يوجد في جوف ملآن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق