الميمر الأول ( 5 )
الاهتمام بالنفس :
لا تقارن صانعي الآيات والمعجزات والقوات ( المقيمين ) في العــالم ،
بالســـــــــــــــــــــــــــــــــــاكنين بمعـــــــــــــرفة في الهدوء .
البطــالة مع الســــــــــــــــكون ،
أفضــــل من إشباع جياع العالم ،
ومن رد العديد من الأمم
للسجود لله تعـالى .
فخير لك أن تحـــــل ذاتـــــــــك مـن رباط الخطيــة ،
عــــــن أن تعتــــــــق عبيــــداً مـن الـــــــــــــــرق ،
ومن سـجن اسـرهم .
اصطلح أنت مع ذاتك باتفاق الثالوث الذي فيك أي النفـــــــس والجســـــد والـــروح ،
فهــــــــــــــذا أفضــــــــل من مصالحة المتخاصمين بتعاليمك .
ويقول الثاؤلوغوس ( أي القديـــس غريغـــــوريوس النـــــاطق بالإلهيــات ) :
" حســـن هو الحديث عن الله ، وأجل من هذا أن يطهر الإنسان ذاته لله " .
الأفضــل لك أن تكون قليـــل الكــلام ،
مـــــــــــــن أن تفيض أنهار تعاليمك
مع أنـــــك في داخلك عالم ومحنك وذو معرفة ومختبر الأمـــور
بما اكتسبته بالســــــمع والقراءة مع توقــد عقـــلك .
الملائم لك أن تهتم بإقامة نفسك المائتة بالشهوات لتحظى بالله ،
أكــــــــثر من إحيـــــــــــــــــــــــــــــائك أمـــــــــــــــــــــــــواتاً .
كثـــــــيرون عمـــــــلوا عجــــــــــــــائب عظيمـــــــــــــة ،
وأقامــــوا موتى وتعبـــــوا في رد الضــالين ،
وبإرشادهم اهتدى الكثيرون إلى معرفــة الله ،
وبعد هذا ، ولأنهــم أحبــــــــــــــــــــوا الآخــــــــــــــرين ،
سقطـوا في شــــهوات نجســـــة مرزولـــــة ،
و أماتـوا أنفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهم ،
وصاروا شكاً للذين آمنوا على أيديهـــــــــــم ،
لمــــــــا ظهر تحول عملهم فى النهــــــــــاية ،
وذلـــــك لأنهم كانوا مريضــي النفـــــــــوس ،
ولـــــــم يهتموا باكتساب الصحة ( الروحية ).
بــــــــــــل اندفعوا إلى بحر هذا العالم رغبة في عــــلاج نفوس آخرين ،
وهم بعد مرضى ، فأهلكــــوا ذواتهــم ، وخابوا من رجــاء الله ،
لأن ضعف حواسهم ( الروحية ) ،
يعجز عــن مجابهـــــة لهيب المغريات ،
التـي تزيد من ضغط الشهوات على الذين مازالوا بعـد محتاجين ،
إلى التحفـــــــــــظ والاحـــتراس ،
أى ألا يرون نســــــاء ، ولا يلتمســــــــون راحـــــــــــــة ،
ولا يقتنـــــــــون مــــالاً ولا أثــــــــــــــــــــــــــــــــاثــــــاً ،
ولا يترأســــــــــــــــــون أو يترفعـــــــــون على آخــــرين .
الأوفق أن يظن بك أنك جاهل لقصور عن معـــــــــــــرفة الجواب ،
عــــن أن يعتقد فيك أنك من العلماء ، لأن هذا يحفظك من التوقح .
وبــــــــخ المجــــــــــــادلين بقــــوة فضــيلتك لا بالكــــــــــــــــــــــــــــــلام ،
وجامحي الحواس بهــدوء شـفتيك ، وبعفة لاحظيك المنضبطـتين .
خجـــــل الفســــــــــــــــقة بعفـــــة ســيرتك ، وليس بالكــــــــــــــــــــــــلام .
افتقـــــــــــر لأجــــــــل الاتضـــــــــــــــــــــــــــاع ،
ولا تكــــــن موســــــراً لحفظ نفسك من الكبريــاء .
احسب نفسك غريبـــــاً كل أيام حياتك ، وحيثما توجهــــــــــــت ،
ليمكنـــــــــك التخلص من الخســـــــارة التــــي تتولد من الدالة .
تصــــــور ذاتك – في كل وقت – أنــــــــــــــك لا تعرف شــيئاً ،
ليمكنـــــك أن تنجــــــــــو مـــن فكـــــــــــــــــر لـــوم الآخرين .
بارك دائماً بفمـــــــــك ، لأنك بذلك لا تذم من أحد ،
لأن المذمة تلد المذمة ، والبركــة تلـــــــد البركـة .
اعتقــــد أنــــك فى كل وقت مفتقر للتعــــــــــليم ،
وبـذلك تكــــون حكيمــــــــاً طول حيــــــــــــــاتك .
لا توجه أحداً للممــارسة جهـــــــاداً ما لم تبلغـــــــــه ،
أو تدبــــــير لــــم تصل إليــه ،
وذلك حـــــــــــــــــــــتى لا تخـــــــزى مــن ذاتـــــــــك ،
ويتبين كـذبك مــن تصـــــرفك .
إذا حدثت إنساناً فى أمر من الأمور النافعــة أو الأشــــــــياء الواجبــــــــــة ،
فليكن حديث طالب علــم لا بتعظم وســــلطة و توقــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ،
وبادر بتحقير ذاتـك وإقامة البرهان على أنك دونه ،
فيرى السامعون سلوكك المتضع ،
وتحركهم أكثر إلى سماع كلمــاتك ،
والإســـــــراع إلى العمــــــــــــــل ،
وتكون مكرمـاً في عيونهــــــــــم .
تحــــــــــــدث في هذه الأمور ببكاء ودمــــــــــــــــوع ،
لتنفع ذاتـــــك وســـــــــــــــــــامعك وتشملك نعمة الله .
إن ادركتك نعمـــة اللــــــــــــــــــــــه
وأهــــــلت للتنعم بصور الثاؤريــــــا ( أى المناظر الإلهية )
الـــــــــــذي هـــــــــــو أول عمـــــل المعرفـــــــة ،
فأعـد نفسك وسلحها لمواجهـة روح التجــديف ،
حـــــــــــتى لا تمكث في هذه البلدة بغير ســـلاح ،
لئـــــــلا يميتك سريعاً المضلون الكامنون لك ( أى الشياطين ) ،
وليكن ســـــــــــــلاحك هــو : الدمـــــــــــــــــوع والصوم المتصــــــــل ،
وتحفظ من قراءة الكتب التي تحتوي معتقــــدات وأراء المخـــــــــالفين ،
وإيـــاك الدنــــــو منهــا لأن هذا يجعل روح التجديف يثب عليك بالأكثر .
اذا ملأت بطنك فلا تتشامخ وتقدم على شرح شــيء من الإلهيات لئلا تــــذم ،
لأن علـــــــــــــــــــــــــــــم أســــــــــــــــــــــرار الله لا يوجد في جوف ملآن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق