الميمر الأول ( 8 )
الصلاة وطهارة العقل :
إن كنــــت قد وهبت ذاتك للصــــلاة لكي تطهر عقــــــلك ،
ومداومة سهر الليالي حتى تقتنى فكراً نيراً ، فعليك إذا :
ابعد ذاتـك عن النظـــــــــــــر إلى ما في العالم ، واقطع الأحــــاديث والمناقشـــــــــــات ،
ابعد ذاتـك عن النظـــــــــــــر إلى ما في العالم ، واقطع الأحــــاديث والمناقشـــــــــــات ،
ولا تسمح بحضور أصــدقاء إلى قلايتك جريــاً على المـــألوف حتى ولا بقصد الفضيـلة ،
بل ( فقط ) الممــــــــــــاثلين والمســـــــــــاوين لك فى الطــــــــريق والغرض والفهــــم .
وإلى جــــــانب هذا احــــذر من اقتحام الأفكــــار الــــــتي من شأنها ،
أن تحـــــــــــــرك الكراهية ( للجهاد الروحى ) خفية دون أن تشــعر .
ثــــــــــــــــــــم بعد التخلص من المحـــــــادثة غير النافعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
اقرن بصلاتك : الفضـــــائل والصدقة ، فتنظر في نفسك إشراق شعاع الحــــــق .
وبقدر مــا يهدأ القلب من تذكــر الأمـــور غير النافعة ،
بقدر مــا يقبـــل الذهــــــــــــــن الكلمات الإلهيـــــــة ،
لأن مــن شأن النفس أن تستبدل فكــراً بفكـــــــــــر ،
ولكي تجتهد بهمــة في ذلك :
اعكف على قراءة الكتب التـي تظهر لك طرق تدبير الثاؤريا ،
وفهـم سير القديسين وتدبـــــــيرهم .
وإن لم تشـــعر بالحــــــــــــــــلاوة فـــي البــــــــــــــــــــــــــــــــــداية ،
بسبب الظلام والتشـــويش مـــن جراء الذكريات لقريبة العهد ،
فتغـــــــــــــــــــــــــــــــلب عـــلى الفكر بفكــــــر آخــــــــــــــر .
وإذا مــــا نهضت للصلاة ، وإتمــام القانـــــــون ،
فتــــــوافر عــــــلى فهم الكتــــــــب التي تقرأهــــــــــــــــا ،
لكـــــــي عوضــــــــــــــاً عـن الهذيذ بالعالميات ،
يرتســـــــم في فكرك الهذيـــــذ الذي مـن الكــــــــــــــــــتب ،
وبهذا ينسى ويمحى من فكــــــــــرك ذكـر الأمــــــــــــــــور ،
التـــــي نظرت وسـمعت مـن قبــــــــــــــــــــــل ،
ويتطهر عقــــــــــــــــلك بعـد ذلـــــــــــــــــــــك ،وهـــــذا هو معنى المكتـــــوب إن النفــــــس إذا مثلـــــــــــــت للصــــــــــــلاة ،
فإنهـــا تعان بالقراءة و بها أيضاً تسـتنير فــي الصــــــــــــــــــــــــــــــــلاة ،
لأنـــــه عوضــــاً عــــن طياشـــة ( الفكـر فــي الأمور ) الخارجيـــــــــــــــة ،
وجــــد في النفـــــس مــــــادة ( مسـتمدة مما قرأت ) لتقدم صلوات متنوعة .
وهنـــــا تتصور فى الفكر مدارك حقيقية من صــور الدهـــــــــــــــــــش .
وتلبـــث تــــلك القــــــــوة الــــــــــــــــتي من ثاؤريا الكتب وقتاً طــــويلاً ،
يكــــون الإنســـــــــــــــــــان فيهــــــــــــا في صمت وذهول وبغير حركة .
وفـــــي هـــذه الاوقـــــــات ينقطـع حتى عن الصـــــــــــــــــــــــــــــلاة ،
بســـــــــــــــــبب الحــــــــلاوة التي قـــــــــــــــلت عنهــــــــــا ،
ويلـــقي على القلب ســـــكوناً وهدوءاً وتســـــكت حــركات العقــــــــل ،
وتتوقف وتنحل القـــــوى النفســـانية والجســـــدانية أيضــــــــــــــــاً .
وهـــذا الذي أقوله يعرفـــه أولئـــــك الذين جربوا هذا الأمر فى أنفسهم ،
وصــــــــــــاروا داخـــــــــــل هــذه الأســــــــــــــــــــــــــــــرار ،
وليـــس من تعليـــــم آخــــــــــــــرين ولا اقتباســــــــــاً مــن الأســــطر ،
التـــــي من شـــــأنها أن تكـــــــــذب عــلى الحــــــــــــق أحياناً كثــــيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق