الاثنين، 17 يوليو 2017

الصلاة وطهارة العقل ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالاول ) الجزء الثالث

الميمر الأول ( 8 )
الصلاة وطهارة العقل :
إن كنــــت قد وهبت ذاتك للصــــلاة لكي تطهر عقــــــلك ،
ومداومة سهر الليالي حتى  تقتنى فكراً نيراً ، فعليك إذا :
ابعد ذاتـك عن النظـــــــــــــر إلى ما في العالم ، واقطع الأحــــاديث  والمناقشـــــــــــات ،
ولا تسمح بحضور أصــدقاء إلى قلايتك جريــاً على المـــألوف حتى ولا بقصد الفضيـلة ،
بل ( فقط ) الممــــــــــــاثلين والمســـــــــــاوين لك فى الطــــــــريق والغرض والفهــــم .


وإلى جــــــانب هذا احــــذر  من اقتحام الأفكــــار الــــــتي من شأنها ،
أن تحـــــــــــــرك الكراهية ( للجهاد الروحى ) خفية دون أن تشــعر .


ثــــــــــــــــــــم بعد التخلص من المحـــــــادثة غير النافعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ،
 اقرن بصلاتك : الفضـــــائل والصدقة ، فتنظر في نفسك إشراق شعاع الحــــــق .


وبقدر مــا يهدأ القلب من تذكــر الأمـــور غير النافعة ،
بقدر مــا يقبـــل الذهــــــــــــــن الكلمات الإلهيـــــــة ،
لأن  مــن شأن النفس أن تستبدل فكــراً بفكـــــــــــر ،
     ولكي تجتهد بهمــة في ذلك :
           اعكف على قراءة الكتب التـي تظهر لك طرق تدبير الثاؤريا ،
                                         وفهـم سير القديسين وتدبـــــــيرهم .


وإن لم تشـــعر بالحــــــــــــــــلاوة فـــي البــــــــــــــــــــــــــــــــــداية ،
        بسبب الظلام والتشـــويش مـــن جراء الذكريات لقريبة العهد ،
        فتغـــــــــــــــــــــــــــــــلب عـــلى الفكر بفكــــــر آخــــــــــــــر .


              وإذا مــــا نهضت للصلاة ، وإتمــام القانـــــــون ،
 فتــــــوافر عــــــلى  فهم الكتــــــــب التي تقرأهــــــــــــــــا ،
               لكـــــــي عوضــــــــــــــاً عـن الهذيذ بالعالميات ،
يرتســـــــم في فكرك الهذيـــــذ  الذي مـن الكــــــــــــــــــتب ،
وبهذا ينسى ويمحى من فكــــــــــرك ذكـر الأمــــــــــــــــور ،
               التـــــي نظرت وسـمعت مـن قبــــــــــــــــــــــل ،
                ويتطهر عقــــــــــــــــلك بعـد ذلـــــــــــــــــــــك ،

وهـــــذا هو معنى المكتـــــوب إن النفــــــس إذا مثلـــــــــــــت للصــــــــــــلاة ،

فإنهـــا تعان بالقراءة و بها أيضاً تسـتنير فــي الصــــــــــــــــــــــــــــــــلاة ،
لأنـــــه عوضــــاً عــــن طياشـــة ( الفكـر فــي الأمور ) الخارجيـــــــــــــــة ،
وجــــد في النفـــــس مــــــادة ( مسـتمدة مما قرأت ) لتقدم صلوات متنوعة .

وهنـــــا تتصور فى الفكر  مدارك حقيقية من صــور الدهـــــــــــــــــــش .
وتلبـــث تــــلك القــــــــوة الــــــــــــــــتي من ثاؤريا الكتب وقتاً طــــويلاً ،
يكــــون الإنســـــــــــــــــــان فيهــــــــــــا في صمت وذهول وبغير حركة .

وفـــــي هـــذه الاوقـــــــات ينقطـع حتى عن الصـــــــــــــــــــــــــــــلاة ،
          بســـــــــــــــــبب الحــــــــلاوة التي قـــــــــــــــلت عنهــــــــــا ،
ويلـــقي على القلب ســـــكوناً  وهدوءاً وتســـــكت حــركات العقــــــــل ،
وتتوقف  وتنحل القـــــوى النفســـانية والجســـــدانية أيضــــــــــــــــاً .

وهـــذا الذي أقوله يعرفـــه أولئـــــك الذين جربوا هذا الأمر فى أنفسهم ،
          وصــــــــــــاروا داخـــــــــــل هــذه الأســــــــــــــــــــــــــــــرار ،
وليـــس من تعليـــــم آخــــــــــــــرين ولا اقتباســــــــــاً مــن الأســــطر ،
التـــــي من شـــــأنها أن تكـــــــــذب عــلى الحــــــــــــق أحياناً كثــــيرة .
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق