1ـ السكون والحب الالهي :
1 ـ كمـــال الحـــق يقــــام من تدابير الفضيلة التي بالقصــــد المستقيم تعمــــــــل ،
ومن معرفة الحياة الروحانية الخفيه الفاعلة في الطبائع ،
2 ـ عـــــــــــدم الآلام ( أي التخلص من الشهوات ) يكمـــــــــــــــــل فـي النفـــــــــــــس ،
بالتدابير المتقنة للفضائل وحفـــــظ الوصـــايا مـع المعونة الإلهـة ،
ويحفــــــــــــــــظ بالتغصب الشديد القسري حتي يسيل دم النفس مثل عــرق الجسـد .
3 ـ معرفة الحـــــــق تقتني في الذهن بالصلاة والهــــــــــــــــــــــدوء والاتضــــــــــــــــاع ،
وطول الروح والصبر على جميع ما يعرض ،
( أي يعترض النفس ) .
4 ـ الحب الروحاني يغلي ويتسع بحرارة النفس بالرحمة والبشاشة والحــــلاوة والشــفقة
بلا تميــــــيز للجيد من الردئ أعني الصالحين من الأشرار على السواء .
5 ـ الرجـــــــــــاء يثبت ويتأسس في الإنسان بالشـــوق والترجـــي للصالحــات المنتظـــــرة .
6 ـ الايمــــــــــان يشرق وينـــــير في النفس برجاء مواعيد الروح المزمعة أن تظهر فينـــا .
7 ـ لا يتحـــــــد الإنسان كليـــــاً ويحس بجو الحرية إلا اذا بليــــــــت وتوقفت جميع حركات وحواس الطبع القديم ،
وذلـــك بالإعمال وتدبير السيرة وينتبه ويقوم الإنسان المعمد ،
هذا الذي لبسنا في المعمـــــــــودية مرتديــاً الســـــلام والهــــــــدوء والذهول والحب الروحــــاني ،
وأمثـــــــــــــــال هــــــــــــذه .
8 ـ سلام النفس الجديد مع الهدوء والذهول والحب الذي من النعمـة ،
إذا كانت تقتـــــــني بالإعمال الإ رادية ، لكن تكمل بالروح القدس ،
فهــــذه ليســـــــت للطبع ولا لاختياره وهي ليست تحت ســـلطان ،
الطبيعـــــة والارادة ولا تدرك بدون النعمـــــة .
9 ـ طــوبى لمن استحق عندمــا يتلـــــوا المزامــــــير ويصـــــــــــلى ان :
يشخص عيني عقله نور عدم الآلام ، وينظـــــــــر بالعقـــل في كــــلام
الصلاة روحانيــــــاً ماهو مكتــــــوب بقلم الروح عـــلى لــــــوح قلبه ،
والتي منهــــــــــــا يصعد التمجيــــــد لمن أعطي للنفس موهبة النظر .
10 ـ الذي صالح ذاته ولم ينقــــسم على نفسه إلى اثنــــــــين أو كثــــــــــــــــــــيرين ،
بل هو واحـــــــد وعند الواحـــــد ( أي الله ) كل حــــين وكل وقت وفي كل مكان ،
هــــــذا بالحقيقة قد صالح الثالوث الذي فيــه وله زمـان يلهج بهذه . ( أي المذكورة في رقم 9 )
11 ـ الحـــــــــــــــــــــرية الحقيقيــــــــــــــــــــــــــة هي إبنــة نــــــــــــــــــــور عــــــدم الإيمــــــــان ،
والسكنية والهدوء وسلام العقل وأفكار الحرية هي بنات الهــــــــــــــــدوء العظيم غير المتحرك ،
ولامتزعزع في بحـــــــر الضــــــــمير .
12 ـ هدوء البحـــــر يكون عندما تهدأ الرياح مُحـــــركة الأمـــــــــواج ،
وهدوء الضمير يحس به إذا ما سكن هذيد وتذكر كثرة المعلومات .
13 ـ لا تهدأ السفينة وتستقر مادامت في البحر وحتي لو كان ســـــاكناً ،
الى ان يبلـــــغ المينا الهادئ بسلام وانزلوا القلوع من جميع الاتجاهات وألقوا المراسي إلي أسفل .
14 ـ هكذا لا تهـــــدأ وتستكن سفينة السفن من تحريك الأمواج بكثرة ما في الضمير من أفكــار ،
ولا تستطيع تنظر ذاتها ، مـــــادام شراع العقل والضمير قائمـاً ، كالشـــرع مقابل الآلام ،
لكن بحفظ الوصايا والاسراع في إتباع ثاوريا الكـتب والطبائع ليجمع ذخيرة
يـــــلاقي الحــــــروب التي تصــــادفه من الآلام والخطــــايا والشـــــيطان ،
وليهـــــدم الأفكار النابعــــــــة ،
وليجمـــــع الذهن من الطياشة ،
ويقبــــــــل جميـــــع ما يأتي عليه بلا اضطراب ويميزها بواسطة معرفة الحق .
15 ـ إلي أن تُوفي النفس دين هذه كلياً ،
ويكمن الذهن بما يخصه وتغطس ( أي تتوقف ) الحواس الخارجيــــــة
مع الحركات الداخليـــــــــة عن ســــــــعيها ،
وراء أفكار وتذكارات تنشاء ، حينئذ تستريح النفس في الميناء الهادي الذي هوالابتلاع بالحــــب الإلهي ،
فإنها لا تسطيع نظر ( أي فحص ) ذاتها .
16 ـ هـــذه لا تهدأ وتسكن بالتدريج أو الطلب ، ولا تكمــل ما يخصهـــا ،
إلا إذا امتلأت دواخل النفس من كل ناحية بنور عــــدم الآلام ،
وملك الســـلام والحــب والفرح والعــــــــــزاء بالروح القدس .
17 ـ إذا ما أنقصت النفــس القليل من حرية طبعها ، وتنير سراج عدم تألمها بنـــــور النعمــة الجديــد ،
وتنظر كنوز الروحيات التى جمعت وتختبرها بتمييز بالروح مثل الشـــبكة التــــــى ألقيت فى البحــر ،
وجمعت من كل جنس وأخيراَ جلسوا وفرزوا ( ما جمعت ) وعند ذلك تتيح وتتمجد بالنعمة التى حظت .
18 ـ كمــــا أن الإنســـان ذو التمييز لا يجلـس فى السـفينة ويطلقهــــــــا باختيــــاره فــــى البحــر العظيــم المتسع ،
ليشــقى كل أيام حياته بأمواج البحر الصعبة دون أمـــــل وصول الميناء الهادئ وستر الراحـــة ،
هكـــــــــذا ليــــس تائب مميز يترك سفينة نفســــه فى بحــر التوبــة العظيــم بغـير الرجــاء العظيـــــــــــــم
فى الوصــــــول إلي مينــــــــــــــاء النعمة الهادئ وســــتر سـلام المراحم الإلهيــــــــــــــة .
19 ـ وإلا كيف يقبل قوله الذين يزرعــون بالدمـــــــــــوع بدموع النفس بفرح الــــروح ،
يحصدون ههنــــــــــــــــا العربــــون كمــــــا فى مــــرآه ،
وهنــــــــــــــــاك وجه مقابل مثل ما تعرف وتدبر سياسة مراحم الله .
20 ـ لا تضل أيها القارئ الممـــــــــــــيز ولا تهدأ أو تستكن ولا توقــــــــف حـــركات نفســك عن
الهذيــــــذ الحقيقي وأعمال السكون المتمـــــــــــــــيزة حتى إذا بلغـــت إلى أقصــى الحـــدود ،
فليـــــــــــــــس لك أن تطمع هنــــــا فى راحــة تامـــــة ( بالسلوك ) بالكمال فى تدبيرالسيرة .
21 ـ لم تصادفنى حلاوة ولذة مثل هـــدوء بحـــــــــــر الضــــــــــــــــمير من حركات الغليان وبهجة جو رقيع القلب ،
وهــدوء وســـكون وهداية حركات النفس من كل فعــــــــــــل و إنفعـــــــــــــــــــــــال ،
وسكوت الإرادة والفهم والمعرفة والأفكار عن طــــــــلب كل جيــــــــــــــــــد ورديء ،
ودهشت النفس وغطســــت الحــــــــركات والحواس بلذة ، هذا مثل النــوم الحـــــلو .
22 ـ ظـــــــلام هــــــــــذه الموهبـــــــــــــة وكل فعل الــــــروح يكـون مــــــن
تسيب اللسان بدالة الأحاديث والحزن والحنق والحيل المؤذية الغاشـــة ،
و قســـــــــــــــــاوة القــــــــــــــــلب ، ويظلمهــــــــــــــــــا ( أى الروح )
قتام الذكريات الذي يولد الاضطــراب ويحــــــــــرك الغــــــــــــــــــضب .
الذى يــــــتردد ويفيــض فى القــلب .
23 ـ الوسائط الإلهية التى بها تتفلح الفضــــــــــــائل وتحفــــــظ الوصـــــــــــايا
وتغلب الآلام في بدايتها حتى نتفــــلح ونتــــــدرب
ونبلغ الزكاوة والنقاوة والحرية والحب الإلهي ، هى
التغصــب وقـــسر الذات والتغلب علي الحنــــق و قســـــاوة القـــــــــــــــلب ،
والتخيــلات والحقـــــــــــد و التمرمــــــــــــــــــر وقيـــــــــــام الهـــــــــــــوى .
24 ـ وبواسطة هذه تعمل الفضائل وتغلب الخطيــة والشــــــــــــيطان ،
ومادامـت هذه الوسائط الإلهية ثابتة فى النفس فلا حرية حقيقية ،
بل النفس للآن تحت عبوديــــــة الفضـــــــــائل ،
وهـــــــى فى طريق الفضائل ليس بحرية طبعها .
25 ـ حيث يكـــون الغصب الإضطراراى فليس ثم حــــــرية ، وحيث تكـون الحيل فليس ثم زكـــــــــــــــــــــــاوة ،
وحيث يكـــون غــــــــيرة فليـــــــس نقـــــــــــــــــــاوة ، وحيث معرفـة الحيل فليس ثم موضع لمعرفة الحـق ،
وحيث توجــــد مــــــرارة فليــس هـــــــدوء و اتضــاع ، وحيث توجــــد محبـــــــة الغلبــــة ليــــــــس حــــب ،
وحيث لا يوجد حب روحانى فلا يوجد نور عــــدم التألم ، وحيث لا يوجد نور عدم التألم فلا يسكن هناك نور النعمة ،
وحيث يوجـــد لقـــــــــــــــــــــــاءات ســـــــــــــــــــواء نافعــــــــــــــــة أو ضــــــارة فليــــس ثــم ســــــــــــــــلام .
وإذ ليس الحـــــق قائم لذاته بغيررياء ولا أخـــذ بالوجـوه فليـــــــس نخـــــــس للنيـــــــــــــــــــــــــة ،
وحيث لا نخـس للنيـــــة فالنفـــــــس محتاجـــــــــــة إلى التقويــــــــــــم و معتازة وغـــــــــير كامـــــــــــــــــــــــــلة .
26 ـ القديس أنبا إشعياء كــــــتب عــــن حرية النفس قائلاَ :
ما دامت نيتـــــك تبكتــــــك عــــن شيء تفعــله خارجاَ عن الطبع ، فنحن غربـــاء عـــــــن الحـــــرية ،
لأنـــه حيث يوجـد تبكــــــــــــــــــــيت النيــة ليــــــس هنــــــاك حريـــــــة .
إننـــــا نكـــــــــون أحــراراَ حقــــــــــاَ ودخلنا النيـاحة المقدسة كمسرة الله ،
إذا ما صلينـــــــــــــــا ولــــــم نبكـــــــــت من نيتنـــا قـــط لا من أجل تذكـــار ولا فكـــر غـــــريب ،
وتكــون حواســــــنا وحركاتنــــــــا قد هــــدأت وســـــــــــــــــــــــــــــكنت ،
توقفت عن القتال بالأمور الشــمالية بمراحــم المســــــــــــــــــــــــــــــــيح .
27 ـ إذا وجد فينا المسكن الروحى المعد لقبول المســـــيح شــمس البر داخلنـــــــــا ،
وبالصــــــــــــلاة نحفظ المسكن كمسرته ، تكــون لنا الغلبة بالرب ،
هــــــــو يحــــل فى نفســــــــــــــــــــــك ،
وهــــــــو يهيـــئ فيـــــــــك محل مسكنه وبيت راحته بالنعمـــــــة .
28 ـ وإن كان هو لا يسبق ويعد فيك موضع راحته بعد انعام الزكاوة ، فباطــــل هو جميــع فلاحـــة عملنــا ،
وليس فينا قــــــوة لترضيه كإرادة الــروح القـدس ، ولا أن نحفظ المسكن بطهارة بلا شر .
وليس فينا قــــــوة لترضيه كإرادة الــروح القـدس ، ولا أن نحفظ المسكن بطهارة بلا شر .
29 ـ إن كانت سحابة السلام ظللت على مسكن الحب وثمــــــرة الحيـــــاة الصالحة ،
حـــلت داخل المســـــكن وظـــــــهرت إشراقات جو الحرية الممجـدة ،
وفاحت تلك الرائحـــــــة اللذيــــــــــذة وتشجع القلب وتقوى وقبل العزاء الروحانى ،
ولم تعــــــد تحــــرقك الشــــــــــمس بالنهـــــــــار ولا القمــــــر بالليــــــــل ( مز 120 قبطى : 3 )
بضلالة عدم المعــرفة ، فهـــــذه هـــى الحــــــــرية الحقيقيـــــة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق