2ـ مدرستنان داخلنا :
30 ـ مدرستان داخلنا ، إحداهما لتدريب المعـرفة النفســـــانية التى هى معرفة الخــــــــــير والشـــــــــر ،
والأخرى للتعليم والتدريب بمعرفة الحق التى هى معرفة الحيـــــــــاة ونور النعمة ،
معرفة العدل هــى معرفــة الخير والشـر
وهذه المعرفة تولد للإنسان الغيرة والتخبط و الحنــــــــق والحســـــــد ،
والغضب ومحبة الغلبة وباقى الآلام .
أما مدرسة النعمة فيعمـــل فيها المحبــــــــــــة والســــلام والهـــــــــدوء والتواضـــــــــــع
والصــــبر مع بقية ثمــار الـــــــروح التى كتبها بولس .
ولأنه مكتوب من الثمـــرة تعرف الشـجرة فتميز الآن ماذا تعلمــــك مدرســــة الخــير والشــــــــر ؟
وافهـــــــم مـــــن أيــــــن وممــــن هـى ( معرفتـــــك ) ؟
31 ـ إذا دخلت النفس مدرسة معرفة الخير والشر يعمل فيها العدل وتمتلئ غيرة واضطراباَ وحسداَ وحزناَ وحنقاً .
وإذا دخلت النفس مدرسة النعمــــــــــــــــــــة هـــــــــذه التــى جميــــع أولادهـا يسعون تابعـــين الحـــــــرية ،
وهـــــــذا هــــــو الموضع الذي تفيض فيه النعمــــة بالرحمــــة ،
والتحــــنن على الصــــــالحين والأشــــــرار على الســــــــــواء ،
ومملــــــــــــوء حب وسلام وفرح وهدوء و اتضاع وصــــــــبر ،
وحمــــــــــــــل ضــــعف القـــــريب وعجزه وبقية ثمار الــروح .
32 ـ إن كــــــانت غلبة النفس و انغلابهــا هــو الهذيذ البطال الذى يثير التكــــدر والغضـــــــــــب ،
فالهــــــــذيذ بثمــــــار الـــــــــــــروح يولد حـــــــــــــــــب وســـــــــــــــــلام وفـــــــــــــــرح ،
ومن هــذين الهذيذين ومع ما نستمده مـن أقربائنا ، تكون شــــجاعة الإرادة أو تهاونهـــــــــا ،
فحسنا كتب أن الموت والحيـــــــــاة مـن الرفيق لأنه يعطى مادة لعمـــــــل المدرسة الداخلية .
33 ـ أكثر الناس يكملون حياتهم بمدرسة العدل ، وقد جعلوا ( أنفسهم ) قضاة وحكاماً على جميع أعمال النـــــاس ،
ويزنون الأعمال الصــالحة و الرديــــــــة التى للآخرين بالعـدل ،
ولم يدركــــــوا أنه ثـــــــــــم مدرسة فيهــا تعـــــليم نعمـــــــــــة ،
ورحـــــــــــــمة وتحــــــــــنن أظهـــــــــره ســــيدنا ببشـــــــارته ،
وقليلـــون بعد جهد يفلتون من مدرسة العدل ويدخــــــــــلون مدرســـــــــة النعمـــــــــة والرحمــــــــــــــــــــة ،
وفى الحال يصادقون الحــــب الفائض والســــــــــلام والرحمــة على الصـــالحين والطالحــين بالســواء ،
ويتعجبون من عظم مواهب الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق