مشورة نافعة فى سيرة معرفة الحق ( 3 )
ــ الـــــــــذي أدرك أن كل شيء يزرع ويقام تثبت أصوله أولاً من أسفل وبعد ذلك ينمو إلى فــــوق ،
فهــو أيضـاً يفلـــح ويتـــدرب وينـــزل إلى أسفل ، فإنــــــه بعـد ذلك ينمو بالـــــــروح ويقوم إلى فوق .
ــ الناســــــك الذي يجاهد فى التوبة والنسك بكل أعمال وأنواع الفضائل وهو متكل على بره وليس على النعمة ،
فهو لا يتمــــيز عن الــــذى يجمـــــع حجــــــارة ( الســـد ) ثغـــرة .
ــ ثم مــــــن ( لعدم تواضعه ) أبعـــــده صــــومه عن الحـــــق ،
وآخر نســـــكه ، وآخر تجرده ، وآخــر ســـهره ، وآخــر عمـله ،
وأخر صدوقيته وآخر احتماله . وآخـــر اتبـــــاع الوصايا الإلهية ،
ولكن أقــــــول إن ربنا جزم أنه من دونى لا تقدرون أن تعملوا شيئاً ( يو 15 : 5 ) ،
أعني بالهـــدوء وتواضــــع القــلب التــي بهـــا أنا قــد غـلبت العـالم .
ــ أعمال الفضيلة الممتزجة بالهدوء والتواضع والخوف والحيـــاء والصبر والتحفـــــــــظ ،
فإن كانت موافقة لغرض الذى علق على الصليب ليعطى الحيــاة للعــــالم ،
فهــــــــى سلم لترقى السيرة ، والتى منها سيرة الحرية التي هى عـربون ملكوت السموات .
ــ الــــــــــــذي وجد في داخله ذخيرة ( أي عطية روحية ) فليحـــــترس من نار الحسد ولا يظهر السر
حتى لا يحرق قلب رفيقه ، فيدان من الحق ،
وليحذر أكــثر من الذين لديهم غيرة وحسد .
ــ الــــــــــــذي يصدق أنه من الشرارة الصغيرة تشعل النار ، فليحذر لئـــلا يجمع فى داخله نار الحسد الشــــــرير ،
لأنها حيث تجد مــــادة تلتهــب فإنهــا بغتـة تلتهــب وتفسد الحزم والأكداس أي أفـراح أرض قلبه ،
وأيضاً دخانهــــا يعـــمى أعــــــين كــــــثيرين .
وكمـــــــــا أنه لا يمكن أن تــــــــــــــــــدفن نار فى التبن ولا يفســد ،
هكــــــــــــــذا لا ينجو من الأذى من بداخله نار الحقــــــد والشــــــر ،
ســـواء بشهوة الزنى أو بشهوة المجـــــد والكـــرامة .
ــ المتوحد الذي جرب بذاتــــه ، إن كان بأعمال كثيرة متواترة أم بالصــــــلوات قــــــــد تفلح القلب والعقل ،
وصارا أقوياء وغلبـــــــــــا الحـــــــــــــواس هذه التي يجنيهــا الإنسـان المحافظ دائمــــــاً ،
وليميز ويــزن الربـــــح من كليهمــــــــــــــــا حتى لا تكون غلبتـه هزيمة له وربحه خسارة .
ــ هذيذ الضمير ينفع إذا مــــا تهذبت الحـــواس وهــــــــــــــدأت ،
واتفقت بالسلام والود مع الأفكار والعقل والضمير .
ــ الــــــــــــذي هدأ ذاته بالســـــلام ووفـــــق المنقسمين داخله ( أى الأفكار والرغبات )
وزرع السلام بينهم ، فهذا إله وجميع المخلــــوقات تتوافـــــــــق معـــــه .
ــ الــــــــــــذي يريد تهدئة وحشية الحاسدين ويسالمهم بنقـــــاوة حبـــــه الإلـــــــهى ،
فليحفظ ضميره وأفكاره بالسلام الطفولى الســاذج ، وفى مقابلتهم فليبادر بالمديح والعطايا ،
ويلاقيهــــم بالتواضــع والتبجيل والإكرام الحقيقى ، ويخجـــل وجوههم بتقديـــــم المــائدة ،
وذلك حســـــبما تــــأمر الكتـــب والآبــــــــــــــــاء لكي لا نفقد ســـــلام قلبنــا من نحـــوهم .
ــ الــــــــــــذي لا توافقــــك مصــادقته ، احذر أن تجعله عدوا لك ، بــــــل تحبــه كشـــــريعة الناموس الروحاني ،
وأنت مبتعد عنه جزئياً ، وملاقاتك له تكون بود ومسالمة ، لئلا يتكدر ضميرك وتفقــد سلام قلبـك ،
اصنــــــع كــــــــل شـــــــــــــــيء وحـاول بكل وسيلة ألا تفقد سلام قلبــك
وتتجـــــرد من الله .
ــ إذا قيل عنك رديئاً فتحسر ضميرك ، فلو أنك كنت تطوى ( أي تصوم ) يومين يومين بالمسوح والتوبــة
وكل أنــــواع الصـــلاة والدموع ،
فإنك لن تتحـــرر من ضنك الضـــــــمير ولا يعطيك ربنـــــــا راحــــــــــــــــة
إلا إذا أضـــمرت من كل قلبك أنك مسيء حقــــــــاً سـواء اخطأت أو لم تخطئ ،
مقتنعـــــــــــــــــــــاً فى قلبـــــــك أنك بالحــــــق أســـــــــأت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق