الثلاثاء، 22 مايو 2018

مشورة نافعة فى سيرة معرفة الحق ( 2 ) ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالثالث ) ـ الجزء الرابع ـ فصل 1

مشورة نافعة فى سيرة معرفة الحق ( 2 )


ــ (الراهــــــــب) الذي ليس له اصدقاء مقربين ،
                     فإنه خالي من الضنـــــــــــك .


ــ الــــــــــــــــذي يفيض حبه ويرحــم رحمة إلهيــــة ( أى حسب الوصايا الإلهية )
                     على الكل بلا تمييز ، فإن قلبه هو ينبـــــــــــوع الأفــــــــــراح .

ــ إن شـــــــــــئت أن تكـــــــــون محباً لصورة الله ( أى البــــشر ) ،
                     فلا تفتــــــــش عن ما فى دواخلهم ( أى نياتهم ) .


ــ الشــــــــــــجرة الكثيرة الثمار تنحنى أغصـــانها من ( ثقل ) ثمـــارها  ولا تتحرك بكل ريح ،
 أما الشــــــجرة العديمة الثمار تتشامخ أغصانها وتتحرك من كل ريح ، وهكذا أيضاً المتوحد .


ــ المتوحــــــــد الذي باختياره خطب نفسه للمسيح ، فليحــــفظ حريتــــــه منفـــردة بلا دنـــــس ،
                    أمـــــــــا ــ وإن كان في السكون ــ ولكن كان في ضميره وساوس فيفتش ويدين ويتخاصم مع قريبه ،                 
                                                                فهو بأفكــــاره هــذه يتعـــامل بالغــــــش مـع خطيبــــه المســـيح .


ــ المتوحــــــــد الغـــــــــــاش بضمــــــــــــــــيره وذو رئيـــــــــــــــــــــين يشــــــــــتم ابن الله .


ــ المتوحــــــــد الــــــــــــــذي خـــــــــــــــــــــرج ( من وحــــدته )
                   سعياً في طلب الأشياء المنظورة ( أي الأرضيات ) ، فإنه قد دنس وعده الأول .


ــ المتوحــــــــد الذي وهــــو في وسط كثيرين يتصـرف كأنه في الوحدة ، فهذا مجاهد نشيط ، ( وهو في موقفه هذا )
                  يكون محتاجاً إلى المعرفة المقدسة المعـطرة بتحقير الذات وطــــول الـــروح
                  والاتضـــــاع والتصاغر حتى تتحمـــل نفســــــه ويــــصبر على ما يأتي عليه ،  
                  لأنـــه قـــــــد لا يتمكــــن من السـلوك كما يحــق عليــــــه ( كمتـــــــوحـــد ) ،
                                  وعليـــــــــه أن يجــــاهد بتغصـــــــــــــــب .


ــ  النـاســـــــك الذي يتغـصب ويصــــبر مدة الســــكون والوحـــــــــــــــــدة بالاختفاء عن اللقاءات ،
                   فإنه يتخلص من العادات والتدابير الأولى والحيل ، التي هي رباطــــــات النفـــــس ،
                   وبهـــــــــذا يمـــــوت الإنســــــان ( العتيــــق ) و يعيــــش ( الإنســـان الجديــــد ) .


ــ الإنســــــــان الذي يحاول أن ينهض إنسانه الداخلي قبل أن يتجرد من إنسانه العتيق ،
                   باطــــل هو عمـــــله ، وكلامي هذا يدركــه ( بتطبيقــه ) عمليــــــــــــاً .


ــ الــــــــــــــذي يبــــدأ أن يزين نفسه الداخــــلية بالمحــــاسن الروحيــــــــــــة ،
                   قبـــــل أن يعدل عاداته الخاصة وكثرة تقلباته وينظم  حواســـه ،
                   فهـــــــذا لا يتحرر من وثوب الاضطراب عليه جميع أيام حياته .


ــ  القاسي القلب والمتمســـــــــــك بكلمتـــــه ( أي المعاند ) ، إن هو قوم هدفه بـأن يكون عناده هذا ضــد الشهوات ،
  فإنـــــــــــــه يصير ناسكاً مجاهداً في سيرة ( النســــــك )، وبعـد جهـــــــــد يؤهل لبساطة الإيمان ونقاوة النفــس .


ــ المتوحـــــــد المتضع النفس ذو القلب الطفولي البسيط  ولا يتشدد في كلمته ( أي رأيه )
                                 ــ فلو ظُــــن فيه أنه أبــــــله ــ فهو إن تقــدم لتــدبير الجهـــاد
                                    فإنه بســـــهولة يــــــتزكى ويبـــلغ النقــاوة ،
                 لأن ميول الطبع تساعده لأنها نصف العمل إن كانت تميل به إلى النوح والتغصب كقول الآباء .


ــ الــــــــــــذي بدون صلاة ولا مشورة ولا اختبــار وفحـــص النيــة ،
                 يفعــل أي فكــر يصـــعد بغتـــــــــة إلى قلبـــــــــــــــه ،
                 فهـذا لا يتميز عـــــــن البهيمـــــة ، وهو أخـيراً يندم .


ــ الضمــــــــير النقي البســيط هو مسكن التقــــــــــــــــــــــــــوى ،
والضـــــــمير الغاش القاسي هو مسكن الآلام ( أي الشــهوات ) .


ــ الطــــــــــيب ( أى البخور ) الذى يصعد من اللبان تكون رائحته حسب المادة التي يتركب منها هذا اللبـــــان ،
                   وســــــــــلام وفـــرح القلب تعطى حــلاوة للنفس  حسب المادة (التي فى القلب ) أي السـلام .


ــ المتوحــــــــد الذي لا يصعد منازل ( أى درجـــــــات ) الســيرة بالترتيب
                   مــن بداية الألف والباء إلي تمام القامة الشــــين والتــاء  ( هذا حسب الأبجدية في اللغة القبطية )                    
                   هكذا بترتيب ، بل بالحيل يقفــزليتصيـد درجـــات الكمال ،
                   فهذا يسقط بغتــة ، ويدان مع ســارقي البيـــت المقدس .


ــ المتوحــــــــد الـذي تخلص من الآلام ( أى الشهوات ) بالفضـــــائل ، وأهــل لعمل العجائب ( هذا مجرد فرض ) ،
                  ولكنه غير كامل فى الحب الخالص والرحمة ( للجميع ) بــدون تمييز ، فهـــذا إلى الآن ناقــــــص .


ــ المتوحــــــــد الحزين ( على خطـــــاياه  بالمقــارنة ) بحـــــب المســــيح ،          
                  وقلبـــه منسحق بالشفقة على الصالحين  والأشرار ببساطة ،
                  فهـــذا قد لبس المسيح خفية واســتضاء عــقله بالـــــروح ،
                 وشــعر بالتجــديد الذى سـيقبله طبعنـــاً .


ــ  إن كنـــــــت بأعمـــــــــالك تجعل جسدك ذبيحة وتنقي نفسك وتصنع العجائب ،
                   ولكــــــــــــن لم تقتن دالة وقـــت الصلاة ، بها تقتنع بالنيـــة أنك
                                    اقتنيت التجـــــــديد بـــروح يســـــــــــــــــــــــــوع ،
                  فلا تضــــــل فإنك بهـــذا الحــال لا تــرث مــــــيراث القديســــين .
    
ــ  الــــــــــــذي على الدوام يهــــدئ نفســـه ، ويحـــــاول بكل وسيلة أن يـنزع من قلبـه الحســد والشـــر ،
                                                       ويــــــــزرع في نفســــه الحــــب الصـادق لكـــــــل أحــــــــد ،
                                                       فهـــــــــــذا قد هيأ فى داخــــــله محــــــلاً للثــالوث القدوس ،
                 وســيحصد مــن أرض قلبــــه ثمار الروح التي هى الرجـاء والفـــــــرح والعــزاء الخــــفي .


ــ  الــــــــــــذي يصالح ذاته أخير من الذى يصالح شعوباً منقسمة ،
                   بينمـــا هـــو غاضــــــــــب منقسم على ذاتــــــــه .


ــ المتوحــــــــد الذي فى داخله عزاء بلا سبب ، فهذا قد وجد يسوع متهللاً بالروح ( لو 10 :21 )
                                     معترفاً لأبيـــــــه الذى أظهر مجده للأطفال بالمسيح .


ــ  الــــــــــــذي  شــــــعر أن  إنســانه الداخلي قد نهـض ، وانطــلق لســانه بالشــكر ،
                   وبدأ يشخص بالصـلاة الخفية والتســــــــــبيح الملائــــــــــــــــــــكي ،       
                   يجـــــــب أن يُمـــــــــــــــــيت أعضاءه الأرضية ويتجرد من التحـايل ،
                                  ويداوم المفاوضة  ( أي التأمل ) منفـــــــــــــــــــــــــرداً ،
                   لئــــــــــــــلا يتضــــــــــــايق ( أى يتملل ) ويشقي وينطفئ  ويتبدل ( حاله ) ،
                                   فيكــــــون لـــــه البكــــــــــاء وصرير الأســــنان من النــــــــــدم .
                
ــ  كما أ الجاهل الذي لا يعرف الكتابة تكون معرفته ليست كالمعتاد ،
  هكـــــــــــــذا الذى تعمل فيه النعمة تكون له  نظرة أخرى وقــــوة ( روحانية ) تلازم كل شيء يصنعه .


ــ  كمــــــــا أن الحرِفَ لا تُعلّم بالكلام ،
 هكـــــــــــذا الفضائل التــــي للسيرة أ الصوم والســــــــــهر والنسك والصــــلوات
                          لا تُعلّم من قراءة الكتب  وحدة الحركات والفهم ( العقلى فقط )
                                  من دون خبرة شخصية طويلة ، فى فلاحـــــــــــــــــــة
                                  ( أى ممارســة ) الجهـــــــــاد .


              ــ جاهــــــــل يمــــارس صـــناعته بخــــــــبرته الذاتيـــــة ،
أخــــير من عـــــــــارف يتعلم ســــيرة الـــــــروح من سطور الكـــتب ،
             ومن التسليم من آخرين من غير خـــبرة شخصية محكمـــة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق