مشورة نافعة فى سيرة معرفة الحق ( 2 )
ــ (الراهــــــــب) الذي ليس له اصدقاء مقربين ،
فإنه خالي من الضنـــــــــــك .
ــ الــــــــــــــــذي يفيض حبه ويرحــم رحمة إلهيــــة ( أى حسب الوصايا الإلهية )
على الكل بلا تمييز ، فإن قلبه هو ينبـــــــــــوع الأفــــــــــراح .
ــ إن شـــــــــــئت أن تكـــــــــون محباً لصورة الله ( أى البــــشر ) ،
فلا تفتــــــــش عن ما فى دواخلهم ( أى نياتهم ) .
ــ الشــــــــــــجرة الكثيرة الثمار تنحنى أغصـــانها من ( ثقل ) ثمـــارها ولا تتحرك بكل ريح ،
أما الشــــــجرة العديمة الثمار تتشامخ أغصانها وتتحرك من كل ريح ، وهكذا أيضاً المتوحد .
ــ المتوحــــــــد الذي باختياره خطب نفسه للمسيح ، فليحــــفظ حريتــــــه منفـــردة بلا دنـــــس ،
أمـــــــــا ــ وإن كان في السكون ــ ولكن كان في ضميره وساوس فيفتش ويدين ويتخاصم مع قريبه ،
فهو بأفكــــاره هــذه يتعـــامل بالغــــــش مـع خطيبــــه المســـيح .
ــ المتوحــــــــد الغـــــــــــاش بضمــــــــــــــــيره وذو رئيـــــــــــــــــــــين يشــــــــــتم ابن الله .
ــ المتوحــــــــد الــــــــــــــذي خـــــــــــــــــــــرج ( من وحــــدته )
سعياً في طلب الأشياء المنظورة ( أي الأرضيات ) ، فإنه قد دنس وعده الأول .
ــ المتوحــــــــد الذي وهــــو في وسط كثيرين يتصـرف كأنه في الوحدة ، فهذا مجاهد نشيط ، ( وهو في موقفه هذا )
يكون محتاجاً إلى المعرفة المقدسة المعـطرة بتحقير الذات وطــــول الـــروح
والاتضـــــاع والتصاغر حتى تتحمـــل نفســــــه ويــــصبر على ما يأتي عليه ،
لأنـــه قـــــــد لا يتمكــــن من السـلوك كما يحــق عليــــــه ( كمتـــــــوحـــد ) ،
وعليـــــــــه أن يجــــاهد بتغصـــــــــــــــب .
ــ النـاســـــــك الذي يتغـصب ويصــــبر مدة الســــكون والوحـــــــــــــــــدة بالاختفاء عن اللقاءات ،
فإنه يتخلص من العادات والتدابير الأولى والحيل ، التي هي رباطــــــات النفـــــس ،
وبهـــــــــذا يمـــــوت الإنســــــان ( العتيــــق ) و يعيــــش ( الإنســـان الجديــــد ) .
ــ الإنســــــــان الذي يحاول أن ينهض إنسانه الداخلي قبل أن يتجرد من إنسانه العتيق ،
باطــــل هو عمـــــله ، وكلامي هذا يدركــه ( بتطبيقــه ) عمليــــــــــــاً .
ــ الــــــــــــــذي يبــــدأ أن يزين نفسه الداخــــلية بالمحــــاسن الروحيــــــــــــة ،
قبـــــل أن يعدل عاداته الخاصة وكثرة تقلباته وينظم حواســـه ،
فهـــــــذا لا يتحرر من وثوب الاضطراب عليه جميع أيام حياته .
ــ القاسي القلب والمتمســـــــــــك بكلمتـــــه ( أي المعاند ) ، إن هو قوم هدفه بـأن يكون عناده هذا ضــد الشهوات ،
فإنـــــــــــــه يصير ناسكاً مجاهداً في سيرة ( النســــــك )، وبعـد جهـــــــــد يؤهل لبساطة الإيمان ونقاوة النفــس .
ــ المتوحـــــــد المتضع النفس ذو القلب الطفولي البسيط ولا يتشدد في كلمته ( أي رأيه )
ــ فلو ظُــــن فيه أنه أبــــــله ــ فهو إن تقــدم لتــدبير الجهـــاد
فإنه بســـــهولة يــــــتزكى ويبـــلغ النقــاوة ،
لأن ميول الطبع تساعده لأنها نصف العمل إن كانت تميل به إلى النوح والتغصب كقول الآباء .
ــ الــــــــــــذي بدون صلاة ولا مشورة ولا اختبــار وفحـــص النيــة ،
يفعــل أي فكــر يصـــعد بغتـــــــــة إلى قلبـــــــــــــــه ،
فهـذا لا يتميز عـــــــن البهيمـــــة ، وهو أخـيراً يندم .
ــ الضمــــــــير النقي البســيط هو مسكن التقــــــــــــــــــــــــــوى ،
والضـــــــمير الغاش القاسي هو مسكن الآلام ( أي الشــهوات ) .
ــ الطــــــــــيب ( أى البخور ) الذى يصعد من اللبان تكون رائحته حسب المادة التي يتركب منها هذا اللبـــــان ،
وســــــــــلام وفـــرح القلب تعطى حــلاوة للنفس حسب المادة (التي فى القلب ) أي السـلام .
ــ المتوحــــــــد الذي لا يصعد منازل ( أى درجـــــــات ) الســيرة بالترتيب
مــن بداية الألف والباء إلي تمام القامة الشــــين والتــاء ( هذا حسب الأبجدية في اللغة القبطية )
هكذا بترتيب ، بل بالحيل يقفــزليتصيـد درجـــات الكمال ،
فهذا يسقط بغتــة ، ويدان مع ســارقي البيـــت المقدس .
ــ المتوحــــــــد الـذي تخلص من الآلام ( أى الشهوات ) بالفضـــــائل ، وأهــل لعمل العجائب ( هذا مجرد فرض ) ،
ولكنه غير كامل فى الحب الخالص والرحمة ( للجميع ) بــدون تمييز ، فهـــذا إلى الآن ناقــــــص .
ــ المتوحــــــــد الحزين ( على خطـــــاياه بالمقــارنة ) بحـــــب المســــيح ،
وقلبـــه منسحق بالشفقة على الصالحين والأشرار ببساطة ،
فهـــذا قد لبس المسيح خفية واســتضاء عــقله بالـــــروح ،
وشــعر بالتجــديد الذى سـيقبله طبعنـــاً .
ــ إن كنـــــــت بأعمـــــــــالك تجعل جسدك ذبيحة وتنقي نفسك وتصنع العجائب ،
ولكــــــــــــن لم تقتن دالة وقـــت الصلاة ، بها تقتنع بالنيـــة أنك
اقتنيت التجـــــــديد بـــروح يســـــــــــــــــــــــــوع ،
فلا تضــــــل فإنك بهـــذا الحــال لا تــرث مــــــيراث القديســــين .
ــ الــــــــــــذي على الدوام يهــــدئ نفســـه ، ويحـــــاول بكل وسيلة أن يـنزع من قلبـه الحســد والشـــر ،
ويــــــــزرع في نفســــه الحــــب الصـادق لكـــــــل أحــــــــد ،
فهـــــــــــذا قد هيأ فى داخــــــله محــــــلاً للثــالوث القدوس ،
وســيحصد مــن أرض قلبــــه ثمار الروح التي هى الرجـاء والفـــــــرح والعــزاء الخــــفي .
ــ الــــــــــــذي يصالح ذاته أخير من الذى يصالح شعوباً منقسمة ،
بينمـــا هـــو غاضــــــــــب منقسم على ذاتــــــــه .
ــ المتوحــــــــد الذي فى داخله عزاء بلا سبب ، فهذا قد وجد يسوع متهللاً بالروح ( لو 10 :21 )
معترفاً لأبيـــــــه الذى أظهر مجده للأطفال بالمسيح .
ــ الــــــــــــذي شــــــعر أن إنســانه الداخلي قد نهـض ، وانطــلق لســانه بالشــكر ،
وبدأ يشخص بالصـلاة الخفية والتســــــــــبيح الملائــــــــــــــــــــكي ،
يجـــــــب أن يُمـــــــــــــــــيت أعضاءه الأرضية ويتجرد من التحـايل ،
ويداوم المفاوضة ( أي التأمل ) منفـــــــــــــــــــــــــرداً ،
لئــــــــــــــلا يتضــــــــــــايق ( أى يتملل ) ويشقي وينطفئ ويتبدل ( حاله ) ،
فيكــــــون لـــــه البكــــــــــاء وصرير الأســــنان من النــــــــــدم .
ــ كما أ الجاهل الذي لا يعرف الكتابة تكون معرفته ليست كالمعتاد ،
هكـــــــــــــذا الذى تعمل فيه النعمة تكون له نظرة أخرى وقــــوة ( روحانية ) تلازم كل شيء يصنعه .
ــ كمــــــــا أن الحرِفَ لا تُعلّم بالكلام ،
هكـــــــــــذا الفضائل التــــي للسيرة أ الصوم والســــــــــهر والنسك والصــــلوات
لا تُعلّم من قراءة الكتب وحدة الحركات والفهم ( العقلى فقط )
من دون خبرة شخصية طويلة ، فى فلاحـــــــــــــــــــة
( أى ممارســة ) الجهـــــــــاد .
ــ جاهــــــــل يمــــارس صـــناعته بخــــــــبرته الذاتيـــــة ،
أخــــير من عـــــــــارف يتعلم ســــيرة الـــــــروح من سطور الكـــتب ،
ومن التسليم من آخرين من غير خـــبرة شخصية محكمـــة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق