4 ـ العفة وحياة الجهاد :
٢٢ ـ الشيوخ العفيفون الذين من الصبى إلى الشيخوخة أضـنكوا أنفـسهم بالنسك في كرم الـرب بالتدبير الحسنة ،
فهـم بعد جهــد يؤهلوا جزئيـــاً لاحــــــدي مواهــــــــــــب بلــــد السلام .
وأما الصبيــــــان بحــــــــرارة الوثبات الطبيعيــة ( اي باندفاع الشـــباب ) والمغــــــــــالاه غير الصحيحـة
فإنهم يتطــلعون بما ليس لهم ويتخيــلوا حماس الابـــــاء المســطر فــي كتبهـــم ،
أويقبلون بالتعليم والتسليم مـن آخرين بغير جهــاد ،
فهــــــــــولاء تمقتهم النعمة ، ومن الحكمة أن يصـبروا ويطيلـوا أرواحهم ولا يندفعـــون
الي العظـائم ، بل يعملون في الكرم بهدوء إلى زمان الراحة الحقيقيــــــــة .
٢٣ ـ وإذا ما تجاســــروا أكثر ، تتخلى عنهم النعمـــــــة قليــــــــــــل ، ويقعــون فـي ربوة تجارب كثـــيرة ،
ويتعبون بآلام الجســـــد ، تـــــلك التي كانت مزدرية في أعينهم ، ويتعبـون بظلمـات نفســــــــــــانية ،
وتستهزئ بهم الشياطين، ويتتعرضون لزلات متواترة وحيـــرة ، وضـــــجر وصـــــغر نفــــــــــــــس ،
ويكونـــــــوا كمن فقـــد عقولهـــــم حتى الجنـون .
٢٤ ـ ما أصـــعب وأقــــــسى الضـــــوائق والتجـارب والفخــاخ الموضــــــــوعة في هـــــذه الطـــرق الضيقــــــة ،
التي لسيدنا أمام الذين يريدوا أن يدخلوا منزل الحياة ليأكلوا من شـــــهد الـــــــروح ،
بواســـــطة الدوافــــع الطبيعيـــــــة والحـــــرارة الحمــــــاس وحـــدة الحركـــــات ،
والتسليم من آخرين .
٢٥ ـ النساك الحقيقيون الذين أضنكـــــوا أنفســـــــهم بالنســــــــــــك وابتعدت عـنهم المحاربات الطبيعية ،
والحرارة ( الميول ) الأولى ، فانهــــــــــــــم بعد جهد يـستحقون مواهب الـــروح ،
فيســــــــــــيروا بهدوء السلامة في الطرق بـلا ألـم ،
لأن أمور ســـيدنا يــأتي مـــــن نفســــها بذاتهـــــــا ،
إن كان الموضـع ( القــــلب ) طــــــــــــــــــاهر وغير دنـــــس بالآلام والشـــــرور ،
لأن ملكوت الســماء لا يأتي بترصـــــــــد ( لو 17 : 20 ) .
٢٦ ـ النفــــــــــس التي وهبـت ذاتها للمسيح
وكان لذهنها الإحســــــاس بأســــــرار الملكــــــــوت واتكأ علـى المائـــــــــــــــدة الروحانية ،
وبمفاوضـــة الصلاة الخفية ذاق عظائم أسرار اللَّه ، وصار ناظر امجاده المتعالية عن الطبـع ،
ثم ( بعد هذا ) نسيت ذاتها ( أحبت بالارضيات ) ،
وبدأ ضميرها يطيش في الفكـــــير في الخــــــلائق ، ويغوص في المنظورات ،
ويســـتعوض مائدة بموائد ومفاوضة ( الصـــــلاة ) بمفاوضــات ( عالميـة ) ،
( فهذا الشخص ) تيقظــــــــــه النعمـة أولاً بوخز الضمير ، وبعد ذلك تخوفه بخيالات النــــوم ،
وتزعجـــــه بالمنـاظر العجيبـة ، وتمقته بالمؤذيات الخفيـــة والظاهـــــــــرة ،
والأمر لهــــــا ( اي النفس ) إما أن تختار لذاتها الحياة الجديـــــدة أو المـوت الروحـــــــــــي .
٢٧ ـ الباب الذي به يدخـــــــل الذين يريدون أن يبلغــــوا بوثبات ومغالاة ، وهــم غيـرمـؤهـلين للطهــارة ،
هـــــــــــــــو إلالتهاب بفعل شهوة الزنا من غير ألم القتال ، من فيه كفء أن يفهـم فليفهم ،
مما يصادف من ربوات التجارب والمصاعب والآنهزام وفساد الدم ( الانحراف الروحي ) ، .
٢٨ ـ باب الحــــــــــق الذي منه يدخل الشيوخ العمـالين إلـى أرض الميعـاد هـو غطـســــهم ، بنهــر الأردن
بمجاري الدموع السائله من عيونهم مـن غيـر إرادة ، ولا تغـــــصب ،
بل من الفـرح الـذي فوق الطبـع ، ومع هذا فهم مفتقرين لمعونـة النعمة وهـــــــــداية الأب الروحاني .
٢٩ ـ المتوحد الذي أهل لعــــــدم الآلام و الاحساس بما يفـوق الطبع بأســــرار عظائم اللَّــــــــه ،
ليس ينبغي عليه ألا يقطع الرجاء عندمـــــا يُغـــــــلب من الآلام الطبيعية ،
بـل يـشفي جرحـــــــه بالتوبـة ،
لأن آلام الطبيعة ثابتـة فى الطبـع وتضــــــايق القديـســــــــــــــين ،
وهـم محتاجــين للتوبة إلى آخر نسمة من حياتهم .
٣٠ ـ مادام الألم ( الشهوة ) ثابت في القلب ، و النفـــــس تتنازل معه وتحبــــه ،
فهــــي إلى الآن ما وجـــــد فيها روح اللَّه راحـــــة ،
بل يقرع ولا يعــــبر ( إلى داخل القلب )
وإن كـــــــــــــــــــان ( روح اللــــــــه ) يثابر ويثبت فهذا دليل محبتـــــــه .
٣١ ـ الذي ولد روحانياً بالعماد المقدس ، وتتلمذ للتدبير الملائكي ( أى يسلك الرهبنـــــــة ) ،
ينبغــــــــــي له أن يعمل ويجاهــــد مقابل الآلام ويسأل نعمــــة اللَّه أن يولــــد للطهارة
ويؤهل إلى ما هو فوق الطبع لسر استعلان الروح
لكي من ههنــــــا يقبــــــــــــــــــل باســتعلان ســـري عربـــــون مجد كـــــنز البنـــوة
الذي هو بالفعل عتيــــد أن يقبـــــل في تجديد العامـــــــة ( القيامة ) .
٣٢ ـ يســــــــــــــكن المتوحد بربنــــــا ،
وربنــــا بالمتـوحد ،
عندمــــــــــــــا يبلــــغ قلبــــــــــــه إلى منزل الزكـاوة ،
ويعاين في ذاتـــــــه نور عــــدم الآلام .
٣٣ ـ في وقت ينسكب نــــــــور استعلان المســــــيح ،
عــــلى نــــــــور العقــــــــــــــــــــــــل ،
فيصمت بالدهش ويرجع إلى بلــــــده .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق