الميمر السادس
وأيضـــــاً مـــن
رؤوس المعرفة
1ـ الادراكــــات الروحيـــــة .
ــ القول باتحاد المؤمنين بالآب والأبن ،هـــــذا الذي قاله الابن إلى الآب في صلاته وقت آلامــــــــــــه ،
ليظـهر مســبقاً الســـر الذي يكمــل فعــــلاً في العـــالم الجـديد ،
عندمـا تنتهـي أمـــور هــــذا العـالم ونبــلغ بدايـة تلك التقــوى ،
عندما يرتفــــــع ســــيدنا مــع جوقـــــــات القوات الســــمائية ممجدة عظمته ،
وذلـــك بعـــــد أن يـــــــدين الأرض دينونة ممـــتزجة بالرحمــة ومعـه يرتفــع جميع المستحقين ،
من هذاالبلد الأوســط لذلك البــــلد الأبــدي حيث الآب والابن غير المحدودين .
والوسيط يسوع المسيح ســـيدنا بــــــــــه نعاين الثالوث القدوس غير المدرك كمــــا في مـــــــــــرآة .
وبــــــــه نقبل النعيــــــــــــــــــم الذي يخرج من ينبـــوع الحيـــــــاة ،
وبواسطته يدنــــو إلى الله الآب فيها كل الناطقين الأولين والآخرين ،
وينالون ذلك الفـــرح الذي لا يفارقهــــــــــم إلى الآبــــــد .
قال الآباء :
إنـــــــــــــه في تلك الساعة التي فيها يختطف القديســـون بالأمر الإلــهي ليرتفعوا لسعادة ملاقاة سيدنا ،
حـــــــــــيث تجذبهــــــم قـــــــوته كحجـــــــر المغناطيــس الـــــــــــــــــذي يجذب إليه قطـــع الحديــــــــد ،
حـــــــــــيث ينضم جميع رتب السمائيين وجوقات أولاد أدم لكنيسة واحـدة ،
وعنــــد ذلك يكمل غــــــرض الخـــــــالق الـــــذي كان منــذ إنشـاء العـالم ،
لما خـــــــلق الخليقـــــة بالنعمـــــة وصوبهــــا لهذا المصير .
ــ إن جميع تقلبات العالم وتغيراته هــي لخدمة الناطقين ( أي البشر ) كأنهم سادة ،
( هذا في العـــــالم ، وأيضـــــاً ) فــي الملـــــــــــــكوت يتنعمــــــون بالعــــــــالم
الذي لا انقضاء له وحيـــــاة التنعم فيه لا تتغـــير .
ــ الذبيحـــــــة المــــــــــــــــادية هي ذبيحة جسدانية تشترك فيها النفــــس بإرادتهـــــا الفاضلة .
والذبيحة غير الماديـــــــــــــــة هي ذبيحة نفسانية ( أي تقدمها النفس ) ويشترك معها الجسد
بالخضوع العفيف .
والذبيحــــة التي بلا شـــــــــكل هي سجود العقـــــل الذي يتأمل روحياً بكلمة غير مسموعة ،
وفي كل حـــــــركاته يطـــــــأطئ رأسه أمـــام العظمــــــــــــة .
ــ الإدراكات الروحية في الصــلاة هي أفضـــل صـــلاة .
والإدراكات الروحية في الصــلاة هي إحســـاس روحي .
وكلمــــــــات التضــــــــــــــرع التي لا يصاحبها تصورات مادية ،
هــي الصـــــــلاة الطــــــــــاهرة .
ــ في الصلاة : ثمة كلمة منطوقة لا يصاحبها تصورات ، وثمة كلمة غير منطوقة ولا يصاحبها تصورات ،
الواحدة منها تشارك فعل الروح القدس ، والآخـــرى من الإرادة الصـــــــــالحة النشيطة ،
ومن النعمة ومعــــــونة النعمـــــــــة الخفيــــة ،
وبغير معرفة وبغير احســاس من معـرفة والهذيـــــذ الفاضل إنما يكون للأنقياء والفضلاء .
ــ كل تصورات شخصية في الصلاة هي نقص للعقل وقت الصــــــــــــــلاة ،
وإن كــــــــــــــــــان وجـــــــودها هو مـــن العجز أو من البلادة فلا لوم ،
أما إن كـــــــــــــــان منهــــــا ما هو بسبب موافقة العقل لها ولم يجاهد قبالها ،
ســـواء كانت شهوانية أو غير شـهوانية ،
فهي خـــارج عن الهــــــذيذ الفاضل للعقـــــل ،
وهذه تجعــــل المتوحــــــد تحت اللوم قدام الله .
اســــتعمال التقــــــويم الثـــاني الذي يحـــــدد لكل حــــــــــركة مســـــــــــتوى ،
هذا القيام الكثير من الافــرازات يبـدأ عند إنتهــاء ذاك الذي يتقــدم بمعرفتـــــــه في الضمير .
ــ الــــــــــــــــزارع عند القـــاء البذار يحرك الكلمة بالعنــاية ،
فكل اعتناء يقابله العمل وينتظر المخــرج ،
ذاك الـــذي سبق وتحــــرك في العقــــــــل .
ــ الصــــوت الأول ثاؤوريــــــــا أزليــــــة اللاهــــــــوت ،
و الصوت الأخير بسر افرازات أقانيمها هي بالزراعة ،
المنادي الأول بالنـــــــــــــــــور الأول هو النـــــــــور المحســــــــــوس .
وهو أيضاً أرشد النيرين إلى النور .
ــ انظـــــــــــــــر كيف بنقاوته الكاملة من البداية حـــــــرك بحسنه بتمجيد كثرة النور للأقراص ( الأجرام ) المتقدمة .
وهو أيضاً بتقسيم أجزاءه للإخوة الاثنين بأنواره لمن حرم من النور .
وتمجيد الثاؤوريا الأولى جذبه إليه بحدودها . وهي أيضاً تســــــــــــر وترجـــــــــع إليــــــه .
ذاك الذي من معرفته صار الناطقون الكبار .
ــ الثـــــاؤوريا الوحيدة بواســـطة الأجســـــــاد قبلت التعــــــــــــليم ،
والثانية هي الوحيدة صارت لها معلما بشبيه الأجساد اللابسة لها .
ــ المجد لعظمة حبــــــــك الذي لا يقـــــــــــاس .
المجد لعجب نعمتـــــــك التي لا شــــــــبه لها .
المجد لعدم إدراك تنازلك الذي أقام الروحــــــــــانيين بالتعجـب الــــــذي لــــه تفســــــــير ،
وفـي الآخرة بحقيقة أجسادهم رفعتهم لثاؤوريا فكرها أزليا بإتقان .
ــ كل وقــــــــــت يتذوق العقل إفـــــــــــــــــــــــــرازات الثاؤوريا الأولى الروحانية الوحيدة
تنشأ فيـــــه أدلة إلى السبب الذي من الثاؤوريا يوجــــد ، وإليها يتخـــلف .
ــ كل عقـــــــــل حســــــب مقــــــــــــــدار الإفرازات التي بهــا يســـــتنير
يعـــــطي موهبـــة ودالة حسب
مقــــــــدار النـــــــور .
ولكــــــــن ليس صـــغرالنـــــور وكـبره ترفــــــع أو تقــاس بعقــــــــل قـــــــــــابله .
فلهـــــــذا في الافرازات يقــترن إلى حد الدهــش وثـــــم منهـــــــــا وبها حـــــــدود .
ومن هنـــا يعرف الفيض أو يقاس النور في العقل الذي يقبل ، ونقاوة النظر وظلامه .
ليــــــــــــس كل ظلام وصعوبة في الجهـــاد يأتي في إثرها موهبــــة ،
ولكن لابـد أن تســـــبق هــذه ( الأمـــــــور ) أي موهبـــــــــة .
إما قبل وقتها ( أي وقت نوالها مباشرة ) أو قبل يوم أو شهر أو ســنة ،
وذلك حسب مقــدار العطيـــة .
لأنـــــــــــــــه لا يمكن أن يأتي الصـــــلاح إن لم يسبقه السجس والتكدر
وظـــــلام عظيـــــــم وتجربة .
فلهــــــــــــذا فإنه في أي وقت يؤهل العقل لقبول موهبة أو راحة ،
يكون أمامه جهاد عظيـــــم وشر ( أي ضيق ) كـــثير ، وبخروجه من هذه يلاقيه النور .
وبمقدار الضيق يكون النور ، وعندما يكون الضيق شديداً فكذلك تكون الموهبة عظيمة .
وها نحن نعـــاين جميـــع القديسين يجري معهــم هكــــذا .
ـــــــــــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق