3 ـ سقوط الجبار
عسرة جداً ورديئة من تدابير الســيرة ، ومفتقرة إلى توبـــــة على قدر السقوط من علو الفضيلة .
وأشر مـــن هــــذه وممــــلوء خطـــراً ، الســــقوط من عـــــلو التدبير الروحاني الذي للحــــــرية ،
ولو أن ضربته تشفى بعد جهد بدواء التوبة . وقليلون الــذين ينجون من الخطر .
47- الشياطين سلابين لطفاء وهم متجــلدون يرصدون أثر الـــــــذي يشتاق للكمـــال ولا يشــــــــفقون ،
وهم لايتعبــــــــــــــون إذا طالت الســــــــنين ، كما كتب عنهم .
48- محبوب عنــــدهم صيد جبار واحـــــــد ، كــــم مـن مـــــــــــرة قطــــــع شـــــباكهم و كسر فخـــاخهم ،
و عـــصى لـــــــــــذة ضغط الإغراءات
و اقتنى فى ذاكـــرته كــــنز الحيـــــاة ،
( إنه لمحبوب عندهم سقوط مثل هذا ) أخيراً من ربوات كثــيرة من الثعالب الصغيرة ،
الذين بلا تعب وعناء يسقطون أنفسهم ويعثرون لهــــلاك دون جهــد من الصيــادين .
49- الصيادون المهــــرة إذا وقع في مصائدهم سبع جبار ضاري سبق أن قطع حبال فخــــــاخهم ،
فإنهم يخفون أنفسهم ويكمنـــــون لـــــــه من كل ناحيــــــــة ويحكمون أوتار مصائدهم عليه ،
إلى أن يتعثر هو نفسه ويشـــتبـــــــــــــــك ( بحبـال المصائد ) ، وتضــــــــعف قــــــــــــــوته ،
حينئذ يثبون عليـــــــــه ويقلعون أظـــافره ويسكرون أنيــــــابه أي يأخــــــذون منه ســلاحه ،
حتى تضمحل قوتـــــــه ويتركــــــــــــونه ملقى وســـــط الناس ليعــــــــــلب به الصبيـــــــــان .
50- هكــذا حال المتوحد الشجاع الـــــذي بمعـــــــــونة الله كســـــــر مراراً فخاخ الشـياطين ،
وقطـــــــــع حبال مصـائدهم وأرعب صفوف عساكرهم ومرر حيــــاتهم بقوة النعمـــــــة ،
فإنــــــــــه إذا نام بالغفــــلة والإهمال قليــــــــــلاً ،
أو تعظم بالافتخـار وانتفـخ بالظنـــــــون ،
و إدعاء العظــائم وتكــــبر على الضعفاء ،
مثـــــــل غــــالب قهــــر الآلام والخطية والشـــياطين ،
وإنه أخضع نفسه مدة من الزمان بأعمال النسك و استحــــــــق الرحمـــــة ،
وجاء الوقت الذي يستريح فيــــه ويتمجـــــــــــــد ممن ينظـــــــــــــــــــرونه ،
ومثل هذه الأمور ( إن الذي يصـــــــنع هذا )
ولايرجع غلبتـــــه إلى الـــــرب بل لنشـــــــــــــاط إرادتـــه الجيـــــــــــــــــــدة ،
فالعنــــــــــــاية تبتعــــــــد عنه وتسمح النعمــــة أن يقع في شباك الشــياطين ،
الذين يصــــــرون بأسنانهم عليه مغتاظين منه .
51- الشـياطين المنافقــــــــــون متلهفــــــــــــــون إلى هلاكنـــــا ،
وعندمــــا يقع متوحد شجاع في فخاخهم بغتة فلا يصدقـون ،
ولــــــــذا يخفون أنفسهم ويمرون عليه خيــــالات ليمتحنوه ،
إن كـــــان ينزل إلى أفكار الآلام ( أي الشهوات ) التــــــــــي ما كان يقبلها أولاً ،
ثــــــــــم يســــــرقونه بالكســـــــل والإهمــــال والتــــــضر ،
ويوسوسون له بشره البطن والزنــــا ونياح الجسد ،
تـــــــــــــلك الأشــــــــــــياء التي كان يــزدري بهـــا .
فــــــإذا نظروه وقد تراخى ضميره ومال لقبول الآلام بسهولة وانشــــغال بالآلام بســهولة ،
وانشـــــغل بالآلام كليــــــاً وتود الراحة ، ولم يحس بالسقوط ولا تيقظ قلبه للتوبة ،
بل بالعكــــس يفتخــــــــــر عند السقوط ويتخيل أنه قائم وأنه ثابت فى نهضـــــــة ،
فعند ذلك يجددون حيلهم ، ويوحون إليه ( أنه بلــــغ ) كمـــال الآبــــاء ،
القديسين الكاملين ، الذين أهلوا للإستعلانات وصنعوا العجائب ،
لكي يسقط تماماً من النعمة ويترك بيدهــــــــم يستهزأون بـــــه .
52- مادام المتوحـــــد ثابت في الجهـــاد بنشـــــاط وحــــــــــــرص ،
فـــلا هـــــــــــــو يغلب كيفما اتفق ، ولا تقاتله الشياطين بقــوة ،
بــــــــــــــــــــل يرصدون الأوقات الموافقة للصيد عندما يكمل جهاده .
فيبطل الحرب ويثق المجاهد بغلبته ،
ويلقى عنه سلاحه مثل غـــــــــالب ،
عنـــــــد ذلــك يخدعه الشياطين بفكر أنهـم مقهـــورين ،
وقد غلبوا من نشاطه ووقعوا إلى أسفل ،
وهكــــــــــــذا بحيـــل المديـــح يصطـــــادوه بســـهولة .
53- المتوحــــــــــد الذي أهـــــل للرحمـــــــة أي الكمـــــــــــــــــال ،
ينبغي عليه كل حين ألا يلقى سلاحه عنه الـــذي هـــــــــــــــو :
التواضع ، الهــدوء ، التحقـــــــــــــــير ، حمل ضعف القـــريب ،
الصـــبر ، الاحتمال ، طـــــــول الروح ، الإزدراء بالـــــــذات ،
ويجب ألا يغلب من محبة الذات التي هــــــي أصــل كل الشرور .
وأم جميــــــــــــع الآلام .
وبصيانة ذهن يفتش دائماً ضميره وأفكاره وإرادتـــه ،
وينـــظر إلى أي من الآلام يميـــــــــــــل ،
وأي من الآلام يتحايل متخفياً بشكل الفضيلة ،
ليســلبوا نفســــــــــــه ليحررها منهــــا .
54- الأشياء الكريمة التي دعى عليهــــا اسم الملك والتي لم توضع بعــد فى خزانتـــه ،
فإنها تكــــون مكرمة لدي خدامه أفضـــل من تلك التى وضــــــعت في خــــزائنه ،
وفسد جمال حسنها داخل الخزانة ،
ألقيت إلى خارج وتبهدلــــــــت وصارت موطئـــــــاً للنـــــــــــاس ،
وفقـــدت الاهتمـــــام بهــــــــــــــــا .
55- تائب يعمل على الرجاء ويكرم المسيح بقـــــدر قـوته ، فلـــو أنه عـــــاجز ،
فهـو أخير مــــــــــــن صديق بـــــــــار تفاضــل بجميع محاسن الفضيــــلة ،
أهل للرحمــــــــــــــة لسر إســـــتعلان معرفة الحــق ،
وفــي النهـاية فســــــد وهو داخــــــــــل بلاط المسـيح ،
وترك مــــــــــــــــــن عناية الملائكـــــة لتخلى النعمـة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق