الاثنين، 21 مايو 2018

3 ـ سقوط الجبار ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالخامس ) الجزء الرابع ـ فصل 2

3 ـ سقوط الجبار
     عسرة جداً ورديئة من تدابير الســيرة ،  ومفتقرة إلى توبـــــة على قدر السقوط من علو الفضيلة .
     وأشر مـــن هــــذه وممــــلوء خطـــراً ، الســــقوط من عـــــلو التدبير الروحاني الذي للحــــــرية ،
                           ولو أن ضربته تشفى  بعد جهد بدواء التوبة . وقليلون الــذين ينجون من الخطر .

47- الشياطين سلابين لطفاء وهم متجــلدون يرصدون أثر الـــــــذي يشتاق للكمـــال ولا يشــــــــفقون ،
                           وهم لايتعبــــــــــــــون إذا طالت الســــــــنين ، كما كتب عنهم .

48- محبوب عنــــدهم صيد جبار واحـــــــد ، كــــم مـن مـــــــــــرة قطــــــع شـــــباكهم و كسر فخـــاخهم ،
                                                                                   و عـــصى لـــــــــــذة ضغط الإغراءات
                                                                                   و اقتنى فى ذاكـــرته كــــنز الحيـــــاة ،   
        ( إنه لمحبوب عندهم سقوط مثل هذا ) أخيراً من ربوات كثــيرة من الثعالب الصغيرة ،  
         الذين بلا تعب وعناء يسقطون أنفسهم ويعثرون لهــــلاك دون جهــد من الصيــادين .

49- الصيادون المهــــرة إذا وقع في مصائدهم سبع جبار ضاري سبق أن قطع حبال فخــــــاخهم ،
     فإنهم يخفون أنفسهم ويكمنـــــون لـــــــه من كل ناحيــــــــة ويحكمون أوتار مصائدهم عليه ،
    إلى أن يتعثر هو نفسه ويشـــتبـــــــــــــــك ( بحبـال المصائد ) ، وتضــــــــعف قــــــــــــــوته ،
   حينئذ يثبون عليـــــــــه ويقلعون أظـــافره ويسكرون أنيــــــابه أي يأخــــــذون  منه ســلاحه ،
       حتى تضمحل قوتـــــــه ويتركــــــــــــونه ملقى وســـــط الناس ليعــــــــــلب به الصبيـــــــــان .    

50- هكــذا حال المتوحد الشجاع الـــــذي بمعـــــــــونة الله كســـــــر مراراً فخاخ الشـياطين ،
    وقطـــــــــع حبال مصـائدهم وأرعب صفوف عساكرهم ومرر حيــــاتهم بقوة النعمـــــــة ،

    فإنــــــــــه إذا نام بالغفــــلة والإهمال قليــــــــــلاً ،
               أو تعظم بالافتخـار وانتفـخ بالظنـــــــون ،
               و إدعاء العظــائم وتكــــبر على الضعفاء ،
                          مثـــــــل غــــالب قهــــر الآلام  والخطية والشـــياطين ،
    وإنه أخضع نفسه مدة من الزمان بأعمال النسك  و استحــــــــق الرحمـــــة ،
       وجاء الوقت الذي يستريح فيــــه ويتمجـــــــــــــد ممن ينظـــــــــــــــــــرونه ،
                                               ومثل هذه الأمور ( إن الذي يصـــــــنع هذا )
      ولايرجع غلبتـــــه إلى الـــــرب بل لنشـــــــــــــاط إرادتـــه الجيـــــــــــــــــــدة ،      
      فالعنــــــــــــاية تبتعــــــــد عنه وتسمح النعمــــة أن يقع في شباك الشــياطين ،
                                             الذين يصــــــرون بأسنانهم عليه مغتاظين منه .

51- الشـياطين المنافقــــــــــون متلهفــــــــــــــون إلى هلاكنـــــا ،
     وعندمــــا يقع متوحد شجاع في فخاخهم بغتة فلا يصدقـون ،
     ولــــــــذا يخفون أنفسهم ويمرون عليه خيــــالات ليمتحنوه ،
    إن كـــــان ينزل إلى أفكار الآلام ( أي الشهوات ) التــــــــــي ما كان يقبلها أولاً ،    
      ثــــــــــم يســــــرقونه بالكســـــــل والإهمــــال والتــــــضر ،
                ويوسوسون له بشره البطن والزنــــا ونياح الجسد ،
               تـــــــــــــلك الأشــــــــــــياء التي كان يــزدري بهـــا .

      فــــــإذا نظروه وقد تراخى ضميره ومال لقبول الآلام بسهولة وانشــــغال بالآلام بســهولة ،
                وانشـــــغل بالآلام كليــــــاً وتود الراحة ، ولم يحس بالسقوط ولا تيقظ قلبه للتوبة ،  
                بل بالعكــــس يفتخــــــــــر عند السقوط ويتخيل أنه قائم وأنه ثابت فى نهضـــــــة ،   
    فعند ذلك يجددون حيلهم ، ويوحون إليه ( أنه بلــــغ ) كمـــال الآبــــاء ،   
              القديسين الكاملين ، الذين أهلوا للإستعلانات وصنعوا العجائب ،
             لكي يسقط تماماً من النعمة ويترك بيدهــــــــم يستهزأون بـــــه .

52- مادام المتوحـــــد ثابت في الجهـــاد بنشـــــاط وحــــــــــــرص ،
     فـــلا هـــــــــــــو يغلب كيفما اتفق ، ولا تقاتله الشياطين بقــوة ،
     بــــــــــــــــــــل يرصدون الأوقات الموافقة للصيد عندما يكمل جهاده .
                         فيبطل الحرب ويثق المجاهد بغلبته ،
                        ويلقى عنه سلاحه مثل غـــــــــالب ،
     عنـــــــد ذلــك يخدعه الشياطين بفكر أنهـم مقهـــورين ،
                      وقد غلبوا من نشاطه ووقعوا إلى  أسفل ،
    وهكــــــــــــذا بحيـــل المديـــح يصطـــــادوه بســـهولة .    

   53- المتوحــــــــــد الذي أهـــــل للرحمـــــــة أي الكمـــــــــــــــــال ،
     ينبغي عليه كل حين ألا يلقى سلاحه عنه الـــذي هـــــــــــــــو :
    التواضع ،  الهــدوء ، التحقـــــــــــــــير ،  حمل ضعف القـــريب ،
    الصـــبر ،  الاحتمال ،  طـــــــول الروح  ،  الإزدراء  بالـــــــذات ،

    ويجب ألا يغلب من محبة الذات التي هــــــي أصــل كل الشرور .
                                                  وأم    جميــــــــــــع الآلام .

    وبصيانة ذهن يفتش دائماً ضميره وأفكاره وإرادتـــه ،
                    وينـــظر إلى أي من الآلام يميـــــــــــــل ،
                                  وأي من الآلام يتحايل متخفياً بشكل الفضيلة ،
                                        ليســلبوا نفســــــــــــه ليحررها منهــــا .

54- الأشياء الكريمة التي دعى عليهــــا اسم الملك والتي لم توضع بعــد فى خزانتـــه ،
       فإنها تكــــون مكرمة لدي خدامه أفضـــل من تلك التى وضــــــعت في خــــزائنه ،
                                                                وفسد جمال حسنها داخل الخزانة ،   
                       ألقيت إلى خارج وتبهدلــــــــت وصارت موطئـــــــاً للنـــــــــــاس ،
                                                               وفقـــدت الاهتمـــــام بهــــــــــــــــا .

55- تائب يعمل على الرجاء ويكرم المسيح بقـــــدر قـوته ،  فلـــو أنه عـــــاجز ،
     فهـو أخير مــــــــــــن صديق بـــــــــار تفاضــل بجميع محاسن الفضيــــلة ،
    أهل للرحمــــــــــــــة لسر إســـــتعلان معرفة الحــق ،
   وفــي النهـاية فســــــد وهو داخــــــــــل بلاط المسـيح ،

   وترك مــــــــــــــــــن عناية الملائكـــــة لتخلى النعمـة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق