6 ـ قــــوى النفـــــس .
خمس هي القوى النفسانية التي تمتلكها النفس الناطقة بالجوهر المتحد بها هي :
1- الشهوة الطبيعية التي للنفــــــــــــس .
2- القوى الغضبية المساعدة لشهواتها ،
لأن هذه القوة وضعت في الطبع أن تتحرك بعد الشهوة .
3- حركة الحيـــاة الـــتي تختلـــج في النفـــس بلا فتـــــور .
4- النطق البســيط ( أي الفكر ) .
5- النطق المركب ( أي الكلام ) .
وعند مفــــارقة النفـــــس للجســـــــــد ، يبطل اثنين منها تماماً ،
وهما : القوة الغضبية والنطق المركب ، لأن أيا منها لا يصلح للتـــــدبير المزمـــــــــع ( أي الحيــاة الأبديـــــة ) ،
لأن هناك لا يوجد شيء ينادى عليه بالصوت ( أي يتبادل معه الحديث ) ،
ولاما ليس بصالح يستوجب الغضب عليــــه .
واثنين منهما يتوقف إلى وقت ما بعد القيامة لاستعمالها في العالم الجديـــد ،
لأن بهما تكـــــــــــــون الســــــيرة الســــــــــــــمائية ،
إحـــــــــداهما هــــو النطق البسيط ( رقم 4 ) الذي هو العقـــــل المـــــدرك ،
لأن به تتحرك بالثاوؤريا ( أي النظرة الروحية والتأمل )
على تلك الأزلية التي هي غاية ملكـــوت الســـــــــماوات ، وهذه ( الثاؤوريا ) ،
هي الدهش الذي يستولي علي عقــــل كل من النــــاطقين الأولين والآخــــرين .
و ( الثانية التي تبقى ) أيضا شهوة النفس الطبيعية ( رقم 1 ) ،
لأن بها تتحرك ( النفس ) بحلاوة عظم محبة الخالق ،
التي بها سوف يكمل جميع طبـــع البشر حينئــــــــــذ ،
وأيضــــــــاً الملائكة والشياطين .
أمـــا الملائكــة فهم فيه ( أي في كمال الطبع ) من الآن بالكمال .
وأما البــــــشر ففي وقت ووقـــت .
وأما الشياطين فهم عادميه تماماً ،
وهم مزمعين أن يكملوا به في النهــاية ،
من أجــــــــــل نعمـــــــــة الذي خلقهـم .
يتبقى للنفس شيء واحد من قـــــواها ، وهـــــــــو يثبت معهـــــا عند مفارقتها الجسـد ،
إلــــى أن تعود تلبسه لإشارة الخــــالق القـوي ،
ألا وهـــي حــــــركة حياتهــا الطبيعيــــــــــــــة ،
هــذه فقــط تبقــــــــــــــــــــــــــــــــــي فيها وإياها تصحـــب إلى ذاك العـــــــــــــــــالم .
والنفــــــــــــس الــــــــتي رافقت الجسد ومعــــــــه أخطأت أو تبررت ،
ليس من العدل والواجب أن تنال وحدها ومن دونه أفراحاً أو أحزاناً .
- الطبائع المعقـــــولة ( أي الملائكـــــــة ) تفاضـــلت بلا حـــــــــد في المعــــــــرفة ،
بما فهموه من تدبير تجسد سيدنا المسيح عن أمور لم يكونــــــــوا يعرفونهــــا أولا ً،
تلك التي من أجل عتقهم وتكميلهم وإيانا .
تــــلك الطبـائع المعقــــــــولة - بعد مجيء المســـــيح -
اقتنوا هذه المعرفة الفاضــلة على حكمة الله لنظــــرهم ،
بأيــة سياسة فاضلة صنعوا ، لكي يجمع الكل إلى واحــد بتدبير المسيح ،
الشيء إذا نلناه كلنا فسوف نصير إلى واحد .
ومن هنا نجتهد متجلدين في مخافة اللــــه ،
إذ نحــن موعــــــــــــودون بخيرات كثيرة ،
أي نحيا مع القـوات غــير المنظـــــــورة مع المسيح ســـيدنا .
وهنــاك نصـــــــير جميعــــاً بيعة واحدة لربنـــــا .
ــ ثم : فكر ملائكي ، وثاؤوريا ( تأمل ) مــــلائكي .
أما الفكر الملائكي عن الفضيلة : ندم حار يقع فينا ، أو تعجب عن طبائع الأمــــور ،
كمثل ما قاله القديس أوغريس في ثاؤوريا الذهب .
أما الثاؤوريا الملائكية : تقع نظرتها في أنفسنا عن أســـــــرارهم .
الأولــــــــــــــــــــــــى : تحصل بكل الإخــــــوة الفضــلاء الأتقيـاء .
وأما هذه الثانيـــــــــة : إنما تكـــــون لأنــــاس قديســين فقـــــــط .
ــ ثلاث معارف تقال عمـــــــا بعد الطهــــــــــارة ،
وجميع حركات العقل محدودة بفكرهم الروحاني .
بالواحدة يتدرب ، وبالآخرى يكمل ، وبالثالثة يتكــــــــــــلل .
اثنتان همـــــــــا مســـــــار طبيعي ، والآخرى فوق الطبع .
الأولى تدعى المعــــــــرفة الطبيعية الثانية ،
والتي بعدها المعـــــــــرفة الطبيعية الأولى ،
أمــــــا التي بها يتكلل فهي معرفة الثالوث ،المسـجود له ،
( والـــــــذي ) بســــر الروح يثبت ويتحقق .
ــ حــــــــــد التـــــوبة هو بداية الطهــــارة .
وكمـــــــــال الطهارة هو بداية النقــــــاوة .
الطريق إلى الطهارة هو ممارسة الفضيلة ، أما النقاوة فهي من عمــــــــــــل الإســــــــتعلانات .
الطهـارة هي التجرد من الآلام ( أي الشهوات ) .
والنقاوة هي التجرد من الظنون وتغير الضمائر إلى : تحقيق معرفة جميع الأســـرارالتي بهــا ،
يتدرب العقـــل ويرتفع إلى كمال حركاته ،
ويجد إستعلان حــــــد كل الأســــــــــرار .
هذه بعد أن تحدث ، لا يعود لحــالة وســـــــــطى .
فهـــــذا الحـــــــال يشبه بلا حـــــد الحــــــــــالة ،
الذي هو آتي في الحياة الأبدية .
ــ الإحساس الروحاني مــــن تأمل للأجسام وغير الاجسام ( أي الســــمائيات ) ،
هــــو طبيعي للعقـــل الناطـــــــــــــق حسب أقول الآباء .
ــ فإذا ما هاذى في الثانية ، فهـــــــو يقوم بتكميـــــل حركاته الطبيعية .
وإذا كــــــــــان في الأولى ، فهذا هو الترتيب الطبيعي الذي بعد التمــام .
لأنه يقــــــال : إن الشيء الــــــــذي يعرف بواسطة الأثـنيــــــــــــــــن ،
هـــــــــو موهبة أعلى من الطبيعــــــــــــــة .
ــ العقل المتوحد يتولد من الإنفراد بالجسد ، وبقدر الاختلاط ( بالآخــرين )
يختلط ( أي يتشوش ) الضمير .
ــ كما أنه لا يغسل الثوب من الوســــــــــــــــــــــــــخ إلا إذا انغمس ودعك بالصــــــــــــــــابون ،
هكذا أيضاً لا ينقى القــلب من الآلام ( أي الشهوات ) إن لم ينسحق الجسد بالمشقات والتوحد .
ــ ثمة عمل ( أي جهاد ) يدلك إلى سبل قاطعة ، ومن أنواعه ( هذا العمل ) ما يعلمك التواضع
ويؤهلك لمعرفة ما ويحببك فيهــــــا ويجعلك قريباً .
وثمة ( عمل ) آخـــــر يطوفك على جانب الطــــريق بنشـــــــــاط ويضع أمامك ستراً طــــــويلاً ،
وإذ يكون المدخل قدامك يمنعك من نظره ، ويجعلك تدور كثيراً في سيرك .
والاثنان يوصلان إلى رب واحـــد من جهة العمــــــل بهمــا ،
لأن غير المحدود لا ينظره أحد وهو قريب .
فالذي يقرأ يفهم معنى هذا الفصل .
ــ طهارة الصلاة هي تسكيت مفاوضة الأفكار الجسدانية ،
وتحريك ما يخص النفــــــــــــــــس .
هكذا أيضا نقاوة القلب ، هو إحساس الضمير الذي تغصب قد اقتنى اختلاجاً دائماً على الخفيات ،
من غــــــير الإرادة ، ويجعل في العقــــــل عـــدم ذكــــر أمور الجســد .
ــ المعرفة ( التي يتحصل عليها الإنسان ) من الحروب شيء آخـــر غير المعـــــــــــــــــــــرفة .
( التي يتحصل عليهــــــــــــا ) من التــأديب
( أي من الضيقات التي تقـــع على الانسان كنـــوع مـــن التــــــــــأديب الإلـــــــــهي ) .
ومعرفة سائر حركات الحروب مفتقرة إلى التجربة ، فكم من مرة يتحير فيها ذو العقــــــــل والحكمــة ،
فأما السذج والأميين من جهــــــــة المعرفــــة ، فإنهم يقتنوها من العمل .
ــ كما أنه لا يمكن تعلم رمي النشاب في وســــط الجمــــوع والأســــــواق ،
بل في موضع قفر خلاء يصلح لسياقة الخيــــــل ورمي النشاب ،
لكي لا تتعطل عن الجري صــــــوب الهــــــــدف الموضــــــوع ،
كذلك أيضاً لا يقــــــــــدر إنســــــان أن يتعـــــلم حســـــناً القتال الروحاني ،
والجري الدائم صوب الهدف الإلـــــهي .
ويعرف الأفكـــــــــار وحكمة النوتية الروحــــانية فـــي هذا البــــــحر المخوف ،
ولا أن يأخــــــــــــذ حنكة صنائع كثــــــــيرة إن لم يثبت في الســكون الدائـــــم ،
والتحلل من كل شيء ينشغل فيه العقل ويتوقف عن الصلاة والتضرع الدائـــــم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق