3 ـ الصلاة الروحانية :
٤٨ـ الصلاة الروحــــــانية من حرية النفس تتـــــــولد ،
والحرية تكـــــــــــــون من قلب قد انعتق من الآلام واصطلح مع الكل ،
وافاض حبه بمــواددة على الصالحين والأشرار بغير فرز كمثــل اللَّه .
٤٩ـ كما أن الذي هو واقف فـي موضع عالٍ يستقبل الهواء وينشـــــــرح ويتقــــــــــــوى أكثر من ،
الذي هو واقـف في مكان سفلي وفى الظلمـة وكهوف الارض
هكذا أيضاً الـــذي على رجاء مواعيد الروح يعمل بالإيمان الحقيقي ، فانه يقبل عزاء وفرحاً وتسلية أكثر مــــــن ،
الذي يعمــــــل قســــــرا ًبتغصــــــب و مــــــرارة قـــــلب عـــن غــير تميــــيز لمينا الرجاء .
٥٠ـ مادام غيرة النفــــس تهدس وتنبح لأجل البر بآخرين، ليس فينا حرية المسيح .
٥١ـ إذا ما غطس الــــذهن ( بعيداً ) عن كل شيء وتداخل وقام بحرية طبيعتــــه ،
فإنه يشرق فيه نور عدم الآلام ،
وإذا ما تجرد من الكل واتخلى عن كل شــيء فإنه يلبس شـــــمس الــــــــبر .
٥٢ـ حب المسيح إذا ما التهب وإتقـــد في قلوب القديسين ،
فإنه يرسم في نفوسهم سماء جـــــديدة .
٥٣ـ نور يسوع هـــــو نور معقول ( أى روحاني ) ، وطوبى للنفس التي استحقت أن تنظره .
٥٤ـ من قبل ظهور مخلصنا معــــــرفة الكائنات التي ترشــــــــد الأبرار والصديقين إلى الحـق ،
وأما باب القديســــــين هو يسوع عند ( أي الذي يؤدي الي ) أبيه ، وطوبى للذي دخل فيه .
٥٥ـ صلاة القديســـــــين هى إ كمالهم في ذواتهم العمل بكل الوصايا ،
وغلبتهـــــــــــــــــــم هى استئصال الآلام ،
وإكليل رؤوســـــــهم هو نـــــــــور عدم الآلام هذا الذي يظهر في إنسانهم الداخلى .
النفس غير المنحرفة تصـــــــرخ بحزن القلب وانسحاق وتوجاع إلى اللَّه ،
وهــــــــــــو لا يغفـــــــــل عن إلاســــــتجابه لهــــــا .
٥٦ـ عمل القديســـــــــين بني النــــور هو عمل ميخائيل وغبريال ، ومن مائدة واحدة يغتذون .
٥٧ـ صلاة القديســــــين بني النـــــور لا تنقطـــــــــع ، لأنه قد تقدس هيكل نفوسهم ومُسح الكاهن الداخلي ،
ووضـــــعت مائدة روحانية ، وقام الكاهن ليقرب ذبيحة محيية لأجل شعب المسيح .
٥٨ـ النفـــــــــــس التي بأعمــــــــــال متواترة متعددة دخلت لميراث القديسين واحصيت في كهنوت السماء
واتكأت عـــــــــــلى مائـــدة الأســــــــرار ،
فينبغي أن تحترس بذهنهـــــــا لئلا عندما تكون متكئة على مائدة حضن المسيح لتقبـل الأسرار الممجدة
التي للملكوت ، يفسق ذهنها
ويطيش بشوارع الأسواق ليلهج بالآلام ( ونتيجة ذلك ) لا تظـــــــهر الكهنــــــــــــة سر الحياة الجديدة
ويمــحي اســــــــــــــــمها مـــــن ســـــــــــــــــــفر الحيـــاة ،
عوض ميراث القديسين ترث مشـــنقة النـــدم والظـــــلمة ،
وتفقــد النظرة الروحانية التي هى عربون ميراث القديسين .
٥٩ـ نطقية الإنسان جعلته مسكن اللاهوت المســـــــجود لــه ،
وبحرية إرادته يمضي أما للنعيــــــــــــــم ،
وأما لعذاب الجحيم .
٦٠ـ هيكل اللَّه ( إي الإنســـان ) ليس لايقع تحت عبودية الموت العادى ،
ولكنه بحريته يميل ليختار أمـــا الموت المعقـــــول ( الروحاني ) ،
أو حيــــــــاة جديـــــدة تفـــــــــــــوق الطبع بالنعمة ،
ومعونة نعمـــــة المسـيح تساعدة و تجذبه لعمل البر وليـــــــــــس لعمل الخطية .
٦١ـ أما أن يكـــــون الإنسان أو لا يكون ، فهذا ليس له ( أي ليس بارادته ) ،
وأما أن يكـــــون بـــــاراً أو خاطئـــــاً فهذا لــــــــــه ( أي بارادتــــــــه )
ومعونة المسيح تساعدة والنعمـــــة تجـــــــــــــذبه لعمـــــــل الـــــــبر ،
وليـــــــــــــس لعمــــــل الخطيــة .
٦٢ـ مســـــــــــــكن اللَّه خلـــــــــــــــــق بلا عــــوز ،
وهيــــــــــــــكل اللَّه وقدس الأقداس الداخـــــــلي وملكـــــــــــــوت اللَّه جميعهـم داخلنـــا ،
فالنفس مفتقرة إلى أعمال التوبة ولتعليم الكتب ولحفظ الوصــــــــايا والصلوات الدائمة ،
لكي بحريتها تقتني من الذخيرة التي بداخلهـــــا حياة جديدة روحانية تفـــــــوق الطبيعة أو موت روحاني ،
وهذا يكون خارجاً عن الطبـــــع بتغــــافل إرادتهـــــــــــــــا .
٦٣ـ جعل اللَّه إرادة الإنسان ليختـــار ما يريد ، في كمال سعيه ،
فإن شاء فأن يُعِد لذاته ـ في نهاية سعيه ـ إما إكليل الـــــبر والفضائل بمعـــــــــــونة اللَّــــــــــــــــه ،
وإما إختار الخزي والعــذاب بميله إلى لذه فساد الشهوات .
٦٤ـ وإن كانت الضيقات التي من أجل التــوبة صعبه بسبب تواتر الأحزان المختلفة الحادثة على النفس المجاهدة ،
ولكن عظيــم هــو وممجـــد العزاء الخفي الـــــذي يظــــــهر في القــــلب لتعزية ضعفنـــا .
٦٥ـ والذي يبدأ بالتوبة يفحص عن أي نوع من النسك وكسر القلب وانسحاقه ( يصلح ) للتوبة ليكمله فعلا بذاته ،
وبأي نوع أعانه اللَّه ، ونجح فيه ، وبغير شبع يعمل هذا النـــوع ذاتــه .
٦٦ـ حزانى القـــــــــــــــــلوب وذوي النفـس المرة والمضنوكين والمتضايقين والمتوجـــــعين ،
إن لم تدركهم مراحم اللَّه بالعزاء بغتــــــــــــة و خفية ، ماكان يحيـــــــــا كل ذي جســــد .
٦٧ـ إذا كان هذيــــــذ فكر الإنسـان يلهج بمفاوضة العالم الجـــديد فإنه ينموا ويبهـــج باللَّه ،
وتمتلئ نفســــــه رجاء وعزاء وفرحــــــــــــاً ،
وإذا ما لهـــج في أمور العالم وأحواله ،المؤذية فــإنه ،
يمتـــــــــــــــلئ كآبــة وحــزناً وندمــــــــــــاً .
٦٨ـ للعالم الآتي تتجه إرادة البارئ ، لكن لأجل منفعة الكل ســبق وأقـــام هذا ( العالم ) وأعطى لأولاده حرية الإرادة
لكي باختيار إرادتهم يُعدون أنفسهم لأي ناحيـــــة أرادوا، أما ناحية العــــــذاب
أو مكــان النعيـــــــــم .
٦٩ـ ههنــا وضــــــــع جهاد وقتـال ومحــاربين ، وجعـــل في طبيعة خلقتنا معرفة الغلبة وأيضــــاً عارالهزيمــة ،
وأظــهر شرف الغلبــة وعار الهزيمة بوصـــاياه المحييـــــــة ،
ووضع في طبيعتنا قوة الغلبة مقابل العـدو ، وأيضــاً مــــــا يجذبنـــــا إلى الخـــير ، مــــــــــع حريـة الإرادة .
٧٠ـ الذين لا يعــــطوا راحــــة لذواتهـم في هـــذا العـالم لأجل الحـــــــــــرب القــــــائم قبـــــــالهم ،
فإنهــــم في العالم الجديد يستريحون من ثقل أعمالهم بالروحانيـة ،
والتي بها يقتنون بنعمــة المسـيح ، تنعماً لا يزول ، حــــيث يُقضـــــــى الفســـاد و الانحراف ،
ويكون اللَّه الكــل في الكـل .
وعلى عكس هـــؤلاء ، يلبــــــــس الخطاة الخجــل وينبـــــــــــــــــذون مع الشياطين المردة ،
الذيــــــــــــــــــــــن اتنيحوا معهــم ههنـا .
٧١ـ اللَّه الازلي غير المحدود خالـــــــق الطبائع ( المنظــــورة ) وهــــو مخــــــفي من الكـــــــل ،
ومعرفة لاهــــــــــوته وضعهــــا في كل الطــــبائع كأنهـــا مكتوبة عليهـــــا من خــــارج ،
وهي ايضاً مرســـــومه داخل قلوب البشر لكي بنور الفهـــم وتمييز المعرفة يقرأ فيها العقل ،
وبأردتــه المســـــتنيرة يميز ذاك الذي هو مخفي ومحجوب وهــــو يعمـــــل في الكـــــــــــل .
٧٢ـ التهــاون والضــــــــلالة هم أسباب الخطيـــــــــــــــــة .
٧٣ـ الازدراء بالقريب ومقته هــم سبب عــــــدم المعــــرفة و قلة الإيمان والتجديف .
٧٤ـ المعــرفة الســــــــاذجة البعيدة عن التدابير ( الروحية ) المتقنه وأعمال التوبة ،
والمرتبطة بالتدقيق في فهـــــم الامور ( الارضيـــــــة )
تولــــــــد الازدراء والتنفـــــخ والا فتخـــــــــــــــــــــار .
٧٥ـ ملح التدابير المتقنة وأعمال التوبة والنســـــــك هو الصبر والمخافة والحياء
التي يتولـــــد منهــا طـــــول الروح وسعة النفس والاتضاع الحقيــــــــــــــقي .
٧٦ـ الشياطين المـــردة ولو أنهم أعداء خليقــة اللَّه ، ولكن من دون أن نكون نحن بإرادتنـا ،
سبب لتخلى ( نعمة الله عنا ) ، ( وسبباً ) ليجدوا فينا مادة لشرورهم ،
فما يقدرون أن يؤذونـــــــــا .
٧٧ـ صنارة النفس هى محبة ذاك الشــــــيء التـــــــي ارتبطـت بشـــــــــهوته ،
وهى غصباً فـــي كل أمـــر تجتـــذب لذاك الشيء الذي تحبه ،
ولا تنظر لشئ آخر معه ، إلا الذي تريـــده وتحبـــــــــــــه ،
إن كـــان صالحاً أو رديئـــــــــــاً .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق