2 ـ طهارة العقل
30ـ إذا ما تطهر العقل وإستضاء بنور طبيعتــــــــــه ( الأولى ) ،
فإنـــه لـــن يتنقــــــــــــل من موضع إلى موضع بحثاً عـــــن الاتحاد بالمسيح
بل به ( بداخـــله ) وفيــــــه ( يوجد المســـــيح )
ويميزه بالشعور ويرتفـع من تصور إلى تصــور ،
ومن معرفة إلى معرفــة حتى يتوج بنور طبيعة خلقته .
٣١ـ إذا ما تهاون العقــــل عن العمل الخفي ، ويطيش بإرادتــــه في طــلب أباطيـــل هذا العــــالم ،
فانـــه يُسبي بالضلالة ويظلم عن الحق ، و ذخــــــــــــــيرة الحيـــــــاة لا تنتقــل منــه انتقـالاً ،
بل يتجرد منها هو وتبتعد عنه بسبب رذيلة الإهمــال .
٣٢ـ إذا مـــا إكتمل الإنســان ( روحيـاً ) نتيجــة التربية بمعـــــــــــرفة الحــــــــــــــق ،
فـــــإنه يتغـــير ويتجدد بالــــروح ، ويتعرى الآلام (أى الشهوات ) العتيقــــــــــة ،
وينهض الإنسان الجديد الروحاني ، ويشرق فيــــــه نــــــــــــــــــور العالم الجديد .
٣٣ـ بتربيــة معرفة الحق تبطل معرفة الطــغيان ،
وبالهذيذ الدائــــــــــم في الخيرات العتيــــدة يضمحل ويزول ويذوب
هذيــــذ هذا العــــالم ومفاوضتـــه الباطلة ، ويبــقى الإنســــــــــان
متـــوج بطبيعـة خلقته .
٣٤ـ مذبح قدس الأقداس القلبي إذا ما تقدس برفرفة الروح ، حينئذ ترتفــــع عليــــه ذبيحـــــة روحـــــانية ،
هى الأفكـــــار البتوليــــــــة التي يذبحها عقل مقربها بالصــلاة الطـــــاهرة ،
وهـــذه ليســــــت مثـــــــــل الخطية الحيوانية ( لاوييـــــن ص 4، 5 ) ولا توجــــــد وتقسم من تثنية القلب .
٣٥ـ مذبح القلب الداخلي إن لم يُطــــــهر ولم يكمل بنــــــــور عدم الآلام ( أي التخلص من الشهوات )
ولا خُصــــــص وتقـدس بحلـــــول الـــــروح ،
فلو تقدس عليه ( حتى ) رئيـــــس الكهنــــــة بالصــــــــــلوات المتوليــة ،
فهـــو قربان ســــاذج وليس ذبيحة مقبــولة ، مثل مذبح الأســـــرار ( العهـــــــــــــد الجـــــديد )
فــإن لـــــم يُخصــــــص ويقدس بالتكريــــس فالقرابين التي تصعد عليه ،
لا تدعى ذبيحة محيية جســـــــد ربنـا ودمــــــــه .
٣٦ـ ذبيحة الصلاة الروحانية إذا ما اتقدمت على المذبح الداخلي المخصــــص المقدس بالــــــــروح ،
فإن العقــــــل المكهــــــن ( أى الذى كُرس ) يحســــــــــــــن إن كانت قبلت ذبائحه بالكامل أم لا ،
مثل ما يعرف الـــــــرامي بالقوس الناشــــبة هل أصابت أم لا .
٣٧ـ في وقت القربان إذا أشرق نور النعمة على نور عدم الآلام ( أى الشهوات ) ،
عنـــــــــــــد ذلك تنظر النفس ذاتهــا كأنهــا لوناً صافيــــــــاً أو لون الســــماء ،
الذي رآه بنو إســــــــرائيل تحت أرجل اللَّه .
هذا يسمه الآباء موضع اللَّه الذي داخلنا ، ( وهنا ) تشعر النفـــــــــــــس بجمال ذاتها ،
هذا هــــــــــــــو ميراث القديســــــــــين الذي يكون بنور النور( بسبب ) نقاوة الذهن .
٣٨ـ هذه هى العلامة أنه قد تخصيص وتقدس بالكمـــــال المذبح الداخلي قدس الأقداس للذبيحة الروحــانية ،
وان نجاسات الشرور لا تصعد عليه مثل مذبح الخارجي ،
( انه قد ) انسكب على أرض القلب البخور المختــار
الذي هو الحب ، السلام ، الصلاح ، الود ، المســــــــــــك ( أي البخور )
ذو الرائحـــــة الطيبـــة اللذيـــــــــذة هو الفرح الروحاني الــــــــــــــذي ليس له سبب أو حد .
٣٩ـ الذهـــــن بنقاوتـــــه الأولى إذا ما اســــتحق ( القداســـــة ) قليـــلاً أو كثـــيراً ،
فعند ذلك تبطل التخيــــلات وتتوقــــف الأفكار مع اختلاج الحركات الداخليـــة ،
وفي وقت الصلاة يتكــــلل العقل بإكليــــل النــور والمجد مضـاعفــاً .
بقدار هدوئــــــه و نقاوته ويرجــــــــــع إلــــــى بلد السلام موضـعه .
٤٠ـ تقوى العقل تقوم على الطهارة والنقـــــــــــــــــــــاوة ، وعفة النفس الهادئة ،
ومن تواضع القــــــــلب والحب الغــــــــــــزير ،
ومن النعمة التي تقدس وتهدي طاهري القلب .
٤١ـ العقل الذي تأسس فيه الحب الإلـــــهي ، وبالنعمة استحق معرفة الحق ،
فإنه لا يهدأ عــن الهذيذ الروحاني باســـرار اللَّه ،
وفي وقت يهـــــــــذ بعنايــــــــة اللَّــــــه الملازمة لكل لموجودات .
وفي وقت يتفـــرس فى سياسة مراحمه التي في كل الأجيـــــــــال ،
وفي وقت ينظــــــر في حكمـــة خلقتـــه المملـــــوءة تمــــــــييزاً ،
ويرجــــع أيضاً إلى تضــــاعف تقــــوي نقــــــــــاوة نفســـــــــه ،
ويعتجب باتحــــــاد النفــــس بالجســـد والأسرار المخفية فيـــــه .
وعــــــلى التاؤريات ( النظرات الروحية ) والمفاهيم الـتــــــــــــي فوق الطبع ( الإنساني )
والـتـــــــــــي تظـــــــــــهر فيـــــــــه .
وكيف هو هكــــذا شــــريف ممجــــد ، وأيضــــــــــاً مهان مرذول ، متعــالٍ عن الفســــاد ،
وإيضـــــــــــاُ نجس مقيـــد بفســـــاد ميـــــــــــوله .
٤٢ـ النفس التي ترتقي بأجنحة الفضائل إلى ارتفاع تدبير العقل ،
لتعـــــــــــبر إلى بلد السلام والهـــــدوء ،
فإنها تجــــــــــــــــــوز في بــــــلاد صـــــــعبة ، وتجارب عسرة متعـــــددة ،
وضيقات مُـــرة شـــــــديدة ،
وتكون قد أعدت ذاتها لتقاسى هذه ( المصاعب ) ، لأنـــــه لابـــد منهــــــــــــا ،
بسبب حسـد الشـــــــياطين ، وتجارب الجســـــــــــــــــد .
٤٣ـ إن الإنفعالات الصـعبة التي من الطبـــع والقريب ،
تحتـــــاج إلى النعمــة وإلى التمســــــــك بالتحفظ ،
وإلى إلتمـــــــييز ( بواسطة ) نعمـــة المعــــــــــــــــــرفة ،
وإلى الصبر كمثــــل الأدامس ( حجر كريـــــــم صــــلب ) ،
لئلا تتراجع بسبب الاضطراب وحيل الشياطين الماكرين ،
والتجارب الصعبـــــــــــــة
الحادثة من الجسد والقريب .
٤٤ـ إذا رتب العقـــــل الحــواس وخرج في طلب الأفكــــار والكلام والأفعال ( المفيدة ) ،
ورتب اقســـــــــــــــــــامها ،
واصطلح الثالــــــوث الذي فينا ( النفـس والجـــــــسد والـــــــــــــــــــــــــــــروح )
وهدأت الحـــــركات الداخــــلية عن طـــــــلب وهذيــذ وتصور ثاؤرية الأجســــــام وغير الاجســــام ،
وقام فيما يخصـه ،
عنــــــد ذلــــــــك يلبس الكاهن الداخـــــــلي حُـلة الكهنـــــــــــــوت ،
ويضع على رأسه إكليل القدس المشرق بالمجــــد والنور الذي لا شـــــــبيه له ،
ويقـــرب ذبائحـــاً وبخـــــــــوراً زكيـــــــــــــــاً .
٤٥ـ بالصلاة الطاهرة وانقبـــاض الضــــــــمير الصـــــــــــــــــــغير
والنـــــــــور الـــــذي من معــــاني الكــــــتب
وعزاءالنفس الـــــذي من القراءة والصلوات
ومــــــــــــــا تبـــــقى من تدريب النفــــــــس واستضاء العقل ،
وحدة الحـركات ،
يستطيعوا يدركوا بمعونة اللَّه الذين يغســــــــــلوا بالتــــــدابير ،
ويتفاوضــــــــــوا بهذيذ الكتب ويحرسوا بأعمال التوبة بنشاط .
٤٦ـ وأما ( أن يصل إلانسان الى حـــــالة ) مفاوضــــــــة الصلاة الروحانية الذهنيـــة ،
( وتكــــون ) نظرة الضمير وعقل مشترك مـــع اللَّــــــه ،
باســــتعلان أســـــــــراره والاحساس بالحياة الجديـــدة ،
والفرح باللَّه هــــــــذه التي تكــــون بلا علة ولا ســبب ،
هــــــــــــؤلاء وما يشبهها من دون عدم التألم الهـــادئ الذي يفوق الطبع
لا يمكـــن أن يحصلوا عليه إلا بعمل النعمـــــــــــــــــــة .
٤٧ـ بمقدار ما هو مرتفع درجة البنـــين عن رتبـــة العبيــــــد ،
هكـــــــــذا هى متعالية تدابير الحرية من التدابير الغصبية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق