5 ـ ضلال الشياطين
28 ـ يشبه الشياطين ضـــلالتهم كأنه من فعل النعمــــة وذلك فى الآبتداء للسذج ،
لكن العارفين لطريق سيدنا الذيـــــــــن جــــــربوا من هؤلاء ( الشياطين ) وسقطوا ثم بالعمة قاموا ،
فهم يفهمون حيلهم الماكرة ، لأن فعل النعمــــــــة يبدأ بالأكثر من القــــــلب ويصــــــعد إلى فــــــــوق ،
أمـــا فعــــــــل الشــــياطين فبالأكثر فى الكلى والأعضاء السفلية التى هى آلات الشــهوة ،
ثم تبدأ الأفكـــــار وتصعبد للقلب والــــــراس وتهلك الإنسان .
29 ـ ثم وقت تبدأ النعمة من القراءة ، ووقــــــت مـــن الهذيذ بالفضائل ،
وثم وقـــت مــن الصلوات بحرص ،
ولكن بالأكثر مــن الاشـــتياق والأمـــــــل واللهــــــــــــج بالفضـــــــــــــائل .
-السيرة المتعالية المدونـــة عن الروحــــــانيين تبدأ وتصـــور فى الضــــمير الأشياء العالية المعدة للقديسين ،
وكلمــــــــا يشـــــــــــــــخص فيها يتشوق للتشبه بتـدبيرهم ( أى ســــــــــــــــــــلوكهم ) ،
وكل شــــئ من أمثـــــال هـذه بـــل وأكثر فإنه من القلب يبدأ .
30 ـ أما ضد هــــذه ، فهو لأن الشــــياطين ترصد الأوقات ، ويأخذون منا مادة وفرصة ،
فعندما يحسون أن أعضــــاء النفـــس قد شملها الحـــــرارة بهذيــذ الفضـــــائل ،
والاشتياق للإلهيـــات ، والتهبت بالتضــــرع والصلاة الحـــارة ،
فمن ســــــاعتهم يحركون بحيلهم الأعضاء السفلية بلذة الشهوة فتسرى تلك اللذة إلى فوق ،
ولكن عندمـــــــــا تنتبه حواس الجسد ( إلى ما يجب ) تبقى الأعضـاء بلا فعل ،
وهــذا الأمــــــــر يدركـــــه الكاملين بعد جهد .
31 ـ صدقنى يا أخي القــــــارئ إن العـــدو يفعـــــل هذيـــن الأمرين مــــع الإنســـــان على الدوام ،
ولو تركه الله ليعمل بالكلية ( أى بكامل حريته ) مع الإنسان لبدل أفعاله من الصلاح إلى الشر ،
ولكان يظــهر فعله كأنه عمــل ملاك النـور كما قــــــــال بــولس
الرسول( 2 كو14:11 ) لكنه مجبرمن الله على الحد منقتله وأفعاله .
كم مرة عندما تبدأ النعمة أن تعمـل فى القــلب ،
وتبتدئ أيضاً الشياطين فى التحرك بأفعالهــم بالحيـــل فى أعضاء الشهوة ،
وفى هــذا الحـال فـأن حاسة الشم ( الروحية ) تحــــــس بالرائحـــة اللذيــــذة والنجســـــــــــــــة ،
وتمتـــلئ النفـــــــــــس ســــلاماً واضطـــراباً ، حبــــــاً وتكـــــــــــــــــــدراً ،
وينقسم فيها النور ويرتبك الذهن ولا يستطيع أن يميز الحق من شبهه ولامن الطغيــان ،
وتتوقف الأعضاء عن نشاطها ( من الارتباك ) ، وهذا النوع أصعب من جميع الأشـياء .
32 ـ إن الشياطين كثيراً ما يغير ( رائحة ) الشهوات النجسـة فى حاســـــة الشم ،
وكم من مرة – بعمله الردئ – يشبه الرائحة النجسة الرديئــة كأنهـــا رائحة لذيــــــذة طيبـــــــــــة ،
وذلك لكــــى يضل السذج عندما يصدق الضمير هذا الشــــبه ، فيغرق النفس الشقية باللذة السمجة .
33 ـ عدد تغييرات الرائحة التى تأتى من أعمال الشياطين لا حــــــــد لهـــــا ،
كمــــا أن تغيــــيرات عدد أعمال الصلاح والشرور ليـــــس لها حــــــد ،
ولكــــن كل واحــــــد يعرف على قــــدر ما جــــرب أو تسلم من آخـرين .
34 ـ الذين يتشوقون لعمل الكمـــــــال يسمح ( الله ) أن يجربوا بالكثر بقتال الشهوة بقــــوة لكى يختبر حبهم للحق ،
إن كان صــــــــادقاً ، وأن حياتهم تمقتها دائماً ، ( وهم بذلك ) يتدربون على الاتضاع والصــبر .
حتى لا يتعظم قلبهم بالظن ( أنهم قديسون ) وينتفخون ويسقطهم الشيطان بالعظمـــــــــــــــــــة .
35 ـ وإن كنت تسأل كيف يمكن أن تعمل النعمة والشيطان بالسواء فى نفس واحدة
ولا يضمحل الشيطان أمام النعمة ،
فأناً أيضاً أسألك كيف يمكــــــن للبر والخطية أن يعملا فى ضمير واحد وإرادة واحدة
ولا تستأصل الخطية ببر الصدوقية
والإجابة :
أنه هكـــــذا هى أحكــام ربنـــا ، أنه يترك المختارين والقديسين يتدربــــون ويمحصون بتجارب متعددة ،
لكــــى يشــــعروا بالنعمــــة التى تحفظهـــم وتحررهم بغــــزير رحمتــه .
36 ـ أما الشيطان فبكثرة دهائه لا يفتر عن أن يشبه طغيانه بأعمال الروح ، ويتحايل أن يعطى ضلاله للســـذج ،
والمختــــــــارين كشــــبه الحـــــق ،
كما كتب بولس ( الرسول ) أن الشيطان يتشبه بملاك النور ( 2كو 14:11) وأيضـــــاً خـــــدامه .
والأب مرقــــس كـــــــــــتب أن ثم عمل النعمة غير معـــروف للأطفــــــال والمبتـــــــــــــــدائين .
37 ـ أما نحن فينبغى علينا أن نخر قدام نعمة الله ونسأل سيدنا بحـــــــــزن بالصـــلوات وبدمــــــوع
ليخلصنــــــــا من هــــلاك الضـــلالة الشـــــيطانية
ويســـــــــترنا تحت كنف نعمته ومراحمه الحقيقية ،
ونصعـــد لـــه ولأبيـــه وروحـــــه القـــدوس تسبيح دائــــم بتضرع ليحفــظ سيرة أيــام حياتنــا .
38 ـ هذه وأكثر منها ما لايدرك ولا يوصـــــفه تذيقه نعمة الروح القدس للذين يداومـــــون الســكون ،
بقصــــــد مســــــــــــتقيم كل مدة حياتهم بلا معــثرات .
إنها تفعل وتجذب بأنواع مختلفة وغزيرة ، وذلك لتعزية الســــاذجين وبجذبهم للحياة الجديدة بالله .
39 ـ هكذا أيضاً الشيطان يجذب ويوسوس ويخدع ويعمل بطغيانه بلا فتور بما يبدو أنه بر ،
لعله يستطيع أن يضل المختارين .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق