الفصل الثاني
من رؤوس المعرفة
الميمر الأول
من رؤوس المعرفة للقديس مار إسحق
تفيد العقل الذي قد بلغ لبلد السلامة ، وعلى الدوام يهدس( يهذ ) بأسرار العالم الجديد ،
ويتفاوض خفيـــــــــاً بالإلهيــــــات ،
ويصعد القلب تصور الأسرار التي تعطي للمتوحدين الحقيقيين في زمان الجهاد
ويصعد القلب تصور الأسرار التي تعطي للمتوحدين الحقيقيين في زمان الجهاد
وترشد القارئ من فكر إلى فكر حتى يصل إلى أسرار المعرفة المقدسة .
1ـ المسيح حياتنا
١ـ الإيمــان بالمسيح هـــو نور معقول ( روحاني ) وحياة .
ـ تعليـــــــم يســــوع هي معرفة الحق التي بواسطة كلمة النور يفيض على المؤمنين ،
ويعطيهم نور وحياة حقيقية ،
ـ نفخ في وجه تلاميذه وقال : " اقبـــــــلوا الـــروح القـــــدس " ( يو 20 : 22 ) ،
و هي مواهب ودالة منحها لهم .
٢ـ قيامــة يســــوع هى تمثال قيامة العامة .
ـ البارقليــــــــــــــــــــط روح العزاء الذي قبـــــــله الرسل في العلية
وبه اقتنوا تجــــديداً ، هو سر التجديد المعقول ( اي الروحــاني )
الذي يقبله القديسون ههنـــا والعـــزاء في إنســـانهم الداخــــلي .
٣ـ الإيمان الحقيــــــقي ( أي الروحاني ) هو رأس النفس ورأس الحق ،
هو رأس التدابير المتقنـــــــة ،
هذا الذي يجــــذب ويُخضــــــع لحرية الإرادة .
٤ـ النــور المعقـــــــــــــــول ( أي الروحـــاني ) وحياة الناطقين هـــو معرفـــة الحــق ،
والذي بالإيمان والرجاء يخرج في طلبه ، فأنه بالصلاة يجد داخل منه كنز الحياة ،
والذي يـبعــــد عنـــــــه في الظــــلام يسيـر .
٥ـ الذي لــــــه العزاء الداخلي يطرد منه المفاوضة ( أي الاحاديث ) الخارجيـــــة ،
لئلا يضيع العزاء الداخلي ، لأن الذي وجد الحق داخـــــل منــــه لا يتحـــــــايل .
٦ـ الذي له نــــــور معقــــول ( روحــاني ) ليــــس هــــــــو محتــاج للنـــــــور المحســــوس ،
لأن نــــــــــــور العقــــــل هو معرفة الحق الذي به تفرز ( تميز ) النفس الحق من الشــبه ،
والذي وجــــــد هـــــــــذا قد اقتنى ذخــيرة الحيــــاة .
٧ـ الـــــــذي له غنـــــــى الأرض هـــو ناقص من غـــنى المملكة الســــــمائية .
لأن هو مع غناه واملاكـــــــه إلا انه تحت الخوف من الداخلين والخارجين ،
وأما الذي أعطاه الملك البهجة وسكب عليه مواهبه ، وجعله ابن ســــــــره ومتداخل في المملكة ،
فلـــو أنه حقــــير ومســـــكين ـ فإن لم يصنع خطا بارادته ـ فهوافضـــــــل من جميـــع رفقـــائه ،
لأن ذخــــيرة المملكـــــــــــــة لاتقع تحت الخوف من السالبين .
٨ـ الذي قد وجد الكنز داخـــــــله ، لا يطلب صدقة من الخارجين ولا يخــــدم عند إنســــــــــــــــان ،
بـــــــل يحـــــــترس بمـــــاله ، وهو مســــــالم مع كل أحـــــد لئلا يضيع وديعة الحب ويتسجس .
٩ـ إن كانت معرفة الخـــــير والشــر تتولـــــد داخــــل القــــلب كما قال الســـــــــــيد ( لو 6 : 45 )
فمادام قلبنا في قبضــــــة شيطان الغضب والحسد أو محبة المجـــــد الباطـــــــــل ويتحدث مع النـاس ،
فالضرورة الأولاد المتولدين منه يشبهون آبائهم في معرفة الغضب وباقي الأمور وهكذا أيضاً أفعالهم ،
وقياساً على هذا المعنى أيضــــــاً يُفهم في سلامة القلب الذين هم عكس هـؤلاء .
١٠ـ الملائكــــة بالنـــار والهــــــــــواء ،
والشياطين بالظلمة واللجــــــــــج ،
والنـــــاس بالهــواء والمـــــــــــــاء بحرية إرادتهم .
١١ـ إن كـــانت المعرفة التي عن أسرار الثـــالوث المقــــدس ،
هــــــــــى أقدم من كل المعـــارف وتحوي كل المعــارف ،
وهــــــــى تعمل في الكل تفعـــل ، فهى أفضل من الكـــل ،
فمعلوم أن الــــذي ه ومجرد من هذه هو بعيد من الحق .
١٢ـ معرفة الأمور والحيــــــــــــــل هى معرفة الصبيان ،
وعندما نقمعها ونقوّمها توصلنا إلى معرفة الحـــــق .
١٣ـ معــــــــرفة الحق هى نـــــــــــــــــــور حــرية البنــــــين
التي بواسطة تدابير الحرية الاختيارية تكلل العمالين بها .
١٤ـ وإن كان المعرفة هى سابقة التدابير ولكن بكور التدابير بهـــا تفلــــــــــــــــــح ،
و حســــــــــــــنة هى المعرفة ، ( فهى عندما ) تشـــرق تجلب الأثمار الصالحة .
١٥ـ إن كان السكون يولد الســـكون ، والمعرفة للمعرفــــــة
والتدابــير للتدابيـــــر ، كقــــــــــول الآبــــــــــــــــــــــاء ،
فمعروف أيضاً أن الصبر الإرادي يتــولد من المثـــــابرة على الأعمال التغصبية والقسرية .
١٦ـ الصـــــــــــــبر إذا ما كمـــــل وهـــــدأ بوساطة التدابــــير المتعبة التـــــــــــي للحق ،
فانه يولد سعة النفس والاتضاع والهدوء والجود والمسالمة والحب ،
مع بقيـــــــــــــــــــــة الأثمار الروحـــانية التي كتبها بولس .
١٧ـ حسن الفضائل لا تمدح من اجل تمـــــــــــــــايز أســــــــــــــــمائها ،
بــــــــل من اجل إفراز غرض وقصــــــد فاعليهــا .
١٨ـ الفضــــــــــائل ليس بذاتهــــــــا فيهـــــــــــــــا صـــــلاح و شرور ،
بل بالقوة والفعــل ، وبـــــإرادة و غـــرض فاعليهــا يخـــــــــتبرون .
١٩ـ إن كــــــــــان قوة الفضــــــــائل نقتنيها بذوتنا ،
ولكن تكميل فعلها وتمــــــــــــيز الخــــــير والشــــــر
يظهر حســـــــب ميل حرية الإرادة .
٢٠ـ الفضــــــائل التي تعمل بالجسد ظـــــاهراً تدهش من ينظرها وتجعله يتقدم للتوبة ،
كمثل النور للأعين الخارجية وبنـــــوره يخلص كثيرين من الظـــلمة .
٢١ـ والفضـــائل التي تعمل خفية داخـــل النفس بهـــــــذيذ العقل ،
تنـــــــــــــــــير عـيني النفس
وتمنحهـــــــــا نظـــــــــــــــراً واحساساً إلهيه يفـــــــوق الطبع ( البـشري )
و بلــــــــــــــــــذة ليس لها تفسير ( لاتوصف ) .
٢٢ـ الفضائل في ذاتها لا تعطي الناطقين نعيم الملكوت أوعذاب الجحيم ،
بــــــــــل الإرادة ( التي تدفع ) الي ممارســـتها .
٢٣ـ مراحم عناية اللَّه بنا تقـــــــودنا للحياة الجديدة باللَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،
وذلك بجذبنــــــــــــا ( بالوعد ) بنعيم الملكوت وبالخوف من عذاب الجحيم .
٢٤ـ الشهوة إذا ما تســــلطت على النفـــــــس واســـعبدتهــا ، إن كان اليمين أو الشــــــــــــــــــــمال ،
فانها تخرجها من حرية إرادتها ، وتنجذب غصباً لتكمـــل الشيء الذي تأمرها به الشهوة .
٢٥ـ ( وهذه الشهوة ) لا تنزع من النفس إلا بمحبة شهوة أخــــرى مضـــــــــاده لهـــــا .
لأن الشهوة بشهوة تُبطل وكذلك محبة بمحبة ،
وعــــادة بعـــــــــادة ، ومفاوضة بمفاوضة ،
كل هذه تتغــــير وتقلع بذكــــــــــر اللَّــــــــه والصـــلاة والدمـــوع .
٢٦ـ الغـــــــــــــــــضب لا يقاتل لأجل ذاته ، بل إنه كمثل الكلب الذي ينبح لأجل صــــــاحبه ،
هكذا الغضــــــــــب ينبح بآخرين لأجل الشـــهوة أو لأجل أي ألم كان ،
وإنـــــــــــــه أولاً يسجس ويكـــــــــدر بيت (عقل ) صاحبه وبعد ذلك يـــؤذي آخــرين .
٢٧ـ مادام في النفـــــس الاتضـــــــــــــــاع فهى هادئة مسالمة ،
وموجود فيها ذكـر حــــــب المســيح ،
وكم احتمـــــــــــل لأجل الخــــــــــطاة والمنـافقين والضـــــــــعفاء ،
ولا يكـــــــــــــون موضع للســــجس ليدخل الى النفس المجــاهدة ،
لكي يفتـــح بابـــاً لتدخل الآلام اليها ويتســـــــلط عليهــــــــــــــــا ،
ويكدرها وينجسها بالأمور السمجة غيرالواجبة .
٢٨ـ تمايز التدابير الكثيرة المتعـددة من تمايز الأغـــــراض تتـــــولد ،
وتمايز الأغـــــــــراض يكـــــون من ميــل حـــــــــــــرية الإرادة .
٢٩ـ كما أن جميــــــــــــع فضـــــــائل ســـيرة التوبة ، والنســــــــك ،
الذي اقنينــــــاه بتعـــب وأعمـال متواترة ،
فإن كنا نتهاون في عملها يضيع قليــــلاً قليـــــلاً .
وأمــــا الفضائل الخاصة بالســـــــكون ، فليس الفضائل ذاتها فقط تهلك ،
بـــــــل وتذكـــر إقتنائها يضيع وينسى ، كما كتب الأب مرقس إن الأشياء
التــــي نتهاون تماماً في عمل تدبيرها ، فإن تذكر عملها ينسى قليلاً قليلا ً ( أي تدريجياً ) .
ــــــــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق